ميقاتي يهنّئ الرئيس القبرصي... والسنيورة يستنكر "هجوم الممانعة"

يعود موضوع ترسيم الحدود البحرية اللبنانية إلى واجهة التداول في بعض المجالس السياسية والإعلامية المحلية، وهذه المرّة من الاتّجاه اللبناني - القبرصي لـ"البوصلة الجغرافية"، عطفاً على الزيارة التي يقوم بها الرئيس نجيب ميقاتي إلى قبرص. وفي الاطار، تنفي المصادر الرسمية لرئاسة الحكومة اللبنانية لـ"النهار"، وبشكل قاطع، ما أشيع إعلامياً خلال الساعات الماضية لناحية "إلباس" خطوة ميقاتي طابعاً تشاورياً ترسيمياً أو تفاوضياً بين البلدين، بل إن وجهة ميقاتي تأتي في سياق زيارة سريعة جداً لتقديم التهنئة إلى الرئيس القبرصي الجديد نيكوس كريستودوليدس غداة انتخابه قبل أسابيع. وتؤكد الرئاسة الثالثة أن متابعة ملفّ الترسيم البحري مسألة مُرجأة إلى حين انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وتشكيل مجلس وزراء كامل الصلاحيات، فيما ينحصر تركيز حكومة تصريف الأعمال على المواضيع الآنية تسييراً للشؤون الملحّة فحسب. وتجدر الإشارة إلى أنّ طريقة تناول رحلة رئيس الحكومة أثارت استغراباً مفاجئاً بالنسبة إلى النطاق المقرّب منه.أمّا لماذا الإضاءة على موضوع ترسيم الحدود البحرية راهناً و"غمز" محور "الممانعة" في لبنان من قناة رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة، فإنّها محاولة يُدرِجها السنيورة ضمن الهجوم السياسي عليه، مع تناول المسألة على طريقة يسمّيها بـ"سمك، لبن، تمر هندي". فحوى هجوم المحور "الممانع" على السنيورة، القول إن "حكومته لم تتوصّل إلى اتفاق لمصلحة لبنان خلال تحديد ما اصطلح تسميته "خطّ الوسط" للحدود البحرية اللبنانية أثناء المفاوضات مع دولة قبرص". هذا ما يستنكره السنيورة في أشارته لـ"النهار" إلى أنّ "هذه المزاعم يريد "حزب الله" من خلالها (تغطية الشنكاش) وتحويل الملامة الملقاة عليه، لأنّه استعجل الاتفاق على النقطة البحرية 23 مع اسرائيل التي لا تعتبر خاطئة، لكن طريقة توقيع الاتفاق أدت الى الاعتراف بدولة اسرائيل. يسعى "حزب الله" من خلال هجومه السياسي للتغطية على طريقة الاتفاق الموقّع مع اسرائيل. النقطة 23 صحيحة ولا يحق للبنان...