السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

"حزب الله" يرفض الابتزاز... النقاش مفتوح عبر بوابة بنشعي فقط

المصدر: "النهار"
اسكندر خشاشو
اسكندر خشاشو AlexKhachachou
علم "حزب الله" خلال تجمّع لمناصري "التيار" في بعبدا (نبيل اسماعيل).
علم "حزب الله" خلال تجمّع لمناصري "التيار" في بعبدا (نبيل اسماعيل).
A+ A-
لم تصطلح الأمور بين "التيار الوطني الحر" و"حزب الله" بعد، ولا زالت عملية عضّ الاصابع بين الفريقين مستمرة، رغم تسليم المقربين منهما انّ العلاقة في النهاية، ستترمم، لأنها مصلحة مشتركة لهما، وخسائر الافتراق أكبر من مكتسباته على الطرفين.

المطلعون على العلاقة يؤكدون أنّ أيّ لقاء على مستوى عالٍ بين الفريقين لم يحصل حتى الساعة، وهو بعكس ما كان يجري في المرّات السابقة، حيث تفتح القنوات بعد أيام قليلة على أيّ اشتباك أو خلاف، ويتحرّك وفيق صفا والحاج حسين الخليل مباشرة صوب ميرنا الشالوحي لحلحلة الامور.

يعيد المقربون من "حزب الله" كلام أمين عام الحزب السيد حسن نصرالله عن أنّهم لا يريدون فكّ التفاهم مع التيار، الاّ اذا رغب هو ذلك، إلّا أنهم يلفتون النظر الى أنّ الامور في 2022 مختلفة عن سنة 2015 عندما كان الحزب محاصراً دولياً وداخلياً.

من هنا ينطلق "حزب الله" على أنه أصبح قوة لها أبعاد اقليمية وهي غير محاصرة مثل السابق، إن كان في الداخل أو في الخارج وخصوصاً أوروبياً حيث بات للحزب علاقات ممتازة مع عدد من الدول إضافة الى فتحه علاقات مع أخرى، أمّا في الداخل فهو مرتاح لعلاقته بالطائفة السنية ولديه خطوط تواصل مع عدد كبير من النواب والشخصيات الذين كانوا يُصنّفون خصوماً له في المرحلة السابقة، إضافة الى علاقات مقبولة وجيدة مع الحزب التقدمي الاشتراكي وباقي الافرقاء في الطائفة الدرزية، وحتى لدى المسيحيين خفّت الحدية في مواجهته وعلى الأخصّ لدى الشخصيات المستقلة التي أثبتت حضورها على الأرض وكانت تعاديه في السابق، بعكس "التيار الوطني الحر" الذي حاصر نفسه وليس لديه ايّ علاقة مع أفرقاء الداخل، إضافة الى فقدانه العلاقات مع الخارج.
 
برأي المقربين من الحزب انّ رئيس "التيار الوطني الحر" قد خفّف من وطأة الخلاف، وتوضيحاته كانت جيدة لكنّهم يعودون الى بعض التسريبات من حوارات أجراها باسيل مع تياره وفيها كانت تصاريح خطيرة ولا تمرّ مرور الكرام كقوله في أحد لقاءاته "انّه الوحيد من قال "لا" لشخصية تهابها الدول"، حتى أنّ تسريب ما دار في الاجتماع مع السيد حسن نصرالله من دون الاتفاق مع الحزب له تأثير سلبي وأيضاً لم تستسغه قيادة الحزب بحيث انّه بدت النية واضحة بحرق المراحل ومعها سليمان فرنجية، كذلك إقفال الباب على الموضوع في حين انّ النقاش بالأمر لم يحسم ولم يتمّ إقفاله بين باسيل والحزب، وكان الاتفاق على جولات أخرى.

يرفض المقربون عملية الحشر "اذا لم نقل الابتزاز" وجعل بعض القضايا بمثابة مسلمات، كالكلام الأخير على انّه لن يكون هناك رئيس في حال لم يوافق "التيار" عليه، وبما انّ التيار لم يوافق على فرنجية فإنّ الترشح قد سقط، فيما بنظر الحزب الأمور تستأهل نقاشًا أكثر وحوارًا جديّاً أكبر، كون الحزب يرفض وضعه امام مسلمات وتحريم النقاش بها.

وبنظر المقربين فإنّ قضية اجتماع الحكومة باتت واضحة، وباسيل يعلم جيدًا انّ الحزب لا يوجّه رسائل بهذه الطريقة وما يريد قوله يوصله له مباشرة، وربما إذا رأينا هناك حاجة ماسة لاجتماع ثان سنحضره، فالأوضاع الاقتصادية تتدهور بطريقة دراماتيكية ولا يمكننا ترك الأمور "فالتة" لكن في الوقت نفسه الامور لا تتحمّل نزاعاً طائفياً ولا نزاع صلاحيات.

ويرى المقرّبون انّ "الحزب" لم يتخلّ عن سليمان فرنجية ولا زال متمسكاً به، ولا نقاش حالياً مع ايّ طرف حول أيّ مرشح آخر، لا بل على العكس هناك عمل مستمرّ لتأمين أوسع توافق عليه، وهو لا يرى استحالة في الأمر، واذا لم ينجح في نيل أصوات باسيل كاملة، فربما يحصل على جزء منها، على غرار ما فعله باسيل سابقاً تجاه عدّة استحقاقات.

وفي السياق، تكشف المعلومات انّه بعكس ما يُشاع عن إمكانية قبول باسيل بقائد الجيش، إلّا أنّ هذا الطرح غير مقبول إّطلاقاً، لكنه يتعامل مع هذا الترشيح بهدوء لأسباب عاطفية تربط أنصار تياره بالجيش أولًا، وانعكاس رفض ترشيح أيّ عسكري إلى الرئاسة سلباً على داخل "التيار"، وبالتالي حتى الساعة يبدو انّ اسمي سليمان فرنجية وجوزف عون غير مطروحين كلياً على طاولة "التيار الوطني الحر" ومثلهما زياد بارود الذي ربما يحظى بإجماع قيادة التيار على رفضه، بينما يبقى اسم جهاد أزعور من الاسماء التي يمكن أن يقبل بها باسيل، لكنّه لم ينجح بتسويقه لدى "حزب الله"، كما أنّه لم يستطع تسويق نفسه رغم قيامه بزيارتين سرّيتين الى الضاحية، فيما يبقى انّ المرشح المفضّل لدى باسيل هو النائب فريد البستاني، لكنّه ايضاً لم ينجح حتى الساعة في تسويقه. وقد يكون رفع السقوف وإسقاط كلّ الأسماء أمامه هو ما يريده باسيل، إلى حين تأمين ظروف ونضوج الحلّ بوصوله إلى سدّة الرئاسة.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم