السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

"العاصوف 3" يختتم موسمه الثالث ببكاء ناصر القصبي: "نهاية فترة مظلمة"

المصدر: رحاب ضاهر
أبطال مسلسل "العاصوف".
أبطال مسلسل "العاصوف".
A+ A-
بمشهد أبكى كثير من السعوديين، أنهى الفنان ناصر القصبي الحلقة العشرين والأخيرة من الموسم الثالث من مسلسل "العاصوف 3"، الذي سجّل أحداثاً كثيرة عاشتها المملكة العربية السعودية في بداية حقبة التسيعنيات وأبرزها تسلّط رجال هيئة الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر أو ما يعرف بـ "الحسبة" على رقاب العباد وفرض الدين بالقوة والإجبار ومطاردة النساء في الأسواق ومنعهن من دخول المطاعم من دون محرَم.
 
كان تركيز الموسم الثالث على كشف تجاوزات رجال الحسبة في تلك الفترة، ووصولهم إلى السلطة حيث أطلقت أيديهم للتنكيل بالناس، إضافة لبداية نشاط أسامة بن لادن في السعودية و تضليل الشباب وتحريضهم للخروج عن الحكم والدفاع عن الدين من وجهة نظرهم المتطرفة. وعرضت الحلقتان الأخيرتان التخطيط للتفجيرات الانتحارية التي وقعت في مجمعات سكنية في الرياض، وكيفية تجنيد الشباب للانضمام إلى تنظيم القاعدة عبر شخصية سامي بن خالد الطيان، الذي يؤدي دوره الفنان ناصر القصبي والذي يتم القبض عليه بعد التفجيرات. وجسد القصبي في آخر مشهد مشاعر كثير من الآباء الذين كان أبناؤهم ضحية هذا التضليل وغسل الأدمغة، ويكفي إلقاء نظرة على تغريدات الجمهور السعودي لمعرفة مدى عمق الجرح الذي لامسه القصبي في هذا المشهد الذي أشاد به الجمهور.
 
تطرّق المسلسل أيضاً لغزو وتحرير الكويت، حيث استرجع السعوديون ذكريات تلك الفترة، أبرزها دخول قوات التحالف إلى السعودية والخوف من قصف الرئيس العراقي صدام حسين للرياض بالكيماوي وصافرة الإنذار التي كانت تطلق ويذكرها كثير من الذين عاصروا تلك الفترة.

كما عرض بداية دخول الطبق الفضائي أو "الدش" إلى المنازل، حيث سارع كثير من السعوديين لاقتنائه لمتابعة أخبار حرب الخليج الثانية، ورفض الهيئة له لأنه يبث الفسق والفجور والمحرمات، مع توثيق كيف كان يتم إطلاق النار على تلك الصحون اللاقطة للقنوات الفضائية.

وتطرق المسلسل إلى أول تحرك نسائي في الرياض للمطالبة بقيادة المرأة للسيارة في العام 1990 حيث خرجت حينها 25 سيدة سعودية وقدن السيارات في الرياض، وأظهر العمل الخلاف الذي وقع بين رجال الهيئة ورجال الأمن السعودي بعدما أراد رجال الهيئة القبض على النساء، فتصدت الشرطة لهم على اعتبار أنّ القضية أمنية لا علاقة لها بالدين.
 
ومن بين ما عرضه "العاصوف 3" حادثة حقيقية لمطاردة رجال الهيئة لرجل وزوجته بسبب سماعهما أغاني فنان العرب محمد عبده، ما أدى إلى حادث مروع ذهب ضحيته الزوج وبترت يد الزوجة، ولم يتم حينها محاسبة المتسببين من "المطوعين" في الحادثة، وتفاعل كثير من المغردين مع الحادثة التي تعتبر شهيرة ومعروفة.
 
 

ربما لا يكون "العاصوف 3" عملاً درامياً قوياً لناحية حبكته وبنائه الدرامي، لكن يحسب للعمل وللمشرف عليه الفنان ناصر القصبي أنه أرّخ لحقبة مهمة في تاريخ المملكة، وكشف تجاوزات رجال الحسبة وفسادهم واستغلال صفتهم الدينية للبطش والظلم، وإن كان القصبي يعتبر من أوائل الفنانين الذين لم يفوّتوا فرصة لانتقاد هؤلاء وكشف فسادهم في أعماله الكوميدية السابقة كـ "طاش ما طاش" و"سيلفي". ولكن جاء "العاصوف3" ليكشف كثيراً مما خفي على جيل لم يعاصر تلك الفترة المظلمة في حياة السعوديين الذين أطلقوا كثيراً من التغريدات التي تؤكد صدق وحقيقة ما عرضه المسلسل الذي كان يتعرض لانتقادات من قبل المدافعين عن "هيئة الأمر بالمعروف" واتهام القصبي بتزوير التاريخ وتشويه صورة رجال الدين.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم