الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

غسان سلامة لـ"النهار": الحنين الى لبنان القديم مضيعة للوقت تحصين القضاء اللبناني أفضل مسار لقضيّة انفجار المرفأ

المصدر: النهار
ميشيل تويني
ميشيل تويني
ميشيل تويني - غسان سلامة
ميشيل تويني - غسان سلامة
A+ A-
"لحظات" مع غسان سلامة بدت أشبه بجولة أفق على جبهات المنطقة الساخنة، واستشرافاً لمستقبلها. من لبنان إلى تونس، مروراً بالعراق وليبيا، تنقّل الديبلوماسي الموسوعي والباحث الأكاديمي في الحقل الجيوسياسي والفكر السياسي خلال حديثه عبر برنامج لحظات على "موقع" و"فايسبوك النهار".
يرى سلامة في الملف اللبناني أن هنالك دولاً تنشأ ودولاً تضيع وتموت، وأن الدول يُمكن أن تنشأ أو تزول؛ ومن أصل 194 دولة، يُحصي أكثر من 60 دولة هشّة، منها لبنان، حيث لا تسيطر الدولة على القوى المسلحة بشكل كامل، وحيث أطراف تستقوي بالخارج.
 
 
في"لحظة" لبنان الذي يعيش أسوأ مراحل تاريخه، قال سلامة إن وطنه الأمّ تغيّر ديموغرافياً وسياسياً واقتصادياً ومالياً، معتبراً أن الحنين إلى لبنان القديم مضيعة للوقت، والمفيد في المَقام "أن نبحث في أيّ لبنان يناسب اللبنانيين اليوم، وليس الحنين إلى نوع من كيان ونظام وصيغة ربّما تجاوزها الزمن".
 
وعن اتفاق الطائف الذي شارك في صوغه حينما كان مستشاراً للّجنة الثلاثية (السعودية، الجزائر والمغرب)، وكان خلافٌ بين حكومة ميشال عون والسوريين، وكان الظرف الدوليّ ملائماً، ولم يعد هنالك تنافس روسيّ - أميركي على لبنان، وكان العراق يؤيّد ميشال عون، والسوريون يؤيّدون خصوم ميشال عون، انطلقت القمّة العربية في أيّار 1989 بتفويض دولي، وصفه سلامة بأنّه "عبارة عن تسوية للخروج من الحرب وذروة المشاكل التي مرّ بها لبنان، في ظروف إقليمية كانت مؤاتية له". وكانت تلك صيغة لإنهاء الحرب، وليست لبناء دولة فـ"هناك تعديلات على النظام السياسي اللبناني أصبحت ضرورية، وأعتقد أن عدداً كبيراً من العاقلين في لبنان يقرّون بضرورة إجرائها".
 
 وحول ورود اسمه بين الموقّعين على رسالة مفتوحة من 100 شخصية لبنانية إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، تحضّه على تجميد الأصول المشتبه فيها للمسؤولين، يؤيّد سلامة ما جاء فيها، مع أنّه لا يؤمن كثيراً بفاعلية العقوبات إذا لم تكن شاملة وصادرة عن مجلس الأمن ليكون لها الأثر الفعّال.
 
وعن انفجار المرفأ، علّق سلامة بأن الحلّ الأفضل هو تحصين القضاء اللبناني لكي يقوم بدوره، لأن الخيارين الآخرين سيكونان المحكمة الدولية والمحكمة الجنائية الدولية. وفيما يستغرق التحقيق الدولي وقتاً، استبعدَ حصول إجماع في مجلس الأمن - بتركيبته الحالية - على إحالة الملف إلى المحكمة الجنائية.
بعد "لحظة مع لبنان"، انتقلنا إلى "لحظة مع العراق".
 
عدنا إلى الماضي مع تجربة قاسية عاشها غسان سلامة عندما كان ضمن وفد الأمم المتحدة إلى العراق، بعد دخول الجيش الأميركي إلى بغداد.
ففي 19 آب 2003، فقد في انفجارٍ 23 من زملائه، بمن فيهم رئيس البعثة، فكان عليه أن يتولّى مهماته، فاستغرق الأمر أيّاماً طويلة، ووقتاً للعثور على ناجين بين الأنقاض.
 
تلك التجربة الصعبة علّمته أنّ هنالك من يريد تدمير المنظّمات الدولية.
 
اللحظة الثالثة هي "لحظة مع تونس". 
 
 نسأل غسان سلامة، الذي شارك في صوغ الدستور التونسي في العام 2014، عن قراءته للمشهد التونسي اليوم، بعد قرارات الرئيس قيس سعيِّد برفع حصانات وإقالة رئيس الحكومة، إن كان هذا انقلابا أم تصحيحا للمسار؟
 
يقول غسان سلامة إنه يأمل في العودة إلى تونس بعد التجربة الجميلة في صوغ الدستور سنة 2014، حين نجحت مساعيه في تحديد موعد الانتخابات، وتوقيع وثيقة شرف كانت أشبه بمدونة سلوك للمعركة الانتخابية وتقبّل نتيجتها أياً تكن.
 
 وعن اليوم، يقول سلامة إن الدستور التونسي فرضه ميزان القوى الذي كان سائداً في العام 2013، وقد لجأ الرئيس التونسي إلى المادة 80 التي تعطيه صلاحيات استثنائية إذا كان هناك خطر داهم. ومن الناحية القانونية، هنالك تساؤلات حول قرارات سعيِّد، ولكن هذه القرارات تحظى بموافقة ودعم شعبي من التونسيين، الذين كانوا مستائين من عجز الحكومة عن التعامل مع الكارثة الوبائية، وعن وقف ارتفاع الدين العام والتدهور الاقتصادي.
 
 ويرى سلامة أن سعيِّد "أمام تحدٍّ كبير، فإذا تمكّن في المهلة، التي تنتهي قريباً، من تأليف حكومة مقبولة وتحسين الوضع الوبائي، وهو ما يحصل فعلاً بمساعدة من الجيش، والبدء بتحسين الوضع المالي، فإن بإمكانه أن يسعى إلى تعديل دستوري وصوغ دستور جديد يؤسّس لنظام رئاسيّ. ومع ذلك، لا أستطيع أن أجزم الآن إذا كان سينجح أم لا، ولننتظر التونسيين وما سيقولون له".
 
اللحظة الرابعة هي "لحظة مع ليبيا"، وهي لحظة مهمّة مع غسان سلامة لأنه كان رئيساً لبعثة الأمم المتّحدة بين العامين 2017 و2020، وبدأ العمل على قمّة برلين، وهي أهمّ حدث في تاريخ المأساة الليبية، حين تمّ جمع الدول الأعضاء الخمس. 
 
عن قمّة برلين قال سلامة :
 
 "قدّمت قمة برلين توجيهات للّيبيين من خلال 3 مسارات:
 
-عسكري من خلال اللجنة العسكرية المشتركة المعروفة بـ 5+5. 
 
- اقتصادي وماليّ جمّد تراجع الدينار الليبي.
 
- سياسي وحّد الحكومتين برئاسة عبدالحميد الدبيبة".
 
وعن المشهد الليبيّ قبل الانتخابات العتيدة؟ 
 
يقول إن المشهد الليبي ليس الأفضل، لكنّه مقارنةً بسنة 2017، فما أُنجز مهمّ جداً، وهو يأمل في أن تحصل الانتخابات الليبية في موعدها في الذكرى السبعين لاستقلال ليبيا؛ لأن توقّف عمليّة السلام يعني الحرب، معتبراً أن على البعثة والمجتمع الدولي مواصلة الضغط على الليبيين لاستمرار عملية السلام في ليبيا.
في "لحظة الثقافة"، وهي لحظة مهمّة مع من كان وزيراً للثقافة وأستاذاً جامعيّاً لأكثر من 25 عاماً، نسأله عن كتابه المفضّل الذي ينصح الشباب بقراءته، فينصح بقراءة بدر شاكر السياب والجواهري ومحمود درويش.
 
أمّا الكتاب الذي يقرأه دوماً فهو مقدّمة ابن خلدون "لأنه يعلّم العقلانية".
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم