الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

معوض: لتغيير ديموقراطي شامل ضمن إطار المؤسسات

المصدر: "النهار"
النائب المستقيل ميشال معوض.
النائب المستقيل ميشال معوض.
A+ A-
أكد رئيس "حركة الاستقلال" النائب المستقيل ميشال معوض، أن الاجتماع الذي جمعه ووزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان كان مشتركاً مع القوى المدنية المنبثقة من الانتفاضة وبعض القوى الحزبية، كـ"حركة الاستقلال" و"حزب الكتائب" بالاضافة الى نواب مستقلّين كالنائب نعمة افرام.
 
معوض وفي حديث تلفزيوني أجراه مع قناة "الحدث"، قال: "اللقاء مع لودريان شكلاً ومضموناً أكد وجهة النظر التي لطالما دافعنا عنها وهي أن مقاربة الحل في لبنان لا يمكن أن تكون مالية تقنية، الأكيد أن لبنان بحاجة الى إصلاحات عدة سياسية واجتماعية ومالية، مع العودة الى الدستور وتطبيقه والذهاب نحو دولة مدنية لا مركزية، وبحاجة ايضا الى إصلاحات تربوية بالاضافة الى موضوع الكهرباء، ولكن السبب الأساس للاخفاقات المالية والسياسية التي نعيشها هو أننا أمام دولة مخطوفة من ميليشيا مسلّحة تجرّ لبنان إلى محور ايران بوجه شركائه في العالم العربي والغربي وكل دول العالم خلافاً للمصلحة اللبنانية، فلبنان اليوم ممنوع من ضبط حدوده وتطبيق قوانينه، ومخطوف من طبقة سياسية مارقة وفاسدة متحالفة مع هذا السلاح من اجل خطف الدولة".
 
وأكد معوض أن المعركة السياسية لا يمكن أن تحصل إلا ضمن إطار تغيير شامل يخوضه الشعب اللبناني بكافة مكوناته من خلال سحب الثقة من هذه الطبقة ومن هذا التحالف، الذي يدفع ثمنه اللبناني كل يوم من خلال لقمة عيشه وكرامته ومستقبل أولاده ناهيك عن الذل الذي يتعرض له.
 
ورداً على سؤال عن العقوبات التي تحدث عنها لودريان ما إذا كانت ستشمل سياسيين معيّنين، وما هو المعيار الذي ستعتمده فرنسا، أجاب معوض: "لودريان أكد أن العقوبات شاملة وتدريجية ولن ازيد على كلامه الواضح للإعلام اللبناني، فلم يكن موضوع العقوبات في صلب نقاشاتنا، فهذا موضوع على علاقة بالسياسة الفرنسية، فما يعنينا اليوم أن نعمل لمعاقبة المسؤولين عن ما وصلنا اليه، وأنا أعتبر أن هذه منظومة متكافلة ومتضامنة بين شقّيها المسلّح والفاسد، وعلينا كلبنانيين ان نعمل على معاقبتها وإسقاطها بكل مكوناتها، لنتمكن من الدخول الى التغيير الشامل الذي يسمح لنا بالقيام باصلاحات سيادية سياسية اجتماعية اقتصادية ومالية، فلا اصلاحات في ظل وجود هذه الطبقة".
 
وأضاف: "الأساس هو التغيير الشامل، ونقصد به تغييراً ديموقراطياً ضمن إطار المؤسسات، ومن هذا المنطلق نعتبر أن إجراء الإنتخابات النيابية في وقتها ضروري وأساسي مع اعطاء الشعب اللبناني فرصة حقيقية لإيصال صوته بحرية تحت رقابة دولية جدية تمنع اي محاولة لخطف اصوات اللبنانيين".
 
وردّاً على سؤال حول أن الانتخابات ستعود وتفرز الأشخاص عينها، قال: "نعيش بنظام ديموقراطي، وان كان اللبنانيون مقتعون بما يحصل فلينتخبو الاشخاص نفسهم، لكنني على ثقة بان الحديث عن تأجيل الانتخابات هو لاحباط اللبنانيين وعزيمتهم وعزيمة التغيير لديهم، فاللبنانيين اصبحوا على دراية بان هذه الطبقة السايسية والمنظومة السياسية المكونة من حزب مسلح و من مسؤولين سياسيين مارقين ومن احزاب مارقة، تشكل خطرا على حياتهم وتعدّ على كرامتهم ولقمة عيشهم ومستقبل اولادهم وقدرة بقائهم في هذا البلد". وأردف: "أنا متأكد ان اللبنانيين سينتخبون التغيير، ومسؤوليتنا كمعارضة بتعدديتها ان نجتمع بمكونات جدية ووازنة لنتمكن بالتالي من كسب ثقة للبنانيين وتقديم مشاريع سياسية لهم، وان نجتمع لهدف ثان وهو اسقاط هذه المنظومة وهذا التحالف القاتل الذي يخطف الدولة ويدمر المؤسسات واللبنانيين واحلامهم".
 
وعن التهم بالفساد الموجهة ضد بعض مكونات المعارضة الحالية حيث كانت شريكة في السلطة سابقا، اكد معوض انه "بالنسبة لنا كـ(حركة استقلال) كنا من القوى السياسية التي اعطت فرصة لهذه السلطة من خلال محاولتنا القيام باصلاحات من الداخل ولكننا نفتخر اننا لم نمد يوما يدنا الى المال العام ولا يوجد اي نقطة دم على يدنا وهذا ما يشهد له كل لبناني خصم او صديق، فنحن ابناء مدرسة سياسية تمثل ما تمثل من تاريخ استشهادي وسياسي، لذا وانطلاقا من المسؤولية الجماعية علينا ان نكوّن معارضة شاملة تضم مختلف المكونات تجتمع ضمن اطر سياسية بعيدة عن الشخصانية، تضم اشخاصا تجمعهم مقاربات مشتركة ولا تسودهم شبهات فساد فالفساد ليس خيارا سياسيا بل تكوينا اخلاقيا، ومن اهدافها مواجهة الميليشيا والمافيا واسترجاع الدولة لنتمكن بالتالي من القيام بالاصلاحات اللازمة اولا على مستوى السيادة واسترجاع سيادة الدولة من خلال امتلاك السلاح والقرار السيادي وضبط الحدود، ثانيا العودة الى الدستور والذهاب نحو دولة مدنية لامركزية، ثالثا اعادة النظر بالاقتصاد اللبناني ضمن الحفاظ على الاقتصاد الحر والمنتج ، رابعا اجراء الاصلاحات القطاعية والمالية المطلوبة مع التأكيد على العدالة الاجتماعية وتأمين نظام حماية اجتماعية للمواطنين اللبنانيين واسترجاع اموالهم".
 
وعن سؤاله ما ذا كان متخوفا من ان يدفع لبنان ثمن صفقة اكبر منه، رد معوض: "نعم نتخوف من الامر ونحن على اطلاع بما يحصل في المنطقة، فنحن نسعى لان نقوم بمشروع وطني لبناني عابر للطوائف والمناطق على اسس الدولة والعودة الى الدستور، فاذا خسر لبنان وظيفته كوطن هناك خطر، لذا وبعد التجارب تعلمنا ان البداية دائما تكون عبر الانطلاق من مشروع وطني لبناني يحفظ دور لبنان وهويته ووظيفته في المنطقة والعالم، والدفاع عن القضية اللبنانية في كافة المحافل العربية والدولية، والتي هي ليست قضية احزاب ولا طوائف ولا مصالح ولا فساد بل قضية وطنية لبنانية حيث كان يشكل هذا البلد رسالة اساسية علينا تجديدها ضمن اطار الدولة والبداية من الداخل".
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم