السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

أمسية كلاسيكية تنثر الأمل في العيد الوطني الدنماركي... السفيرة جول: لبنان بلدي الثاني والتغيير بدأ

المصدر: "النهار"
إسراء حسن
إسراء حسن
أمسية كلاسيكية تنثر الأمل في العيد الوطني الدنماركي (تصوير: حسن عسل).
أمسية كلاسيكية تنثر الأمل في العيد الوطني الدنماركي (تصوير: حسن عسل).
A+ A-
احتفلت سفارة الدنمارك في لبنان بعيدها الوطني، لكنّها قررت أن تحمل هذه المناسبة أبعاداً تعكس جوهر الفكر الدنماركي المتمسّك بالديمقراطية والثقافة وأفضل العلاقات الودّية مع لبنان، فجاء توقيع الحفل مطعّماً بالموسيقى الكلاسيكية الراقية الحاضرة أينما تكون سفيرة الدنمارك ميريتي جول، حيث تجمّع حشد من المثقفين والسياسيين والديبلوماسيين في الكنيسة الإنجيلية في بيروت، وانطلقوا في رحلة أوبرالية نثرت الفرح وسكّنت وجع المواطن اللبناني الحالم بعودة الأحوال إلى صوابها.
 
المناسبة الوطنية حملت في أنغامها رسائل وطنية وإنسانية في ثلاثة عناوين عريضة: العيد الوطني الدنماركي؛ العلاقات بين لبنان والدنمارك؛ وداع السفيرة ميريتي جول التي شارفت مهمّتها في لبنان على الانتهاء. فيما قاد النفس الفنّي الموسيقي السوبرانو اللبنانية ريم ديب والـ "باس باريتون" سيمون داس اللذان قدّما لوحة فنية متكاملة العناصر منسجمة مع المناسبة.
 
استهلّ الحفل بكلمة تعريفية ألقاها جايكوب سيلان فابر في السفارة، تبعها النشيدان الدنماركي واللبناني، ثم كلمة للسفيرة جول التي حرصت على تأكيد متانة العلاقة بين لبنان والدنمارك على صعد كثيرة، مجددة دعوتها الى إجراء إصلاحات في لبنان ومكافحة الفساد ودمج المرأة في الحياة الاجتماعية، لتشارك في صناعة القرار بما يتعلق بالاستحقاقات السياسية.
 
قالت السفيرة جول: "الاحتفال بالعيد الوطني الدنماركي هذا العام يحمل طابعاً خاصاً، ليس فقط لأنّها المرة الأولى التي نجتمع فيها بعد جائحة فيروس كورونا، بل لأنّها الكلمة الأخيرة التي ألقيها بصفتي سفيرة في لبنان مع اقتراب انتهاء مهمّتي هذا الصيف."
وعبّرت عن مواكبتها، منذ تسلّمها مهامها في العام 2018، لما مرّ به لبنان من انهيار اقتصادي مروراً بثورة 17 تشرين في العام 2019 وصولاً إلى انفجار الرابع من آب في العام 2020 وما يواجهه اليوم لبنان من أزمات متلاحقة بعد انحسار وصول المساعدات ودخوله في أزمة اقتصادية وصلت إلى مرحلة التضخم: "تفاجأت بقوّة وعزيمة الشعب اللبناني، وتأثرت بأحلام وأمنيات الشباب في التغيير بشكل كبير، فلا شكّ فيه أنّ هذه السنوات الأخيرة جعلت حياة الكثر صعبة للغاية وصلت إلى معظم اللبنانيين".
 
وتابعت: "لقد خاض لبنان أخيراً الانتخابات النيابية، وانتخب عدد من النواب التغييريين، وبالرغم من أنّ الأمل والتفاؤل منذ الثورة كانا متأرجحين، إلا أنّ نتائج الانتخابات الأخيرة أثبتت أنّ الدفع باتجاه التغيير بات مطلباً"، معلنة أنه "في الأشهر المقبلة، سينجز عدد من الاتفاقيات مع مسؤولين في مجلس النواب والحكومة اللبنانية، وهذا سيكون أول امتحان للجدد. فتجربة بلادي فيما يخص الديمقراطية تجعلني أتطلع إلى آخر التطورات الحاصلة في لبنان والتحديات الجمة، وبات جلياً أنه فقط من خلال تشريع الاصلاحات سيستطيع لبنان أن يبدأ مساراً مزدهراً ومستداماً بالتطور. لقد بدأ التغيير، ووحده الشعب اللبناني يستطيع أن يواجه التحديات التي تخوضها بلاده."
 
 
كما جددت السفيرة في كلمتها وقوف الدنمارك بجانب لبنان: "نحاول أن نقدّم الدعم اللازم حتى يتمكن هذا البلد على تحمل أعباء استضافة اللاجئين وذلك من خلال المساعدات الانمائية، ونعمل مع أطراف آخرين من المجتمع الدولي بما يمكن أن يساعد لبنان في تحقيق الاصلاح والتغيير وإعادة بناء ما دمّر"، مشددة على "محاربة الفساد في المجتمع اللبناني، الذي شكل ظاهرة متفشية في هذا البلد وعلى مدى سنوات، وهو ما أدى إلى اختناق الاقتصاد اللبناني وحدّ من امكانية حصول أي تطور. وترغب الدنمارك في أن يكون لها دور فاعل للدعم في هذا الشق".
 
صوت السفيرة المناصر لحقوق المرأة وتمكينها حاضر في كل مناسبة، ولم تتردد طوال مهمتها في إعلاء الصوت لأجل المرأة: "لقد كانت مهمتي الشخصية المطالبة بالمساواة بين الجنسين وتسليط الضوء على ضرورة اندماج المرأة ليس فقط في الاستحقاق الانتخابي انما في كافة الصعد في المجتمع اللبناني. علينا أن نقر بأن المرأة والشابات هنّ صانعات التغيير الرئيسيات بما يتعلق بالمطالبة بحقوقهن والاستثمار في دراستهن وإعطائهن فرصهن وتمكينهن، إنهن يمتلكن مصدر إمكانيات هائلة."
 
أنهت جول كلمتها الأخيرة في هذه المناسبة بكلمة من القلب إلى القلب عن لبنان: "لقد اخترت لبنان ليكون بلدي الثاني في السنوات الأربع الأخيرة، وانا سعيدة لارتباطي برجل لبناني وقد وضعت هذا البلد في قلبي الذي سيبقى قريباً مني ولن تبعدني عنه سوى رحلة جوية قصيرة."
 
 
النقلة الفنية جاءت متناغمة مع روح السفيرة، تولّى قيادتها كل من ريم ديب وسيمون داس، فصدح صوتهما الأوبرالي لأجل الفرح والسلام.
تعبّر ديب لـ"النهار" عن فخرها كلبنانية بتمثيل بلادها في المناسبات التي تحمل البعدين الديبلوماسي والثقافي معاً: "نمثّل بلدنا، نمثّل الثقافة، لقد قدّمنا في الحفل تناغماً موسيقياً غنائياً لنؤكد أهمية الموسيقى في تقريب الشعوب، حاولنا أن ننسى همومنا، وقد كان تعاوناً مرهفاً مع سيمون داس الذي قدم من دار الأوبرا الملكي الدنماركي كي يشارك في هذه المناسبة".
 
وتقول: "لقد تعرّف الحضور من خلال سيمون داس على المؤلفين الدنماركيين والموسيقى الكلاسيكية لهذا البلد من خلال المختارات التي قدّمها، إضافة إلى الديو الذي قدّمناه سوياً للمؤلف موتسارت في "The Marriage of Figaro" و "Don Giovanni"، فجسدنا مشهدية بقالب فني ومسرحي".
تلفت ديب إلى أدق التفاصيل التي تنبّه إليها المنظمون في السفارة، بدءاً من النشيدين الوطني الدنماركي واللبناني، إذ كان الحرص على مشاركة الجميع في غنائهما كرمزية العلاقات بين لبنان والدنمارك، إضافة إلى انتقاء "Blossom like a garden of roses" للمؤلف الموسيقي هارتمان لتكون مهداة للبنان.
هي لوحة متكاملة أحبّت ديب من خلال مشاركتها أن تتوجّها بأدائها "March with me" الداعية للحرية والسلام: "اخترت أداءها لأؤكد أننا سنخرج من محنتنا، أردت أن أوصل هذا الصوت وهذه الأمنية".
 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم