الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

الحزب القومي يخطو نحو "الانقسام على الانقسام" حردان نظم انتخابات "غير شرعية"... لفظته

المصدر: "النهار"
الحزب السوري القومي الإجتماعي
الحزب السوري القومي الإجتماعي
A+ A-
 
يُشهَد للحزب السوري القومي الإجتماعي أنه يتداول السلطة بموجب دستور ديموقراطي، وأنه أنقذ المنتمين إليه من أمراض اجتماعية متجذرة كالطائفية والمذهبية والعشائرية والطبقية، لكنه لم يستطع اجتثاث النزعة الفردية من نفوس الكثيرين من أعضائه وقيادييه. الدليل على ذلك ما عاناه الحزب خلال السنوات الأربع الماضية من أزمات واستقالات واعتراضات وانكفاءات وتسويات.
يقول أحد أركان القيادة الجديدة إن استحقاق الإنتخابات الأخيرة الذي أُجري في 13 أيلول الماضي كان واحداً من أكثر الإستحقاقات تنظيماً وجدّية ورعاية صحية في تاريخ الحزب، من دون أن يعني ذلك خُلوّه الكلي من الشوائب المألوفة لكن الإشكالية الحقيقية لدى النائب أسعد حردان وفريقه كانت في الخسارة الكبرى التي لم يتوقعوها "بعد أن اعتادوا على الفوز خلال ثلاثين سنة من اعتماد مبدأ الغاية تبرر الوسيلة". ويضيف القيادي الذي عمل سابقاً في صفوف الفريق المصدوم بنتائج الإنتخابات الأخيرة أن حردان، وخلال الأشهر التي سبقت الإستحقاق الإنتخابي الدستوري، "فَقَدَ العمود الفقري للمجموعة التي كان واثقاً ببقائها إلى جانبه على الدوام. وهذا الفقدان يرجع لعدة أسباب منها نزعته الفردية واستبداده بالرأي وعبثه بمنطق المؤسسات واستنسابيته في التقريب والإقصاء واعتماده المحاسبة على قاعدة الولاء، لا على قاعدة الأخلاق التي لم يساوم عليها أنطون سعاده حتى في لحظات استشهاده".
وعلمت "النهار" من مرجعيات حزبية موثوق بصدقيتها أنها غضّت النظر طويلاً عن الوضع الشخصي لحردان وبعض المقربين منه، مالياً وخدماتياً واستئثارياً وتفقيساً لرتب الأمانة (اي الترقيات داخل الحزب) الممنوحة كأصوات انتخابية لا كجدارات فكرية - نضالية – مناقبية، وسوى ذلك من الأمور المحظورة في مبدئيات الحزب ومنظومة قيمه النهضوية، "لكن لم يكن يدور في خلدنا أن من كسا لحم كتفيه من تاريخ الحزب النضالي ودماء شهدائه يمكن أن يَبْلُغ به الحَنث بيمينه مبلغ التشويه المتعمَّد لصورة الحزب وتهديد رئيس المجلس الأعلى الجديد بتقديم دعوى لدى القضاء المدني اللبناني ضارباً عرض الحائط بخصوصية الملفات الداخلية التي أقسَمَ،عضواً ثم مسؤولاً، يمين الحفاظ على أسرارها كما يُحفَظ الشرف والولد ورمش العين". وأسفت تلك المرجعيات لأداء "مناضل قديم انتهك المحرمات الوجدانية للحزب" وفق تعبيرها. لذلك رفضت القيادة الجديدة أكثر من "عَرض" قدّمه حردان لها عبر موفدين لأنها اعتبرت أنه تجاوز الخط الأحمر الممنوع بالرغم من التعهد اللفظي بسحب الدعويَيْن في حال تم الأخذ باقتراحه أن "يُعطَى" عدداً من أعضاء مجلس العُمُد الجديد المرجّح تشكيله مع نهاية الأسبوع الحالي.
وعلمت "النهار" أيضاً من مصدر مطلع على وضع الحزب الداخلي أن حردان وسَّط سياسيين لبنانيين كما وسّط السفير السوري علي عبد الكريم علي للتدخل قبل الانتخابات ومن ثم مع القيادة الجديدة، من موقع الضغط ثم من موقع التمني "الحريص على وحدة الحزب"، من أجل تجديد انتخاب حردان رئيساً للحزب لكنهم لم يلقوا التجاوب المطلوب. ويؤكد المصدر نفسه أن شرائح واسعة من القواعد الحزبية والأعضاء المنكفئين منذ أعوام ومن مجموعات أخرى سبق لها الإنفصال عن المركز الرئيسي قد وضعت نفسها في تصرف القيادة الجديدة وأبدت استعدادها للإنخراط مجدداً في ورشة إصلاحية تعيد إلى الحزب صورة مشرقة خَبَتْ وألقاً ثقافياً هو مبرر وجوده.
وبعد البيانات المتضاربة في الايام الاخيرة، أصدر رئيس هيئة مكتب المؤتمر القومي العام حنا الناشف، نداء الى القوميين الاجتماعيين، جاء فيه : "لا أجد حاجة للقول بأن حزبنا يمر بمرحلة سيئة جداً من مراحل تاريخه ونموه. وهناك بوادر ومؤشرات بأنه يسير بخطى سريعة الى الإنقسام على الإنقسام، والى التجزئة على التجزئة، والى الإنشقاق على الإنشقاق.
جرت أمور كثيرة مستهجنة في السنوات العجاف الأخيرة، جعلت حزبنا مضغة وعلى كل لسان ليس في صفوف اعضائه فحسب، بل أيضا في صفوف محبيه وأخصامه على السواء. وأوصلت التصرفات المنحرفة واللانظامية واللادستورية الأعداد الغفيرة من حزبنا إلى توجيه النداء تلو الاخر للإدارة الحزبية لوقف هذه التصرفات والعودة إلى دستور الحزب ومؤسساته ونظامه وفكره ونهجه.
وجرت الإنتخابات الحزبية دون عقد المؤتمر العام بصورة مخالفة لدستور الحزب، بالرغم من إعتراض ومقاطعة أكثرية أعضاء الهيئة الناخبة في الوطن والمغتربات، والمستغرب ان من يعترض اليوم على هذه الانتخابات هي الادارة نفسها التي أجرت هذه الإنتخابات.
أرجأت السلطة إياها المؤتمر القومي العام الى شهر أيار 2021 ورغم مآخذ الكثيرين على هذا الإرجاء دون استباقه بإرجاء الإنتخابات الحزبية عملاً بأحكام الدستور، إلا أن عنادها على ارتكاب المخالفة تلو الأخرى أعماها عن سوء العاقبة وهي قد حصلت.
لقد أصبح توصيف الواقع المفجع هو الان:
1- سلطة سابقة أجرت الإنتخابات الحزبية في الموعد الذي حددته هي وأشرفت عليها وهي لا تقبل بنتائجها لأنها لم تأت كما توقعت وتطعن بها أمام القضاء في لبنان.
2- سلطة جديدة منتخبة بموجب الدعوة اللاشرعية نفسها تباشر سلطتها في مركز الحزب وإنتخبت هيئة مكتب المجلس الأعلى الذي إنتخب رئيسا للحزب.
إزاء هذا الواقع، ومن موقعي الدستوري كرئيس لهيئة مكتب المؤتمر العام فإني سأسعى لانجاح المؤتمر المقرر في أيار 2021 وأن يكون المؤتمر تاريخياً لوحدة السوريين القوميين الاجتماعيين. ولمناقشة أمور وقضايا حزبهم وسقطاته وانتصارته، والوصول إلى إصدار التوصيات اللازمة لعودة الحزب الى سعادة، وعودة سعادة العظيم إلى حزبه الذي هُجّر منه منذ زمن بعيد. وعلى أن تكون هذه التوصيات ملزمة للمجلس الأعلى الذي عليه إقرارها والعمل بها".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم