الثلاثاء - 21 أيار 2024

إعلان

ماذا وراء الحملة العونية المتجددة على بري رغم التحالف؟

المصدر: "النهار"
لقاء بين بري وباسيل (أرشيف "النهار").
لقاء بين بري وباسيل (أرشيف "النهار").
A+ A-
مع انهما قبلا التحالف في بعض المناطق من واقع "رفقة درب انتخابية قسرية"، رصدت في اليومين الماضيين رسالتان سلبيتان وجههما الفريق الرئاسي فجأة الى رئيس مجلس النواب نبيه بري لم تفصل بينهما إلا ساعات قليلة. فرئيس الجمهورية العماد ميشال عون غمز من قناة بري في معرض حديثه أمام زواره عن حماية سياسية يتمتّع بها مَن يتلاعبون بالوضع المالي في البلاد، حين قال: "هناك من يتلاعب بالمسائل المالية وبسعر صرف الدولار وهو ما يؤثر بشكل سلبي على المواطنين، وهناك تقارير من قِبل اخصائيين محليين ودوليين تشير الى وجود جهات هدفها تأزيم الوضع، ومنها مَن هو في موقع السلطة".

أما مساء، فأطلّ رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل في حديث تلفزيوني ليواصل التصعيد بالمباشر على رئيس المجلس، فسأل: "كيف يمكن أن نحسب أننا أكثرية مع الرئيس بري ونحن على طرفي نقيض في السياسة؟"، مشدداً على أنه "ليس هناك موجب لانتخاب الرئيس بري مجدداً لرئاسة مجلس النواب". ولم تفت باسيل ايضا الاشارة الى حماية يحظى بها حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، سائلا: "أي نوع من الحماية تلك عندما يصدر قاضٍ حكماً قضائياً بحاكم مصرف لبنان ولا تنفّذه الأجهزة الأمنية؟".

واعتبر باسيل أنّ هناك "جهات خارجية سعت إلى انهيار الدولة اللبنانية، وهذه الفكرة تعززت مع إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب"، لافتاً إلى أنه "سنعرف ما إذا كانت هناك شروط سياسية ستُفرض على لبنان مع طرح ملفه على طاولة صندوق النقد". وأشار إلى وجود "قرار أميركي بعدم انهيار لبنان بشكل كامل لكن مع عدم استنهاضه بالشكل الكافي"، مؤكداً أنّ "قرار استجلاب الطاقة من مصر والأردن كان ردة فعل على خطوة استجلاب المازوت من إيران". وأوضح أنه لا يتوقع رفع العقوبات الأميركية عنه قبل الانتخابات الرئاسية لأنها "قرار سياسي".

بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ"المركزية"، فان هذه الحملة المتجددة من العهد على عين التينة هدفها مزدوج. الاول: شد العصب الانتخابي، حيث يدرك الفريق الرئاسي جيدا ان انتقاد بري وحركة "امل" "بيّيع" مسيحيا، وانهما غير "محبوبين" في الشارع المسيحي، سيما بعد رفض بري تسليم النائبين غازي زعيتر وعلي حسن خليل الى العدالة في قضية انفجار المرفأ. ويهدف باسيل الى ان يقول للناس: صحيح نحن على لوائح مشتركة في اكثر من منطقة لان تعزيز فرص فوزنا يتطلب ذلك، الا اننا لسنا لا اصدقاء ولا حلفاء... فهل يصدّق الناخبون هذه الرواية؟

الهدف الثاني، رئاسي، تتابع المصادر. فمنذ الآن يبدو ان العهد فتح باب البازار الرئاسي ويحاول الضغط على بري. والاخير مقرب من رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية وسيصوت له لا لرئيس "البرتقالي" اذا كان السباق محصورا بينهما في خندق 8 آذار. من هنا، يريد عون وباسيل القول لبري: "اقترب من باسيل كي تفوز بأصواتنا النيابية وكي يكون انتخابك ميثاقيا، خصوصا ان القوات اللبنانية حسمت أمرها بعدم التصويت لبري"... فهل ينفع هذا "الابتزاز" الناعم مع رئيس المجلس؟


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم