ماذا عن استعدادات "حزب الله" للتفاعل مع الحريري في التجربة الثالثة؟

 هل يكون ميل "حزب الله" المغلف بضبابية مقصودة الى تبن ضمني لترشح الرئيس سعد الحريري للعودة الى المقام الحكومي الذي تركه طوعا ولمقاصد معلومة قبل عام، مقدمة لمرحلة جديدة في العلاقة بين الطرفين، على نحو تنتفي منها كل مظاهر السلبية والتوتر، وأحيانا الاحتقان التي كانت ديدن العلاقة بين مكونين سياسيين أساسيين في البلاد، بعيد إعلان مجلة "دير شبيغل" الألمانية أن لدى المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، توجها لتوجيه أصابع الاتهام نحو الحزب بجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وقبلها اللقاء المتوتر بين السيد حسن نصرالله والرئيس الحريري، (وهو آخر لقاء)، فضلا عن صراع بين الطرفين كان السمة الاساسية للمشهد السياسي في البلاد طوال عقد ونصف من السنين؟ ليس جديدا وضع العلاقة الجدلية بين هذين الطرفين على طاولة البحث والتشريح والاستشراف، فمع كل تطور سياسي أو دخول معطى جديد على المشهد السياسي، كان الموضوع إياه يأخذ حيزا واسعا من النقاش والتكهن في الوسط السياسي والاعلامي، باعتباره سيكون حدثا مفصليا، سواء تبدلت العلاقة نحو الأحسن أو بقيت تراوح مكانها. لكن الواضح، وفق تشخيص جهات على صلة بالحزب، أن الرئيس الحريري بات تحت وطأة تجربة سياسية جديدة ومعقدة في آن، عنوانها العريض والمضمر: أريد اقراركم بهيمنة وازنة وفاعلة لي على مقاليد الحكم، في مقابل تطبيعي العلاقة معكم، والقطع مع مرحلة الاحتقان والتصارع التي كانت بيني وبينكم، واستغرقت أعواما واستنزفت جهودا كبرى مني ومنكم. ومن البديهي...