ثمار مسعى الراعي انطلاقاً من التأييد الشعبي

يقارن قرّاء سبق أن تعمّقوا في دراسة مسيرة البطريرك المكرّم الياس الحويّك الوطنية بين الدور الذي تولّاه في ظلّ التحدّيات التي كان واجهها جنين دولة لبنان الكبير على مشارف الولادة، وبين المسار النضالي الذي يضطلع به البطريرك مار بشارة بطرس الراعي في مواجهة الصعوبات الكبيرة التي تشهدها البلاد بالتزامن مع إضاءة شمعة المئوية على تأسيس الدولة. ويذكّرون بمقاربة الحويّك في إنماء الشعور الوطني العابر للمناطق والطوائف، كما للحدود نحو بلاد الاغتراب، انطلاقاً من شهادة كتبها يوسف ملحم شعيا صاحب جريدة "الحاوي" الصادرة في بوينس آيرس في نيسان 1914، إذ كتب: "في لبنان اليوم زعيم... وزعامته مؤيدة بقوّتين عظيمتين إحداهما من الله.. والثانية من الشعب الذي اختاره زعيماً له وسلّمه مقاليد أموره السياسية والمدنية... وهذا الزعيم... هو البطريرك الماروني الديني وأمير لبنان المدنيّ... هو السيد الياس بطرس الحويك بطريرك الطائفة المارونية والمرجع العام للشعب اللبناني... هذا هو الزعيم الذي يراسل الملوك ويقابل الوفود ويتكلّم وحده باسم لبنان... غبطة البطريرك الماروني الذي بقطع النظر عن مركزه الديني فهو ذو مركز سياسي كبير وقد جاهد جهاداً حسناً ولا يزال مواصلاً سعيه الحثيث لتحسين أحوال لبنان الإدارية والاقتصادية ولإنالته حقوقه الضائعة". وإذا كان ما أشبه الأمس باليوم...