الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

طرابلس ما بين القصر البلدي والناس: لمن الأولوية؟

المصدر: النهار
غسان حجار
غسان حجار @ghassanhajjar
Bookmark
A+ A-
 في الأرقام أن طرابلس من أكثر المدن فقراً في حوض المتوسط، وفي الأرقام أيضاً أن طرابلس تضم عدداً كبيراً من أغنياء لبنان. وفيها عائلات سياسية عريقة، فاعلة. وفيها مرافق حيوية كثيرة، لم تُستثمر بالشكل الكافي، أو معطلة الى حد كبير. كل ما يحكى عن طرابلس هو توصيف للواقع، من دون معالجة. مؤتمرات كثيرة عقدت من أجل إنماء المدينة، وأفكار ومشاريع وتوصيات بقيت حبراً على ورق.قبل نحو عامين سُميت "عروس الثورة" لأنها تميزت بمشاركتها في الانتفاضة على نحو غير مألوف سابقا، اذ كانت لزمن منشغلة باهتماماتها الخاصة، أو بصراعاتها الداخلية التي تأججت حروباً صغيرة وأنشأت جبهات، والكل يذكر محور التبانة – جبل محسن، والاستقطاب في هذا المحور القاتل بعد انتهاء معظم الحروب. "عروس الثورة" تلك لم تصمد كثيراً، وهذه حال الانتفاضة جمعاء، التي تستعيد اليوم بعضا منها بشكل متحوّر كثيراً. لكن طرابلس قدمت وجهاً ناصعاً لما يمكن أن تكون عليه، سواء اتَّهم البعضُ المشاركين في الاعتصامات الليلية، بالارتباط بالسفارات او بزعامات محلية أو بأجهزة أمنية، لان الطرابلسيين أثبتوا جدارة في إدارة حراكهم، وتنظيم نشاطاتهم، وانفتاحا مميزا على سهرات فنية صاخبة، لم تعرفها عاصمة الشمال منذ زمن بعيد. والامسيات تلك لا تعني في ذاتها ثقافة حضارية، بل ان قبولها وعدم التصدي لهذه الظاهرة شكّلا محط اهتمام في مدينة وُصمت بـ"الأصولية" والتشدد الإسلاميَّين، وهي ليست بريئة من هذه التهمة أسوة بكل مدن البلد وقراه، في شماله وجنوبه، إذ إن قمع الحريات صار سمة عامة في لبنان، بعدما تراجعت الأحزاب العلمانية الى حد كبير، وتكاد تضمحل أمام المدّ الأصولي والفرز الطائفي والمذهبي، ومحاولات فرض تلك الخيارات بالقوة. في...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم