السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

زيارة هنيّة ليست بريئة فماذا وراءها؟

المصدر: النهار
سركيس نعوم
سركيس نعوم
Bookmark
زيارة هنيّة
زيارة هنيّة
A+ A-
زيارة الأمين العام لحركة "حماس" الإسلاميّة الفلسطينيّة و"حاكم قطاع غزّة" إسماعيل هنيّة للبنان في الأيّام الماضية ليست بريئة وقد لا تكون يتيمة. لا يعكس ذلك موقفاً سلبيّاً من قضيّة فلسطين وكفاح شعبها لاستعادة بعض حقوقه التي اغتصبتها اسرائيل، ومن منظّمات المقاومة التي قرّرت الاعتماد على نفسها في التحرير بعد خذلان الدول العربيّة لها عام 1967 بهزيمة مدوّية أعطت تل أبيب وسياسيّيها الفرصة لضمّ فلسطين التاريخيّة وقُدسها الشريف بالمسجد الأقصى وكنيسة المهد، كما بعد خذلان العالم بدولته الأعظم ودوله الكبرى لهذه القضيّة بعدم احترام تواقيع مسؤوليه الكبار وتصريحاتهم الداعمة لـ"اتفاق أوسلو" الذي وقَّعه الزعيم التاريخي للشعب الفلسطيني ياسر عرفات عام 1991، والذي أسَّس لحل الدولتين. أوّلاً بعدم الضغط على اسرائيل للتوقُّف عن المماطلة وعن العمل الحثيث لقتل عمليّة السلام. وثانياً بالتحاق زعيمة هذا العالم نفسه أي أميركا بإسرائيل بوهبها إيّاها الجولان السوري والقدس الشرقيّة وأخيراً الضفَّة الغربيّة. لو كانت إسرائيل في حاجة إليها لكانت قُدِّمت أيضاً إليها.عدم براءة زيارة هنيّة لا تحتاج إلى أدلَّة وبراهين. إذ تكفي العودة إلى مرحلة تحوُّل المخيّمات الفلسطينيّة في لبنان معسكرات جيّدة التسليح ومقرّاً لميليشيات عسكريّة مقاومة، ثمّ نجاح "حركة فتح" زعيمة منظّمة التحرير الفلسطينيّة في تأسيس "هانُويْهِم" باستغلال الأنتماء العربي الصادق لمُسلمي لبنان وشعورهم بغبن النظام اللبناني "ذي الوجه العربي" والأرجحيّة السُلطويّة المسيحيّة. ولا يُنسى هنا إسهام نظام سوريا حافظ الأسد في تشجيع الفلسطينيّين والمسلمين اللبنانيّين على التحالف وعلى التمسُّك بتحويل لبنان دولة مواجهة بعدما كان العرب بزعامة رئيس مصر (الراحل) جمال عبد الناصر في حينه صنّفوها دولة مُساندة. كان هدف دمشق في حينه إنهاك الفلسطينيّين في حرب أهليّة لبنانيّة بُغية الإمساك بهم. لهذا السبب لم يقتصر دعمه اللبناني على فئة دون أخرى. وما جرى في لبنان خلال حربه الأهليّة وغير الأهليّة الطويلة (1975 – 1990) خير دليل على ذلك. إذ غَزَت...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم