عمرو دياب في عيده الـ59: النجم الذي كسر كلاسيكيات الثمانينات

ربما لم يخطر في بال النجم المصري عمرو دياب في بداياته الفنية، أنّه سيكون حالة خاصة ومختلفة ومميزة في عالم الفنّ، وأنّه سيتربّع على عرش النجومية لأكثر من 30 سنة، وسيبقى محافظًا على بريقه ونجوميته بالخط التصاعدي نفسه، وأن يصبح مثالًا يحتذى به بين أبناء جيله والأجيال التالية، وأن يكون قدوة لهم بأسلوبه في ارتداء الملابس وتسريحة الشعر عدا عن أغنياته، التي ارتبطت بذاكرة ثلاثة أجيال متتالية ويعتبر صدور ألبومه حدثاً فنياً كل عام.

عمرو دياب منذ ظهوره أواخر الثمانينات، حطّم قوالب كلاسيكية سائدة عدة، وسط انتقادات كانت تلاحقه وفي وقت لم يكن التغيير يلقى ترحيباً في الاوساط الصحافية والشعبية، لكنّه تمسك بالتغير الجذري سواء في موسيقاه او إطلالته واغلفة البوماته، ليصبح عمرو دياب مع الوقت أيقونة لاجيال في الموضة، وقدوة لجيل من المغنين الشباب في مصر، وكان في التسيعينات زعيم الاغنية الشبابية كما كان يطلق عليها في ذلك الوقت.


من البدلة الرسمية إلى الشورت

يعتبر عمرو دياب أول من كسر كلاسيكيات ظهور المطرب على المسرح، التي كانت ميزتها الوقار والهيبة، فابتعد من الرسميات في إطلالاته على المسرح، فكان أول فنان عربي يحيي حفلة مرتديًا بدلة رياضية، مطيحاً بالبدلة الرسمية وربطة العنق، ولم يكتفِ بذلك، بل كان أول من ارتدى "الشورت" على المسرح في ضربة أخرى لكلاسيكيات الثمانينات، واستمرت معه هذه العادة حتى اليوم في حفلاته الصيفية، وقلّده كثير من النجوم في ذلك.



إضافة إلى أنّه أول من بدأ بالقفز والتراقص على المسرح في وقت كانت لا تزال صورة عبد الحليم حافظ ببدلته الأنيقة وثباته على المسرح هي العالقة في الأذهان، واعتبر حينها أن عمرو دياب حالة موقتة سرعان ما ستنتهي، لكنه لم ينته.

لم تكن إطلالة عمرو على المسرح هي الخارجة على المألوف، وتثير ضجة حوله، بل أيضاً أغلفة البوماته، فهو كان أول فنان ظهر مرتديًا "الجينز" النازل عن الخصر على غلاف ألبومه "وياه"، والذي أظهر جزءًا من ملابسه الداخلية، وأثار ضجة كبيرة حينها، اما في غلاف "الليلة دي" فقد ظهر عاري الصدر ويضع قلادة في رقبته، وكانت هذه أول مرة يطل فيها فنان عربي على غلاف ألبوم وهو نصف عارٍ، لتوجّه له انتقادات وقتها بمخالفة العادات والتقاليد.