الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

الفرصة الأخيرة بين تفاجؤ بعبدا ومهلة بيت الوسط

المصدر: "النهار"
اسكندر خشاشو
اسكندر خشاشو AlexKhachachou
الرئيس سعد الحريري لدى وصوله إلى قصر بعبدا للقاء الرئيس عون (نبيل اسماعيل).
الرئيس سعد الحريري لدى وصوله إلى قصر بعبدا للقاء الرئيس عون (نبيل اسماعيل).
A+ A-
هي الفرصة الأخيرة، قبل تبدّل الصورة الكاملة: إما تشكيل الحكومة برئاسة سعد الحريري أو اعتذاره عن المَهمّة، ليدخل البلد مرة جديدة في دوامة التكليف والتأليف على وقع الانهيار التام وتحلّل الدولة.

تشكيلة وزارية من 24 وزيراً تَقدَّم بها الحريري الآتي من القاهرة بدعم واضح، فَرمل الاعتذار لمرة واحدة، ولوقت محدود فقط.

حتى الساعة، ورغم التدخّل المصري والحراك الدولي الذي يجري في موازاته، لم تنجح المحاولات بتأخير قرارات الحريري الذي يطلّ في مقابلة تلفزيونية مساء الخميس، وبحسب المقربين منه "ستنتهي الإطلالة به رئيساً سابقاً، أو رئيساً فعلياً للحكومة".

اللقاء التاسع عشر في بعبدا اختلف عن اللقاءات السابقة، فالتعاطي معه كان ببرودة تامة، واعتمد أسلوباً مختلفاً هذه المرة عبر الإيحاء بأجواء إيجابية أو على الأقل ليست سلبية.

وتحدّثت أوساط مقربة من بعبدا عن أنّ تشكيلة الحريري قابلة للدرس والنقاش، لكنّها توقّفت عند إعطاء الحريري مهلة 24 ساعة للردّ، مؤكدة أنّه "تجاوز دستوري ولا يمكن القبول به، فلا شيء قانونياً ودستورياً أو عرفياً أو على مستوى اللياقة يُحدّد لرئيس الجمهورية أية مهلة".

تتكتم المصادر على الأسماء والتغييرات لكنها تصفها بالـ"كبيرة"، وأنّ الرئيس المكلّف قدّم أسماءً لعون "لا نعرف عنها شيئاً ولم يرفقها بسير ذاتية، وهذا لوحده يحتاج جهداً لنعرف من هم الأشخاص وما هي مسيرتهم؟".

كما تتحدث الأوساط عن "شخصيات كان رفضها رئيس الجمهورية في الصيغة الأولى، تضمنتها التشكيلة الثانية، إضافة إلى استبدال الوزير الماروني بسني في الداخلية وهذا يعتبر مشكلة بحد ذاته".

وتُشدّد الأوساط على أنّ "ما رفضه عون خلال 9 أشهر لم يرضَ به اليوم، وكأنّ هناك تلميحاً عن أنّ ما رفضه الرئيس بالنسبة لتشكيل الحكومة على طريقة أنّه يحق للرئيس رفض التشكيلة الحكومية أو القبول بها من دون نقاش في أفرادها وحقائبها لن يمر هذه المرة ايضاً".
 
كما تُذكِّر المصادر دائماً بالمادة 53 من الدستور التي تعتبر منطلقاً لأي كلام حكومي.

في المقابل، ترى مصادر تيار "المستقبل" أنّ التشكيلة التي قدمها الرئيس الحريري "لا يمكن رفضها"، مؤكدة أنّها "متوزانة ومؤلفة من اختصاصيين وغير حزبيين، تراعي المبادرة الفرنسية ومبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري وحتى طلبات رئيس الجمهورية، وهي بالتأكيد تشمل العديد من الاسماء التي سبق واقترحها الرئيس".

ترفض مصادر "المستقبل" أيضاً الدخول في تفاصيل الأسماء وتفاصيل الزيارة إلى مصر، فهي "متروكة للرئيس غداً"، مُلمِّحة إلى أنّ "الحكومة ستحظى بدعم كافٍ ووافٍ لبدء العمل على وقف الانهيار".

كما تتهرّب المصادر من القول إنّ التشكيلة غير قابلة للنقاش وهي قُدِّمت على طريقة "take it or leave it"، إنّما تشير إلى أنّه لا جدوى من انتظار أكثر من 24 ساعة، "فنحن ناقشنا لمدة 9 أشهر واليوم الأمور لم تعد تحتمل".

وتختم المصادر حديثها بالسؤال: "بغض النظر عن التشكيلة، هل يريد عون الحريري رئيساً للحكومة أم لا؟ هنا المعضلة الأساسية".

ووفق ما تقدم، لا تبدو الأمور ذاهبة بالاتجاه الإيجابي رغم التسريبات والكلام المنمّق، ولا زالت المواقف كما هي وبالتالي لا حكومة في الغد، وعلى الشعب أن "يبني على الشيء مقتضاه".
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم