الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

عاصفة من الردود على كلام وهبه والأخير يتراجع: جل من لا يخطئ

المصدر: "النهار"
ةشربل وهبه
ةشربل وهبه
A+ A-
أثارت المواقف النافرة لوزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال شربل وهبة في حديث تلفزيوني، استياءً عارماً، إذ توالت الردود المستنكرة منذ يوم أمس حتى وصل بعضها إلى اعتبار أنه "لو لم يكن وهبة وزيراً للخارجية في حكومة مستقيلة لكان واجباً المطالبة باستقالته".  
 
وهبة الذي يستعد لزيارة الفاتيكان في العشرين من أيار الحالي، أساء في كلامه إلى علاقات لبنان مع الدول الخليجية، في وقت يمرّ فيه لبنان بأسوأ أزماته، حيث قال: "في المرحلة الثانية جاء الدواعش وقد أتت بهم دول أهل المحبة والصداقة والأخوة فدول المحبة جلبت لنا الدولة الإسلامية وزرعوها لنا في سهل نينوى والأنبار وتدمر".
 
وقد نقلت مصادر ديبلوماسية ليلاً استياء خليجياً من تصريحات وهبه قد تدفع باتجاه اتخاذ إجراءات بحق لبنان تتدرج من طلب اعتذار علني إلى سحب ديبلوماسيين من بيروت. 
 
وفي هذا الشأن، اعتبرت رئاسة الجمهورية أن "ما صدر عن وزير الخارجية والمغتربين شربل وهبه إلى محطة الحرة مساء أمس الاثنين من مواقف يعبّر عن رأيه الشخصي ولا يعكس موقف الدولة ورئيس الجمهورية ميشال عون".
 
وأكدت الرئاسة في بيان، "عمق العلاقات الأخوية بين لبنان ودول الخليج الشقيقة وحرصها على استمرار هذه العلاقات وتعزيزها في المجالات كافة، وحرص عون على رفض ما يسيء إلى الدول الشقيقة والصديقة عموماً، والمملكة العربية السعودية ودول الخليج خصوصاً".
 
وفي بيان، قال وهبة: "يهمني التأكيد، مرة جديدة، أن بعض العبارات غير المناسبة التي صدرت عني في معرض الانفعال، رفضاً للإساءات غير المقبولة الموجهة إلى فخامة رئيس الجمهورية، هي من النوع الذي لا أتردد في الاعتذار عنه".
 
وأضاف: "كما أن القصد لم يكن، لا أمس ولا قبله ولا بعده، الإساءة أي من الدول أو الشعوب العربية الشقيقة التي لم تتوقف جهودي لتحسين وتطوير العلاقات معها لما فيه الخير والمصلحة المشتركين ودوماً على قاعدة الاحترام المتبادل".
 
 
وختم: "جل من لا يخطئ في هذه الغابة من الأغصان المتشابكة". 
 
وفي وقت سابق، أعلن وهبة، في بيان، أنّه "فوجئت بتفسيرات وتأويلات غير صحيحة لكلامي في مقابلة تلفزيونية مع قناة "الحرّة"، فما قلته لم يتناول الأشقاء في دول الخليج العربي، ولم أتطرّق إلى تسمية أي دولة".
 
وأضاف: "لكنّي فوجئت أكثر ببعض البيانات التي صدرت في لبنان والتي تحوّر كلامي وتدفع لتوتير العلاقات مع الأشقاء في المملكة ودول الخليج، تحقيقاً لمصالح شخصية على حساب مصلحة لبنان. نجدّد تأكيدنا الحرص على أفضل العلاقات مع جميع الدول الشقيقة والصديقة للبنان"، داعياً "المصطادين في المياه الراكدة إلى التوقف عن الاستثمار في الفتنة بين لبنان وأشقائه وأصدقائه".
 
من جهته، أجرى رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب اتصالاً هاتفياً بوزير الخارجية والمغتربين شربل وهبة لاستيضاحه حيثيات المواقف التي أدلى بها.

وأكد دياب حرصه على أفضل العلاقات مع المملكة العربية #لسعودية ودول الخليج ومع جميع الدول الشقيقة والصديقة، وعدم الإساءة إليها، خصوصاً أنّ هذه الدول لطالما وقفت إلى جانب لبنان، مؤكداً ثقته بأنها لن تتخلى عنه اليوم.

كما دعا دياب إلى تجاوز ما حصل والعودة إلى أفضل العلاقات مع الأشقاء والأصدقاء.
 
هذا وغرّد المنسق العام لتيار "المستقبل" المحامي عمر الكوش عبر "تويتر" قائلاً: "عنصر من خوارج الخارجية يمعن في جلد بلده إرضاء لأهواء مشغّليه. إنه عصر الخروج عن منطق الدولة والمصلحة العامة والتقوقع داخل إناء المغالاة في الحقد وأذى النفس إرضاء لشيطان الكرسي والمناصب".
 
وغرّد النائب زياد حواط عبر "تويتر" قائلاً "‏ما يضمره العهد بالسرّ منذ سنوات كشفه وزير خارجيته إلى العلن. المزيد من الانحدار والعزلة والتقوقع. الله يستر".
 
كما غرّد الرئيس نجيب ميقاتي عبر "تويتر" قائلاً: "ما قاله وزير الخارجية المستقيل مرفوض ومستنكر وبعيد كل البعد عن تاريخ العراقة الديبلوماسية اللبنانية ويندرج في سلسلة الإساءات المدمرة إلى علاقات لبنان مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج. حمى الله هذا الوطن من العابثين به وبشعبه".
 
بدوره، شدّد الحزب التقدمي الاشتراكي، في بيان، على أن "ما يحتاجه لبنان في هذه المرحلة بالذات هو المواقف الراجحة والمقاربات السديدة التي تسهم في فكّ أزماته واحدة تلو الأخرى، بدل تعميق تلك الأزمات والإساءة إلى من ساند لبنان ماضياً وحاضراً من خلال اطلاق تصريحات غير مسؤولة لا تعكس على الإطلاق الحقيقة الثابتة بأن دول الخليج العربي هي أيادي الخير البيضاء التي وقفت إلى جانب لبنان واللبنانيين في أحلك المصاعب. وإن أي كلام مسيء لهذه الحقيقة وللعلاقات الأخوية الطيبة مع الخليج العربي، ويتعرض بشكل خارج عن الأخلاق والإنسانية والآداب الدبلوماسية للأخوة العرب، مرفوضٌ ومستنكر".

وقال: "فحبّذا لو يستدرك المعنيون الأمر، وأن يتبصروا في عواقب التخبط الحاصل، فينصرفون فوراً إلى الخطوات العلاجية لكل ذلك، علّنا نستطيع إنقاذ لبنان مما يعيشه من انهيار".
 
هذا وصدر عن مكتب النائب والوزير السابق أحمد فتفت البيان الآتي: "مذهل ومثير للاشمئزاز كلام وزير خارجية العهد أو بالأحرى وزير خارجية "حزب الله" كما ظهر واضحاً في مقابلته التعيسة. لم يتوان وزير الصدفة عن تزوير التاريخ. هل يتجرأ هذا المعالي على التذكير بمن أوجد فتح الإسلام ومن أطلق شاكر العبسي من سجون دمشق وأرسله إلى لبنان لزرع الفتنة وذبح شهداء الجيش اللبناني تحت حماية من قال أن "اقتحام البارد خط أحمر"؟! هل يتجرأ هذا المعالي على التذكير بكل المكاتب والمعسكرات التي فتحت علنا في دمشق لجمع المقاتلين وإرسالهم الى العراق بعد سقوط صدام حسين فكانوا داعش ؟!!
هل يتجرأ هذا المعالي على الحديث عن إجرام وإرهاب النظام السوري تجاه شعبه، واللبنانيين سابقاً، مما أوجد البيئة الملائمة للإرهاب والتطرف فبرر جرائمه؟!
هل يتجرأ معاليه على التذكير بالباصات المكيفة التي أمنها حزب الله لمقاتلي داعش للانسحاب من الجرود على الحدود اللبنانية السورية ؟! هل يتجرأ هذا المعالي أن يقر بمن أدخل وحمى واستعمل النيترات في المرفأ والذي أّدى إلى جريمة 4 آب؟! لا يا صاحب معالي الصدفة، لن تتجرأ أبداً إلاّ على الافتراء ، فأنت مستشار هذا العهد ولا ننتظر منك إلا كل سيئ ومهين ومؤذ للشعب اللبناني وأصدقائه.
الخليج والمملكة العربية السعودية أنقذوا لبنان واقتصاده وأبنائه مرات ومرات من دون مقابل مادي أو سياسي إلا الأخوة والمحبة".
 
إلى ذلك، اعتبر رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال لبنان مارون الخولي، في تصريح، أنّ "كلام وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال شربل وهبه مرفوض، وخارج عن القواعد الدبلوماسية والخطاب السياسي اللبناني الحريص كل الحرص على العلاقات الأخوية بين لبنان ودول الخليج العربي".

وطالب الخولي رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب بـ"اتخاذ كل الإجراءات التي تكفل معالجة تداعيات كلام الوزير وهبه فوراً، خوفاً على مستقبل ومصير أكثر من 450 ألف عامل لبناني في دول الخليج العربي". ودعا الوزير وهبه إلى "تجميد نشاطه في الخارجية وتحمّل نتيجة كلامه وحده".
 
واستهجن اتحاد جمعيات العائلات البيروتية، في بيان، ما قاله وهبه، عن زعمه بأن "الدواعش أتت بهم دول أهل المحبة والصداقة والأخوة، دول المحبة جلبت لنا الدولة الإسلامية وزرعوها لنا في سهل نينوى والأنبار وتدمر".

وسأل: "هل مهمة رئيس الديبلوماسية تدوير الزوايا والعمل على كل ما يحقق مصلحة البلد أم البحث عن صواعق لتفجير الخلافات تارة مع تركيا وتارة أخرى مع دول الخليج بإسقاط تهم باطلة عليها. فإذا كان بعض الدواعش من جنسيات معينة فهل هذا يعني انهم يتحركون بقرار من دولهم المتضررة من أنشطتهم؟. فكفى البحث عن أسباب لزيادة عزلة وتجفيف أسواق عمل اللبنانيين من كل الطوائف".

ودعا الاتحاد وزير الخارجية والمغتربين إلى "الاعتذار والتوقف عن تصريف الأعمال قبل أن تتعامل دول الخليج مع اتهاماته الغرابية بمزيد من المقاطعة للبنان".
 
كما غرّد الوزير السابق رشيد درباس قائلاً: "رحم الله جان عبيد علم السياسة والكياسة وعميد الديبلوماسية العربية بشهادة المغفور له الأمير سعود الفيصل وأنا على يقين أنه يملك لدى الأشقاء رصيداً يشفع للبنان عوج اللسان وسوء البيان ويغني عن أي اعتذار".
 
واستنكر الرئيس فؤاد السنيورة "الكلام والموقف المُعيب الذي صدر عن وزير الخارجية والمغتربين المستقيل في حكومة تصريف الأعمال شربل وهبة بحق دول الخليج العربي وخاصة المملكة العربية السعودية خلال الحديث التلفزيوني الذي أجرته معه محطة "الحرة" أمس، وهو الذي يفترض به أن يكون في أدائه أميناً على تراث الدبلوماسية اللبنانية العريقة، وأن يكون الحريص الأول على رعاية مصالح وعلاقات لبنان واللبنانيين مع أشقائهم العرب. فلقد كان عليه: "إمّا أن يقول خيراً أو أن يصمت".

