الأربعاء - 08 أيار 2024

إعلان

رئيس الجمهورية في لبنان: أسير أم منقذ؟

المصدر: النهار
Bookmark
رئيس الجمهورية في لبنان: أسير أم منقذ ؟
رئيس الجمهورية في لبنان: أسير أم منقذ ؟
A+ A-
الدكتور داود الصايغ السياسة مهنةٌ لا ترحم. وهي إذا تلازمت مع الطموح الجامح لعلّها تصبح قاتلة، أو مصاحبة للإيذاء. كثيرون دمّرهم الطموح عندما لم يرحمهم المنافسون. وآخرهم كان المرشح فرنسوا فيون رئيس الوزراء الفرنسي الأسبق الذي حاسبوه على ثغراتٍ في حياته السياسية فسقط أمام الشاب ايمانويل ماكرون عام ٢٠١٧، الذي تمكن وهو المجهول نسبياً، من إقناع الفرنسيين برؤيته وبرنامجه. ولكنه بدوره تعرّض للكثير من الإيذاء ويتعرض حتى الآن لقطع الطريق عليه في إعادة انتخابه.دونالد ترامب أُصيب بما يُشبه الهذيان عندما أزفت ساعة المغادرة. كيف يترك؟ لم يغادر أيٌ من الرؤساء مركزه بطيبة خاطر. فالديمقراطية من هذه الناحية لعلّها قاسية. ولأن تداول السلطة، وهو المبدأ الديمقراطي السياسي الأول مع فصل السلطات، يفرض تحديد زمن الولاية. إذ ليس من السهل على الرئيس أن يصبح سابقاً.  ويذكر التاريخ أن الرئيس الأميركي هاري ترومن، غادر الرئاسة يوم ٢٠ كانون الثاني ١٩٥٣. ولكنه بعد حضوره حفل تنصيب خلفه الرئيس دوايت أيزنهاور، وجدَ نفسه وحيداً مع زوجته "بيس" يحملان حقائبهما بنفسيهما لدى وصولهما إلى محطة القطار الذي سينقلهما إلى بلدتهما انديبندانس. قاسية جداً. قبل ساعة من ذلك كان بمستطاعه أن يضغط على الزر النووي وهو ما فعله في الحرب مع اليابان، ولكنه الآن وفق قواعد الديمقراطية بات سابقاً ويحمل حقيبته بنفسه ويعيش بدون موردٍ فيما عدا تقاعده العسكري البالغ ١١٢ دولاراً! ولم تتحسن أحواله إلا بعد نشره لمذكراته. وكان الرئيس شارل حلو (١٩٦٤-١٩٧٠) يقول لضيوفه في منزله بمنطقة الكسليك، بعد الرئاسة: أرجوكم ابقوا على الأقل ساعة من الزمن. لأنه يريد أن يملأ وقته. قاسيةٌ هي لعبة الديمقراطية. ولكنها في لبنان لعلّها مدمّرة، وتأسر الحياة السياسية كلها، لأنها ديمقراطية ملبننة. كانت كؤوس الرئاسة مُرَّةً في لبنان بصورة دائمة. نَدَرَ أن انتهت رئاسةٌ على خير. وكان البطريرك الراحل نصرالله صفير يعتقد أنها لم تجرّْ سوى الويلات بخاصةٍ على أبناء الطائفة التي ينتمي إليها رئيس الجمهورية. فطموح رِئاسة الجمهورية في لبنان هو في أحيانٍ عديدة غيرَ مشروع بالنسبة إلى الكثيرين. إنه يعصف بالرؤوس. وذلك دون أن يكون لمعظم هؤلاء الطامحين برنامج حكمٍ أو حتى رؤية في ما عدا خطاب قسم اليمين إثر الانتخاب بالطبع. وللدقّةِ فقط، فإنّ النائب الراحل نسيب لحود لعلّه الوحيد الذي رشّح نفسه على أساسِ برنامج ورؤية. واللبنانيون يذكرون كلمة الرئيس الراحل سليمان فرنجية الذي قال إن الشخص...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم