خريطة الانتفاضة (3) - البقاع يتحضّر وسطاً وغرباً وتشتّت في بعلبك

يرتفع منسوب التحديات المرسومة على أوراق توجّهات قوى الانتفاضة في البقاع، لجملة اعتبارات مرتبطة بواقع المحافظة التاريخيّة وتعاريجها الديموغرافيّة وواقع اللون الحزبيّ الواحد المسيطر على قيادة جزئها الشمالي المرتبط بخيارات محور "الممانعة"، وفق تأكيد ناشطين بارزين من أبناء المنطقة. ويحتّم هذا الواقع الفصل بين الوضع في البقاع الشمالي الذي يواجه عراقيل جمّة أمام أيّ هدف يتوخّى سعاة التغيير تحقيقه على الأرض من جهة، وبين عوائق أقلّ وطأة مرتبطة بصورة البقاع الأوسط والغربي ومحصورة بمحاولات تفريق المنتفضين وفكّ أي مسعى للوصول إلى توحيد الصفوف. لكن، يبقى أبرز ما ينجح جميع الناشطين في تحقيقه بالتنسيق الذي يجمع بين ناشطي بعلبك الهرمل وناشطي البقاع الاوسط والبقاع الغربي للتصدي لقطع الطرقات الذي لا يحبّذونه بعدما لمسوا تأثيرات سلبية له على الأرض بين أبناء المناطق. وبذلك، يظهر في صورة "map الانتفاضة البقاعيّة" تدرّجات في ألوان الصعوبات التي تخفّ حدّتها مع الانتقال التدريجيّ من البقاع الشمالي إلى الأوسط والغربيّ. سرد واقع التحديات العامّة التي تواجهها  قوى الانتفاضة في البقاع، يعبّر عنه رئيس "تكتّل حركة شباب البقاع" عماد قزعون، في إشارته إلى "احتكام منظومة أحزاب السلطة إلى محاولة بثّ التفرقة والتخوين بين الناشطين، لكن الانتفاضة تعمل على تنظيف نفسها مع فعالية للناشطين على الأرض"، موضحاً أن "موضوع البقاع الأوسط وزحلة يختلف حيث التحديات أسهل عن الوضع في البقاع الشمالي، باعتبار أن الاختلاط والتنوع الديموغرافي والطائفي حاضر، على عكس الوضع في البقاع الشمالي حيث لا تزال السيطرة الأساسية للعشائر وأحزاب...