واعتبر السنيورة، في بيان، أنّ "العبارات التي تفوّه بها الوزير "الصدفة" تعكس مقدار الخفة لديه وعدم إلمامِه بالفقه الديبلوماسي، ومدى تفشي وباء العنصرية الفكرية وداء جنون العظمة والاستعلاء والتكبّر الأجوف الذي يتميّز به، ومن هو على شاكلته من بعض رجال هذا العهد، والذين لا يتقنون سوى التخريب وإلحاق الضرر بالوطن والمواطنين".

وقال السنيورة: "إنّ ما صدر عن هذا الوزير المستقيل لا يمثل الدولة اللبنانية او اللبنانيين، بل يمثل حالة شاذة ومرضية يتطلع اللبنانيون إلى أن يشفوا منها سريعاً بلقاح العودة الى احترام الدستور والقوانين المرعية الإجراء والالتزام بالقواعد الاساسية للأصول الديبلوماسية الرصينة".
 
وفي الشأن عينه، أكد مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان في بيان، أن "ما صدر عن وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال شربل وهبه، هو كلام غير مقبول ومدان ومرفوض ومردوده على قائله، والتراجع عنه فضيلة، ومن يتعرض للمملكة العربية السعودية وسائر دول الخليج العربي فإنه يتعرض بادئ ذي بدء للبنان، فكيف تبنى العلاقات بين الإخوة والأشقاء بأسلوب التجريح والقدح والتطاول".

وقال: "إن هذا لا يبني علاقات داخلية ولا حتى خارجية، وليس هذا مبدأ السياسيين الذين بنوا قواعد الأخوة بين لبنان وأشقائه العرب على مدى سنوات حكمهم".

أضاف: "ان دار الفتوى لا ترضى بهدم هذه القواعد ولا بتصديعها بل المطلوب دعمها وتثبيتها وترسيخها، فلبنان يتنفس برئتين رئته الداخلية المحلية ورئته العربية التي يحرص على سلامتها وديمومتها".
 
وفي وقت لاحق، اتسنكرت رابطة رجال الأعمال في قطر، ما صدر عن وهبه، "من افتراءات وادعاءات بحقّ أهلنا وأخوتنا في الخليج العربي في مقابلته التلفزيونية الأخيرة"، وأكدت أن "هذا الكلام لا يمثلها ولا يمثل أي لبناني يدرك مدى عمق العلاقات الأخوية التاريخية التي تربط بين لبنان ودول الخليج عموماً، فهذه البلاد التي لطالما وقفت الى جانب لبنان واستقبلت اللبنانين من دون أي تمييز لا يستطيع وزير مستقيل أن يسيئ اليها وإلى كل اللبنانين المقيمين فيها".

وأكدت الرابطة أنها، "إذ تعتبر كلام وهبه كأنه لم يكن، كونه صدر عن شخص غير ذي صفة ولا يمثل أحداً، فالعلاقة مع دول الخليج يعبر عنها كل لبناني لا يريد إلا خير للبنان ولأشقائه العرب، ولن يتمكن تصريح من هنا أو هنالك أن يعكر العلاقات مع هذه الدول التي كانت وستبقى وجه خير لكل عربي ولبناني حقيقي".
 
كما طالبت الرابطة من السلطات اللبنانية "الاعتذار من الـشقاء العرب عن الكلام غير المسؤول كما اتخاذ كافة اللاجراءات القانونية والدستورية بحق وزير الصدفة".
 
وأمس، قال الوزير السابق نهاد المشنوق: "شربل وهبه وزير الغباء الخارجي ولن نسمح لهذا العهد أن يقضي على لبنان وتصريح وزيره لا يمثّل لبنان".
 
واحتلّ وسم #شربل_وهبة قائمة الترند على موقع "تويتر"، وعبّر كثير من المغردين الخليجيين عن استيائهم من تصريحات وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال: 
 
وفي السياق، غرّد رئيس هيئة الترفيه السعودية تركي آل شيخ، بالآتي: 
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم