الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

جنبلاط لميقاتي: للاستفادة القصوى من اتصال ابن سلمان... وسؤال إلى "حزب الله"

المصدر: "النهار"
وليد جنبلاط.
وليد جنبلاط.
A+ A-
اعتبر رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط القرارات المتخذة من قبل المملكة العربية السعودية ودول الخليج أنّها "ردّات فعل محقة على واقع الاعتراض على دخول لبنان لمحور غير عربي، فلبنان وللأسف قد اُدخل من خلال الخطابات الملتبسة وأعمال البعض من السياسيين الذين يوالون ايران في محور غير عربي، وهم جعلوا وأجبروا العرب بأن يفرضوا الحصار على لبنان مكرهين"، موضحاً أنّ "ليس كل اللبنانيين موالين لإيران، فهنالك فئة توالي إيران، ولكن هذه الفئة ليست كل اللبنانيين، فالغالبية لا توالي ايران أبداً"، متمنّياً من "السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي التفهم لهذا الوضع".

ورأى جنبلاط، في حديث لصحيفة "البلاد" السعودية أنّ "(حزب الله) وحلفائه في الداخل أخذوا لبنان إلى غير موقعه الطبيعي، والذي يناقض جوهر وجوده ومفهومه الأصيل، وللأسف فقد بات لبنان في جانب مناقض تماماً للعروبة وفي غير فضائها، لكن هذا هو الواقع الاقليمي اليوم وهو لن يدوم".

وأعرب عن خشيته "من انزلاق البلد نحو المجهول سواء أردنا تسميته الجحيم أما ما شابه، والخوف من أن يذهب لبنان نحو مزيد من التدهور الاقتصادي والسياسي والاجتماعي والمعيشي"، مشيراً إلى ضرورة أن نبتدئ بالاصلاح وفق جدول الأعمال الذي وضعته وتشرف عليه المؤسسات الدولية وفي مقدمتها صندوق النقد الدولي، ولا بد من الخطوة الأولى وهي بأن تجتمع الحكومة".

كما أكد جنبلاط أنّ "الحكومة الحالية قادرة على اتخاذ القرارات المنقذة للبلاد، لكن لا بد لها أوّلاً أن تجتمع كي تضع البرنامج، وهو في الأصل موجود والمشتمل على الاصلاح في قطاع الكهرباء، والمصارف وتوحيد الأسعار والخسائر"، فهنالك ثلاثة أرقام للعجز يجب توحيدهم، "ولدينا أيضا موضوع البطاقة التموينية وهي من البنود المهمة، وبالتأكيد هي تستطيع لكن هنالك من يمنع ومن يعرقل".

وشدّد على أنّه على الحكومة أن تجتمع "ولكي تجتمع فعلى القوى التي تعترض على اجتماعها أن تفرج عنها وعن جلساتها".

وحول قدرة الحكومة على الوفاء بالتزاماتها لناحية تطبيق القرارات الدولية وأيضاً ما رشح عن القمة السعودية – الفرنسية، أوضح جنبلاط أنّه "من منا لا يحلم بدولة تكون أُمرة السلاح فيها بيد الدولة والمؤسسات الشرعية فقط، والسلاح يجب أن يكون بيد الجيش والقوى الأمنية، لكن إلّا في لبنان وللأسف وفي العراق، وهذا هو شواذ محور الممانعة".

وحول الأمور التي كانت منتظرة من هذه الحكومة لجهة الإصلاح والمفاوضات مع صندوق النقد الدولي والمؤسسات الدولية، أكد جنبلاط أنّ "الحكومة لم تقدر بالأحرى والحقيقة ولم يفتحوا لها المجال، ونصح السلطة أنه بإمكان لبنان الاستفادة من الأثر الايجابي من الزيارة الفرنسية الأخيرة للمملكة العربية السعودية واقتناص ايجابية القمة السعودية – الفرنسية وبيانها المشترك حول لبنان"، منوّهاً بـ"الإيجابية المهمة والكبرى من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بمكالمته الهاتفية مع الرئيس نجيب ميقاتي، حيث تحتم هذه الخطوة على الرئيس ميقاتي الاستفادة القصوى منها واستغلالها بعد فترة ومرحلة من شبه القطيعة".

وحول الانتخابات النيابية المقبلة، لفت جنبلاط إلى أنّ "(التيار الوطني الحر) قدّم الطعن بقانون الانتخاب الحالي، فهو يريد أخذ لبنان والانتخابات، والطعن هدفه العودة وبشكل صريح للقانون السابق والذي ينص فيه على انتخاب ستة نواب في الخارج للمغتربين، حيث يريد تفادي انتخاب المغتربين اللبنانيين في لبنان، ويريد منهم ان ينتخبوا في الخارج نظراً لأنه فقد الكثير من شعبيته وهذه هي البدعة غير الدستورية والخطر الكبير".

وعن سُبل المواجهة المستقبلية، وما إذا كان هنالك من إمكانية لتشكيل معين يشبه على الأقل تشكيل (14 آذار) في العام 2005 عشية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، شدّد جنبلاط على أنّه "ليس كل اللبنانيين مع ايران ويوالونها، ولاحقاً بحسب الظروف وما اذا كانت تسمح لنا بذلك سواء قبل الانتخابات أو بعدها لتشكل جبهة أو تجمع" نسميها ما شئنا حينها".

وردّاً على سؤال "هل سيعترف (حزب الله) نهائية الكيان اللبناني عملياً؟"، أكد جنبلاط على أنّ "هنالك خطراً وجودياً ونلتمس ذلك من الاوضاع المتدهورة الاقتصادية، إذ نرى الجامعات تفرغ من اساتذتها والمستشفيات تهاجرها النخب، والقضاة يستقيلون، ونرى أيضا ذهاب النخب من قطاع التعليم وخاصة الرسمي"، سائلاً: "كيف سيكون لبنان؟ لبنان العربي التعددي التنوعي والجامعات والصحافة اذا ما الكل هاجر وذهب؟" فهذا ما أخشاه، وهو ما يبدّل من وجه لبنان، هل سيعترف "حزب الله" نهائية الكيان والدولة اللبنانية؟ فـ"حزب الله" بشكل أو بآخر المسؤول وبشدة عمّا يجري، فيبدو أنّ هذا اللبنان المتنوع والمتعدد العروبي لا يبالون به للاسف، فهم يبالون بلبنان مختلف".

وختم جنبلاط بتوجيه سؤال لحزب الله: "هل يريدون تثبيت الطائف؟ المدخل الوحيد للاستقرار والذي شددت عليه القمة عليه ونحن معها، أم يريدون شيئاً آخر فهذا السؤال موجه اليهم فقط".


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم