الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

"معاناة سنيّة" في توليف لوائح بيروت وطرابلس

المصدر: "النهار"
رضوان عقيل
رضوان عقيل
الرئيس سعد الحريري يلقي التحية على جمهور "المستقبل" في ذكرى الرئيس الشهيد رفيق الحريري (نبيل إسماعيل).
الرئيس سعد الحريري يلقي التحية على جمهور "المستقبل" في ذكرى الرئيس الشهيد رفيق الحريري (نبيل إسماعيل).
A+ A-
 لا يختلف اثنان داخل الطائفة السنّية وخارجها على التأثير المباشر الذي خلّفه الرئيس سعد الحريري في مكوّنه الطائفيّ، بعد قرار عزوفه عن الترشّح للانتخابات النيابيّة. وأثبت للجميع في لبنان والخارج أنّه الزعيم الأوّل والقادر على الإمساك بالقرار الأوّل في خيارات السنّة.
 
وما زاد المشهد إرباكاً هو سلوك الرئيس نجيب ميقاتي على طريق عدم الترشّح، وإن كان سيدعم مجموعة من الأسماء في دائرة طرابلس تحظى بثقته زائد دعمه لوجوه في عكّار، حيث تشكّل الدائرتان الثقل السنّي في الشمال. وتواجه بيروت الثانية في موجة من الإرباك جرّاء عدم قدرة الرئيس فؤاد السنيورة على بلورة الأسماء النهائية للائحة التي سيدعمها وعلى رأسها الوزير السابق خالد قباني، الى جانب عدد من الشخصيات غير المعروفة وغير المجرّبة في الحقلين السياسي والعام ما عدا النائب فيصل الصايغ المرشّح الأقوى في بيئته الدرزية في العاصمة. وثمّة عائلات سنّية ستمنحه أصواتها بفعل تواصله مع فاعليّاتها. وزدادت "انتكاسات" لائحة السنيورة بعد الطلاق الذي وصل إليه مع الثنائيّ: نائب "الجماعة الإسلامية " السابق عماد الحوت والمرشّح نبيل بدر، حيث لم يبديا منذ لحظة تواصلهما مع السنيورة أنّهما سيصلان معه الى إعلان ولادة لائحة ائتلافيّة.
 
وما زاد الطين بلّة حيال رئيس الحكومة الأسبق، حيث لا يزال يواجه حصاراً شديداً ومحكماً من قياديين في  "تيار المستقبل" يمسكون بزمام الأمور في الطريق الجديدة ومناطق أخرى في العاصمة وأحيائها لم تتقبّل خطاب السنيورة، حيث تتّهمه بأنّه غير قادر على استيعاب القواعد الناخبة وجذبها الى مشروعه السياسي.
 
 ويقول نائب متابع هنا بأنّ السنيورة ينجح في تقديم عنوان سياسي للائحة التي يدعمها ويتلقى قبولاً  في الإقليم وصولاً الى مسؤولين غربيين على علاقة جيّدة معهم، لكنّه في المقابل غير قادر على الجلوس مع  بيروتيّين في حلقة ضيّقة في مقهى في الطريق الجديدة. ويكتفي بالتواصل مع اتّحاد العائلات البيروتية الحائر بدوره في التوفيق بين الحريري أو السير مع رؤية السنيورة الذي يواجه صعوبات في إطلاق عجلة لائحته الفارغة من أسماء  تتقبّلها تربة بيروت، حيث تمّ إسماعه في أكثر من لقاء وجلسة انتخابيّة، بأنّ الوجوه  المرشّحة التي يطرحها "من دون عصب". وتكمن حجّة هؤلاء أنّ شهادات المرشّحين في لائحته وتحصيلهم العلميّ لا يكفيان في خوض مواجهة من هذا النوع ، ولاسيّما انّه سيتصدّى للائحة متماسكة يقودها ثنائي "حزب الله" وحركة "أمل"، فضلاً عن لائحة النائب فؤاد مخزومي ولائحة "الأحباش"، الى لوائح للمجتمع المدني  والتي من المتوقّع أن يصل عددها الى ثمانية. ولم تحسم بعد "حركة سوا للبنان"، قبيل اكتمال اللوائح وتوجّهها لدعم أيّ من "المرشّحين التغييرين" في العاصمة والمناطق بعدما أطلقت حملات إعلانية مناوئة للسلطة على الطرق وشاشات التلفزة ومنابرها الإعلامية ضدّ الطبقة السياسية، واتّهامها بالمآسي والانتكاسات التي تكبّدها اللبنانيّون مع الدعوة الى استبدالها في صناديق الاقتراع.
 
 ولا يلتقي السنيورة ومخزومي - الكيمياء مفقودة بينهما - سوى على مسألة واحدة وهي تحذير البيروتيّين وكلّ السنّة في الدوائر الأخرى من "أخطار مشروع حزب الله". وبعد أن اكتملت عناصر لائحة الحوت - بدر، يتبيّن أنّ الأخير نجح في التواصل مع قواعد "المستقبل" ولا يقدّم نفسه بأنّه على خلاف مع الحريري غير المرحّب بكلّ ما يقدم عليه السنيورة. والى حين حلول الرابع من نيسان المقبل موعد تقديم اللوائح النهائي الى وزارة الداخليّة، تعيش بيروت على وقع مناخات انتخابيّة غير مطمئنة لم تشهدها في السابق، وأقلّه بعد استشهاد الرئيس رفيق الحريري في شباط 2005.

 إلى طرابلس
وما يجري في العاصمة وسط كلّ هذه الفوضى وعدم الوضوح في الرؤية الانتخابية السنّية، ينسحب على طرابلس التي تعيش الأجواء نفسها داخل البيئة السنّية مع توقّع جهات متابعة ألّا تصل حصيلة مشاركة الناخبين في المدينة الى عتبة الـ25 في المئة. ويتبيّن أنّ أوّل المستفيدين من عزوف ميقاتي والحريري عن الانتخابات النائب فيصل كرامي في إطلاق لائحته مع طه ناجي (الأحباش)، الى سنّة وشخصيات طرابلسية أخرى زائد النائب جهاد الصمد في الضنّية.  ويواصل النائب محمّد كبّارة إعداد نواة اللائحة التي ستضمّ نجله كريم بالتعاون مع المجموعة التي يدعمها ميقاتي. وحصلت اتّصالات بين كبّارة الأب واللواء أشرف ريفي لم تفض الى نتيجة بسبب تمسّك الثاني بالتحالف مع "القوّات اللبنانيّة". 
 
ويستمرّ النائب السابق مصطفى علوش في جمع نواة لائحته وهو يعاني من جملة من الضغوط التي تمارس ضدّه. وكان آخرها تلقّي كوادر"المستقبل" في المدينة نصّ رسالة من القيادة في بيروت تطلب منهم عدم التعاون مع علّوش لا من قريب ولا من بعيد. ويستمرّ  الكباش الانتخابيّ في المدينة من دون أن تتبلور بعد توليفة أيّ لائحة بصورة نهائيّة استعداداً لتسجيلها في وزارة الداخلية.
 
من جهته، يواصل المرشّح عمر حرفوش في طرابلس تحضير لائحته تحت عنوان "الجمهورية الثالثة"، وسط ملاحظته أنّ مجموعة من المرشّحين ينشطون على "أكثر من جبهة لقاء حصولهم على مبالغ ماليّة".
 
في غضون ذلك، تقول جهات شماليّة على مسافة واحدة من المرشّحين أنّ المعركة في طرابلس تدور على المقعد السنّي الخامس على أساس أنّ الأربعة سيتوزّعون بحسب إحصاءات انتخابيّة من نصيب كرامي وناجي وكبّارة وريفي (أو شخصية سنية تكون محلّ رعاية ميقاتي). أمّا بالنسبة الى المقعدين المسيحيين والمقعد العلوي، ستكون لمن يحصل على الكسر الأكبر من حواصل اللوائح. وفي زحمة التحدّيات السنّية وخصوصاً في طرابلس وبيروت،  تبقى أبواب المفاجآت الانتخابيّة مفتوحة في المدينتين على عكس حال المقاعد السنّية في دوائر أخرى.
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم