الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

إنجاز غير موفق لوزارة الداخلية: مكننة إخراج القيد تغفل عن نصف المواطنين

المصدر: "النهار"
عباس صباغ
عباس صباغ
إخراج القيد أصبح الكترونياً.
إخراج القيد أصبح الكترونياً.
A+ A-

على معظم الطرق اللبنانية تطالعك لوحات تبشر اللبنانيين بأن اخراج القيد بات ممكناً، للوهلة الاولى يشعر اللبناني ان هذا الامر سيُيسر حصوله على إخراج القيد بطريقة اسهل واسرع، لكنه عند أول محاولة يصطدم بواقع مغاير.

بدأت الشكاوى من المواطنين والمخاتير تتصاعد، فإخراج القيد الذي كان لا يحتاج الى أكثر من 24 ساعة للحصول عليه بات يحتاج الى ثلاثة او أربعة ايام واحياناً اكثر من ذلك.

يشير متابعون لهذا الملف الى ان السبب في الارباك الحاصل في ملف اخراجات القيد مرده الى استعجال المديرية العامة للاحوال الشخصية في اطلاق مشروع المكننة قبل أن تكتمل عناصره، سواء على مستوى المضمون أو على مستوى العملين فيه. ويلفتون الى ان البرنامج يشوبه نقص فادح وفاضح على مستوى المعلومات الاساسية عن الوضع العائلي وواقعة القيد وتاريخ القيد، ناهيك بأن نحو 50% من الاسماء ما دون 21 عاماً غير مدرجة على البرنامج مما يتطلب من مأموري النفوس العمل مرتين، مرة على السجل والثانية على الكمبيوتر وهو ما يجعل اخراج القيد يحتاج الى اكثر من نصف ساعة لانجازه فيما كان سابقاً لا يحتاج الى اكثر من 5 دقائق. هذا الوضع ادى الى اهمال مأموري النفوس للمعاملات الادارية من تسجيل الولادات والوفيات والزواج والطلاق وباقي المعاملات على حساب إنجاز ما تيسر من بيانات القيود المطبوعة.

والى جانب ما سبق يقول عدد من الموظفين في دوائر النفوس إن الانطلاق بهذا العمل يحتاج الى مقومات اخرى ايضاً، فمعظم دوائر النفوس في المناطق تعاني انقطاع التيار الكهربائي وهو ما يعني توقف العمل الالكتروني، كما تعاني من رداءة في الانترنت وانقطاعه احياناً اضافة الى أن 60% من الموظفين غير ملمين بالكمبيوتر، وهو ما اعترف به البيان الصادر عن مديرية الاحوال الشخصية لاحقاً (علماً ان العميد الياس خوري يعلم هذا الامر لكونه استعلم عن الموضوع قبل اطلاق المكننة). وهو ما يعني توقف العمل الى درجة انه في العديد من اقلام النفوس لم ينجز سوى عدد قليل جدا من اخراجات القيد وهو ما ادى الى تزاحم داخل اقلام النفوس من المواطنين والمخاتير، مع الاشارة الى ان ما أُنجز من بيانات القيود المقدمة الى اقلام النفوس لا يتجاوز الـ 5% فقط.

ويشكو هؤلاء من مهندسي المديرية الذين أنجزوا هذا المشروع ولم يكلّفوا أنفسهم عناء السؤال حتى إلى من يديرون الأقلام، عن مدى مواءمة هذا الموضوع مع الواقع المعمول به.

فهل نحن امام إنجاز وهمي دعائي لأسباب سياسية، وكيف سيُعالج هذا الخلل؟
[email protected]









الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم