السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

سيرة مصطفى أديب... ما قبل التكليف وما بعد الاعتذار

المصدر: "أ ف ب"
مصطفى أديب (نبيل إسماعيل).
مصطفى أديب (نبيل إسماعيل).
A+ A-
 
بعد أقل من شهر على تكليفه تشكيل حكومة جديدة، اعتذر الديبلوماسي الذي لم يكن معروفاً في الشارع اللبناني مصطفى أديب، عن المهمة بعدما علّقت آمال على جهوده لإنقاذ البلاد من الانهيار عبر إحداث تغيير سياسي وإجراء إصلاحات شاملة.

وكلّف أديب في 31 آب بديلاً رئيس حكومة تصريف الأعمال عن حسّان دياب الذي استقالت حكومته عقب الانفجار الكبير الذي وقع في 4 آب في مرفأ بيروت.

ومنذ تكليفه، سعى إلى تشكيل حكومة اختصاصيين قادرة على إقرار الإصلاحات الضرورية.

لكن جهوده اصطدمت بشكل خاص بإصرار الثنائي الشيعي ممثلاً بحزب الله، وحليفته حركة "أمل"، على تسمية وزرائهما والتمسّك بحقيبة المال.

وتولّى أديب (48 عاماً)، المتحدّر من مدينة طرابلس شمالاً والمقرّب من رئيس الحكومة الأسبق نجيب ميقاتي، مهام سفير لبنان لدى برلين منذ العام 2013 حتى إعلان تسميته رئيساً مكلّفاً في نهاية آب.

وبرز اسم الرجل إلى التداول فجأة عشية الاستشارات النيابية، خلفاً لحسان دياب، بعدما تبنى رؤساء الحكومات السابقين بينهم سعد الحريري ونجيب ميقاتي ترشيحه وقبول القوى الرئيسية به، على رأسها رئيس الجمهورية ميشال عون وحليفه حزب الله.

وبحسب سيرة ذاتية منشورة على موقع سفارة لبنان في برلين، يحمل أديب دكتوراة في القانون والعلوم السياسية. وبدأ مسيرته المهنية أستاذاً جامعياً في جامعات عدة في لبنان، حيث عمل أستاذاً متفرغاً في الجامعة اللبنانية منذ العام 2010، وفي فرنسا. وشارك في إعداد أبحاث أكاديمية وقدّم استشارات في مجالات عدة، بينها الرقابة البرلمانية على قطاع الأمن واللامركزية والقوانين الانتخابية.

وليست هذه أول مرة يدخل فيها أديب الى السرايا الحكومية، إذ عيّنه ميقاتي مديراً لمكتبه في رئاسة الحكومة عام 2011، بعدما عمل مستشاراً له بين العامين 2000 و2004. ثمّ عيّنه ميقاتي سفيراً من خارج الملاك في السلك الخارجي في وزارة الخارجية والمغتربين برتبة سفير.

واستقالة أديب هي الثالثة لرئيس وزراء خلال أقل من عام، بعد استقالتي رئيس الحكومة السابق حسان دياب إبان انفجار مرفأ بيروت، والرئيس الأسبق سعد الحريري الذي استقال في تشرين الأول بعد احتجاجات شعبية عمت جميع المناطق اللبنانية ضد الطبقة السياسية الحاكمة.

"أستاذ خجول" 
وقال أحد معارفه في طرابلس طالباً عدم الكشف عن اسمه لوكالة فرانس برس، "تتسم طباعه بالهدوء والسلاسة واللياقة والديبلوماسية"، مشيراً إلى أنه "ليس رجل مواجهة ولا يبدي مواقف حادة، إنما يتجنب المشاكل ويسعى لحلها ديبلوماسياً من منطلق تعزيز علاقته مع مختلف الأطراف".

وقال محمّد الدهيبي (40 عاماً) الذي كان أحد طلابه عندما درّس في كلية الحقوق في طرابلس في السنة الدراسية 2000-2001 "كان يبلغ نحو 28 عاماً، إذ جاء لتعليمنا فور إنهاء دراسته العليا في الجامعة اللبنانية نفسها"، مضيفا "كان حينها أستاذاً خجولًا، ولو لم يكن يرتدي بزة رسمية لما كنا لنصدق أنه أستاذ جامعي".

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، سارع البعض إلى انتقاد اختياره حتى قبل تكليفه رسمياً، معتبرين أنه "نسخة" أخرى عن رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب الذي دخل الحكومة من بوابة الاختصاصيين وكبّلته القوى السياسية، ومن بينها تلك التي دعمت وصوله وعلى رأسها حزب الله.

وكتب أحد مستخدمي "تويتر" باللغة الإنكليزية "دياب وأديب وجهان لعملة واحدة".

بينما انتقدت أخرى تسميته من القوى السياسية التي تتعرض للانتقاد، قائلة: "ما يحدث اليوم وكل ما حدث سابقا لا يعدو كونه هرطقة سياسية لإنعاش هذه الطبقة المجرمة الساقطة بجميع المقاييس القانونية والأخلاقية والدولية".

ولم تتمكن حكومة دياب من تحقيق أي خطوات إصلاحية أو المضي في المفاوضات مع صندوق النقد الدولي نتيجة الانقسامات السياسية وعدم تمتعها بالاستقلالية الكافية إزاء القوى الكبرى التي دعمتها.

وأديب، متزوج من سيّدة فرنسية ولديهما خمسة أولاد.
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم