السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

دعا إلى التسوية... كيف رُتِّب موعد عون - جنبلاط وما المأمول منه؟

المصدر: "النهار"
عون وجنبلاط خلال اللقاء اليوم.
عون وجنبلاط خلال اللقاء اليوم.
A+ A-
تمرّ الساعات ثقيلة قبل حلول موعد يوم الاثنين، وما سيحمله في ملف تشكيل الحكومة، وتتّجه الأنظار الى الاتصالات المتسارعة واللقاءات الهادفة الى إخراج الحل الذي لا يزال صعباً ودونه العقد "الجامدة"، في نظر كثيرين. في الأثناء، تأتي زيارة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الى قصر بعبدا للقاء رئيس الجمهورية ميشال عون.
 
حمل جنبلاط هواجسه العلنية من خطورة المرحلة والتداعيات المرتقبة، في حال عدم التوصل الى التسوية، وكان قد عبّر عن دعوته الى التلاقي بين الأطراف والتسوية في حديثه عبر "الأنباء" في الـ16 من آذار الجاري، لتنقل بعدها مصادر بعبدا ترحيبها بدعوة جنبلاط من خلال وسائل إعلام "التيار". وتقول أوساط "الاشتراكي" لـ"النهار" أن النائب فريد البستاني زار جنبلاط يوم الخميس الماضي ناقلاً دعوة الى جنبلاط لزيارة بعبدا والتشديد على الحرص على الاستقرار في الجبل، وبالفعل حصلت الزيارة وكان طرح التسوية والتلاقي والحرص على الاستقرار في لبنان عموماً والجبل خصوصاً أساسياً فيها. تماماً كما تأكيد الموقف من أن الاشتراكي ليس عائقاً أمام عقدة صيغة حكومة الـ 18 وزيراً، لكن يُفهم بوضوح أنه ليس في وارد التعبير عن موقف يناقض رئيس الحكومة المكلف المتمسك بالصيغة المذكورة. جلّ ما يريده جنبلاط في هذه المرحلة هو التسوية، لأنه يرى، ربما أكثر من غيره، خطورة الجحيم المرتقب، في حال استمرار الصراع الحالي المترافق مع التدهور المالي والصحي الدراماتيكي.
 
 
تصريح جنبلاط بعد اللقاء
 
وبعد اللقاء، دعا جنبلاط إلى التسوية، معتبراً أنّها الحلّ الإنقاذي الوحيد في هكذا ظرف، ومؤكداً أنّ أحداً لم يطلب منه التوسّط، وهو يعبّر عن رأيه الشخصيّ في هذا السياق.
 
واعتبر أنه "بعدما وصلنا الى هذه الحالة من الجمود المطلق وسط انهيار اقتصادي، والجوع يدق أبواب كل الناس ووباء الكورونا يستفحل في كل مكان، فإنّ التسوية ضرورية"، مشيراً في الوقت عينه الى أنّ "الأرقام لم تعد مهمة، لأن مشاكل البلاد فوق بعض الأرقام التي يتمسك البعض بها من هنا او هناك." وشدد على وجوب "ان نترك الآن الأمور الكبرى ونعود الى الوضع الداخلي، من الكورونا الى الوضع الاقتصادي وضبط الحدود، وضبط الدولار".

وكان الرئيس عون استقبل عند الرابعة الّا ربعاً من بعد ظهر اليوم في القصر الجمهوري في بعبدا جنبلاط، في اجتماع دام قرابة الساعة من الوقت، حيث جرى عرض لآخر المستجدات على الساحة المحلية، لا سيما للاتصالات الجارية من اجل تشكيل الحكومة العتيدة، إضافة الى تمتين العلاقات بين أبناء الجبل.

وبعد اللقاء، قال جنبلاط: "لقد طلب منّي الرئيس عون أن أقابله، فلبيّت الدعوة لأنه اليوم على كل فرد منّا ان يتجاوز كل الماضي والحساسيات، كون البلاد لا تتحمّل المزيد من التباعد. وفي السياسة اللبنانية، وحتى في السياسة الدولية، فإنّ أهم نقطة هي التسوية"، مشيراً إلى أنّه "ما من احد يلغي الآخر ايّاً كانت الظروف. امّا وقد وصلنا الى هذه الحالة من الجمود المطلق وسط انهيار اقتصادي، والجوع يدق أبواب كل الناس، ووباء الكورونا يستفحل في كل مكان، فإنني اعتقد انّ التسوية ضرورية. وهذا الكلام ليس موجّها الى احد. هذا رأيي ولست مكلّفا من احد، لكي أكون دقيقا، فدعوة الرئيس عون كانت فرصة لي لأوجّه هذا النداء اليوم".

وتساءل: "كيف تكون التسوية؟ الأرقام لم تعد برأيي مهمّة، لأنّ مشاكل البلاد باتت فوق بعض الأرقام التي يتمّسك بها البعض من هنا او هناك. وقد رأيتموني اقابل السفراء، فما من احد منهم مهتم بلبنان. هم مهتمون طبعا بلبنان، ولكن ما من احد ينتظر أي شيء من أي دولة. فقط نحن ننتظر ما تبّقى من مبادرة فرنسية، ونعلّق على ما تبّقى من مبادرة فرنسية. امّا الآخرون فلا نستطيع ان نطلب منهم المزيد من الاهتمام، اذا كنا نحن في هذه الحال. وإننا نرى اليوم التوترات الدولية على اوجّها. شيء مخيف، لذلك، مبدأي هو التسوية. قد تزعج هذه الكلمة البعض. انا بلّغـت".
 
حوار

ثم دار حوار بين جنبلاط والصحافيين، فسئل على أي أساس هذه التسوية، وعمّا اذا كانت برفع عدد أعضاء الحكومة، وأجاب: "انا قلت التسوية. فإمّا على 18 او التسوية على غير 18".

سئل عمّا اذا كنّا نعود الى طرح 18 إضافة الى 6 أقطاب، فأجاب: "لم أسمع بهذا. ثمّ هل هناك بعد من أقطاب في البلد؟ القطب الأساسي الآن هو الكورونا الذي يستفحل في كل مكان."
سئل عمّا اذا كان بالأمكان توقّع حل في الساعات المقبلة، فأجاب: "لا يمكنني ان اعطي أي شيء إضافي. لقد حدّدت مهمتي وكان كلامي واضحا جدا وصريحا مع الرئيس عون. وهمّنا كان دائما وسيبقى العلاقات بين التيار الوطني الحر والحزب الاشتراكي وبعض شريحة من المواطنين المتأرجحة نتيجة تصريحات من هنا وهناك كلّنا نتحمّل مسؤولياتها. ولا بد من وضع آلية للخروج من التشنج لأنّ مشاكل البلد أكبر".

وسئل عمّا اذا كان سيسعى لتفعيل ندائه للتسوية، فأجاب: "اكثر من ذلك، كلا. مهمتي تقف هنا. وهذا ندائي. وإذا لم يُسمع ماذا يمكنني ان افعل".

سئل عمّا اذا كان ينصح بلقاء بين الرئيس الحريري والنائب جبران باسيل، فأجاب: "هذه كانت نصيحة الموفد الفرنسي باتريك دوريل عندما رأيناه آخر مرة منذ أشهر".

وسئل أيضا عمّا إذا كان الامر يستدعي قيام حوار وطني، وهل ان الأرقام غير المهمة تنطبق على الحقائب الدرزية، فأجاب: "ليس لدي مطلب درزي. اما الحوار الوطني، فلكي نتحاور على ماذا؟ هل نبدأ به مجددا ونعود لنطرح الأمور التي لا يمكن ترجمتها في الوقت الحاضر. دعونا نترك الآن الأمور الكبرى ولنعد الى الوضع الداخلي، من الكورونا الى الوضع الاقتصادي وضبط الحدود، وضبط الدولار الذي، بأعجوبة، يبلغ 15000 ثم يعود ليبلغ 10000. هناك شيء ما غريب. دعونا في هذه الأمور".

وردا على سؤال حول نصيحة السيد حسن نصرالله لجهة قيام حكومة تكنوسياسية، أجاب: "دعوني بطرحي لكي نلتقي. وعندما تسير التسوية، عندها، نرى كيف".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم