أيّ خطوة إذا استمر الاستعصاء من دون خرق الدستور؟

 لم يعد لرئيس الجمهورية بعد الطائف صلاحيات تنفيذية مفتوحة وواسعة، واذا كان يرأس مجلس الوزراء متى شاء إلا انه ليس شريكاً في التصويت او في رسم السياسات العامة ما خلا موقعه المعنوي القادر على التأثير في حال كان الانسجام قائما بينه وبين رئيس الحكومة. ولكن امام الانسداد الحكومي وتعذّر التأليف بعد نحو 9 اشهر على التكليف، ماذا يمكن للرئيس ان يفعل، وهل لديه صلاحيات لتأليف حكومة انتقالية؟ في 21 تشرين الاول من العام الماضي وقبل 24 ساعة على اعلان قصر بعبدا نتائج الاستشارات النيابية التي كُلف بموجبها الرئيس سعد الحريري تأليف الحكومة، كان الرئيس ميشال عون يوجه "زخات اسئلة" مشككة الى الرئيس الذي سيصار الى تكليفه، وكلها تنطوي على التشكيك والطعن المتعمد، ومنها اتهامه إياه بعدم قدرته على تنفيذ اصلاحات وانقاذ البلاد. كان واضحاً ان الاكثرية النيابية انقسمت عشية التكليف، وغرد "التيار الوطني الحر" خارج سرب 8 اذار للمرة الاولى منذ العام 2006 وأحجم عن تسمية الحريري على عكس حماسة...