تعاريج الحكومة المستقيلة في رسم طريق الانهيار

لم يُلغِ نفي حكومة تصريف الأعمال برئاسة حسان دياب مسؤوليّتها عن الانهيار الحاصل في لبنان، مجموعة وقائع مرتبطة مباشرةً بسرد "السيرة الحكوميّة الذاتية" على مدى أشهر من تولّي سدّة الحكم، ولها دورها المواكب في رسم تعاريج أكثر وعورة للمُنعطف الانحداري، بدلاً من الاضطلاع بدور مُفرمل للانهيار. وقد رُسمَت معالم الخطوة الأولى لحظة انطلقت "جرّارات" العمل الوزاري بعد توقيع مرسوم تشكيل حكومة جديدة برئاسة دياب في 21 كانون الثاني 2020، كان يُنتَظر أن تؤلّف من أصحاب الاختصاص والكفايات المُستقلّة بعيداً من المعايير المحاصصية. لكن الوزراء الذين اختيروا لقيادة "آليات المهمّات الثقيلة"، كانوا في نسبة كبيرة منهم بمثابة أصحاب وُرش حكومية معتمدين لدى الطبقة السياسية الحاكمة، رغم أنه لم يسبق لهم أن شغلوا في غالبيتهم مناصب سياسية سابقة، وهذا ما عاد ليُعرَف علنيّاً من خلال تموضعات الوزراء وارتباطهم بالأحزاب. ويعزو مراقبون الثّغرة الأولى في مسيرة الحكومة، بأنها لم تُشكّل من وجوه مستقلّة قادرة ومؤهلة للمباشرة في الورشة الإصلاحيّة. ولم تلبث أعمال التشييد الحكوميّة أن زادت في تصدّعات الطريق اللبناني وتشقّقاته، حيث برزت أكثر من حفرة في الأداء والعمل، في وقت تتّسع فيه الهوّة والمسافة بين حبل النجاة وعمق الانهيار....