الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

هذه المرّة ماغي بو غصن تكسر الجرّة!

المصدر: "النهار"
فاطمة عبدالله
ماغي بو غصن في شخصية سحر.
ماغي بو غصن في شخصية سحر.
A+ A-
كنّا طالبنا ماغي بو غصن بقلب الطاولة على نفسها. كتبنا أنّ الشخصية الطيّبة انتهت صلاحيتها، كالمخدوعة والساذجة. والوقت حان لإخراج الذئبة من داخلها. تُخرجها اليوم على شكل حرباء تدعى سحر. امرأة من ألوان وأكاذيب، تجرّ تلوّنها خلفها، وتُسقطه على علاقاتها بالبشر. هذه المرّة كسرت الجرّة. أخيراً!
 
 
 
مشهدها الخبيث مع صباح الجزائري في حلقة الأمس من مسلسل "للموت"، سرَّع الكتابة عن الشخصية بعد التأكّد من جنسها العاطل. هو موسمها الرمضاني من دون غبار. ليس لأنّها لم تجتهد في مواسم سابقة، بل لأنّها لم تتجرَّأ. خروجها من الصندوق، يطلق جناحيها، والتحليق يليق.
 
 
 
ترمي نفسها في البحر، وتترك للأمواج التصرُّف. الفارق هو ثقتها بقدرها، وتأكّدها من هزيمة الغرق. فشخصية سحر تتخبّط مع ذاتها والآخر. حتى الآن، لم تفضح كلّ شرّها. والشرّ هنا يمدّ اليد لطيبةٍ داخلية، لكنّها ترفض المصافحة. فيبقى الغالب، من دون أن يكون الوحيد المُتحكِّم بتركيبتها. الكلمة لمبدأ: البقاء للأقوى وللأنفاس الطويلة. فالحرب هي دفاع ذاتيّ عن وجود كان يوماً سحيقاً. لا تُبرّرها غايةٌ أو وسيلة. شرارتها الألم ونارها الانتقام من لاعدالة الحياة وخذلانها. لذلك تقسو وتبكي، تتمرّد وتُذعن، تخترع الملجأ والحضن وتدّعي أنّها ليست في حاجتهما. ضعفها "يُوزِّك" لقوّتها، ويقهقه عالياً على مسمعها. عدوّان لدودان يتقاتلان فيها. فالضعف هو شيء من ماضٍ متوحّش، أنيابه مغروسة في روحها. والقوّة مسألة تدرّبت عليها وأتقنتها. سحر هي الانسلاخ الصعب عن الأمس والارتماء المستحيل في اليوم. وما بينهما حُفر ومخطّطات وجولات فيها الربح والخسارة.
 
 
بو غصن في دورٍ فاصل، لا عودة معه إلى الوراء. شخصيتها الدرامية موفّقة، تتحمّل مسؤوليتها ولا تدعها تفلت من يدها. تعلم جيداً أنّها "شخصية مصيرية"، فإمّا ستحملها إلى فوق وإما ستُنزلها إلى تحت. فرفعتها. والاعتراف بالارتفاع حقّ وواجب وضرورة.
 
أدّت مع أم هادي (صباح الجزائري) واحداً من أفضل مَشاهدها. كانت كلّ الشخصيات في لقطة: الطيّبة والخبيثة، الصادقة والكاذبة، الحقيقية والمقنّعة. تمسكنت باتقان، حتى تمكّنت. ورمت شباكها، فاصطادت سريعاً. للكاراكتير تركيبة خاصة، ولغة تتحوّل "علامة تجارية". ولها نظراتها وشعرها وحركة يدها في المواقف الحرجة. ومع كلّ شخص، هي شخصية؛ ومع نفسها، شخصية أخرى. فالنساء يُخرجن من داخلها صورها القديمة، والرجال صورتها الجديدة. وبين الصورتين، تلعب بو غصن بالشخصية وتفوز بالجائزة.
 
 
التجديد مفيد. وسحر شخصية جديدة، تزيح من البال صورة ماغي بو غصن "الطفلة" أو المغلوب على أمرها. حمّلناها مسؤولية في مواسم سابقة. اليوم، المسؤولية مُضاعفة. سحر في المرصاد أيضاً.
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم