الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

"الجابريّة الرحلة 422" يشعل الجدل والكويت تتحرّك... الحلقات لم تحذف بعد

المصدر: "النهار"
بوستر العمل الوثائقيّ "الجابريّة الرحلة 422"
بوستر العمل الوثائقيّ "الجابريّة الرحلة 422"
A+ A-
عمل آخر دخل في دوّامة "الجدل"، عُرض عدد من حلقاته عبر منصّة "شاهد"، وحمل عنوان "الجابريّة الرحلة 422"، أثار غضب مغرّدين ودفع بوزارة الإعلام الكويتية إلى إصدار بيان حازم، طالبت فيه باتّخاذ الإجراءات اللازمة ضدّ الممثّلين الكويتيين المشاركين فيه، فلماذا أثار هذا المسلسل كلّ هذا الجدل وأشعل نار الغضب؟

يقدّم الوثائقيّ أحداث اختطاف رحلة طائرة الخطوط الجوية الكويتية رقم 422 في عام 1988، دامت 16 يوماً، إذ تشير منصّة "شاهد" إلى "تقديم قصّة لم تروَ، عن بداية الأحداث الإرهابية في الكويت في حقبة الثمانينيات، وتُجرى لقاءات حصريّة متنوّعة، ويكشف النقاب لأوّل مرّة عن تفاصيلها، وكيف تمّ التعامل معها".
 
كما يظهر أكثر من تنويه في بداية حلقات العمل جاء فيه: "ونظراً إلى أنّ بعض الجماعات الإرهابيّة المسؤولة عن تلك الجرائم المروّعة لا تزال طليقة تمارس نشاطها الإرهابيّ من دون محاسبة، فقد رفض بعض الشخصيات الظهور في العمل. ووافق البعض الآخر على الظهور لتوثيق تلك الأحداث، لتكون درساً يستفيد منه كلّ باحث عن حقيقة ما جرى".
العمل الوثائقيّ من إخراج آشلي بيرس مؤلّف من ستّ حلقات، ويجمع ممثلين كويتيّين ولبنانيّين، وقد جاء حصيلة بحث ثمانية عشر عاماً، حيث تمّ تصوير لقاءات الضيوف خلال الفترة من العام 2003 وحتى العام 2020، وفق ما يشير صنّاعه.
 
عن رحلة اختطاف الجابريّة
الخطوط الجويّة الكويتيّة الرحلة 422.  اختطاف الجابريّة هو حادث اختطاف طائرة تمّ في 5 نيسان 1988، حيث كانت الطائرة تحلّق في الأجواء العمانيّة متّجهة إلى الكويت، آتية من مطار بانكوك في تايلند، ما أدّى إلى أزمة الرهائن التي استمرّت 16 يوماً. 
 
نفّذ عمليّة الاختطاف عدد من المقاتلين اللبنانيّين الذين طالبوا بالإفراج عن 17 سجيناً شيعيّاً محتجزاً لدى الكويت، لدورهم في تفجيرات الكويت عام 1983. ويشار الى أن قيادي "حزب الله" عماد مغنية كان من بين الذين نفذوا العملية. وقضى مغنية لاحقاً في عملية تفجير بدمشق، يعتقد أن الموساد الاسرائيلي نفذها.
أثناء الحادث، أُجبرت الرحلة في البداية على الهبوط في إيران، وسافرت من مدينة مشهد في شمال شرق إيران إلى لارنكا، قبرص، وأخيراً إلى الجزائر.

أرسلت حينها الكويت مسؤولين للتفاوض مع المجموعة، لكنّ المحادثات كانت محبطة. قُتل اثنان من الرهائن خلال الحصار، قبل انتهائه في الجزائر في 20 نيسان. وسمح للخاطفين بالخروج من الجزائر.
 
ردود الفعل تجاه الوثائقيّ
وقد رأى المعارضون للعمل الوثائقيّ أنّه "يزوّر التاريخ ويشوّه الرموز الكويتيّة"، فشنّ عدد كبير من الكويتيّين حملة ضدّه، مطالبين بالتدخّل لوقف عرضه.
 
فيما رأت شريحة من المغرّدين أنّ هذا العمل يقصّ حادثة حصلت وأحداثها معروفة على الملأ.
 
وزارة الإعلام الكويتيّة تتحرّك
الضجّة التي أحدثها المسلسل، دفعت وزارة الإعلام الكويتيّة إلى التحرّك الفوريّ، فنشرت بياناً عبّرت فيه عن استيائها ممّا جاء في العمل، والذي تمّ خلاله "التطرّق إلى رموز الدولة ومواطنيها"، معتبرة أنّ مثل هذه الأعمال "مرفوضة شكلاً ومضموناً".
 
وأعلنت الوزارة عن تواصلها مع كافّة المسؤولين في الجهات المعنيّة لإبداء "الاستياء من العمل" وتأكيد "ضرورة إيقاف بثّه على المنصّة"، عملاً بالموقف الخليجيّ والمواثيق المشتركة في هذا الخصوص، لافتة إلى أنّها "بدأت في الإجراءات القانونيّة تجاه طاقم العمل الكويتيّ المشارك في المسلسل".

كما دعت المنتجين والمؤلفين والفنّانين إلى "وضع احترام سيادة الدولة الخليجيّة ومكوّناتها نصب أعينهم، خلال إنتاجهم أعمالَهم الدرامية، والابتعاد عمّا قد يكون سبباً في ضرب الوحدة الخليجيّة، وتعكير صفو العلاقات الأخويّة المتجذّرة".
 
ثمّ أصدرت الوزارة بياناً ثانياً أشادت فيه بتجاوب المنصّة مع طلبها بإلغاء عرض العمل، فجاء فيه: "ثمّنت وزارة الإعلام تجاوب المسؤولين في إحدى المنصّات الخليجيّة مع مطالباتها بإلغاء عرض أحد الأعمال الدراميّة المعروضة فيها والذي يعتبر إساءة إلى رموز الكويت ومواطنيها".

وتابعت الوزارة: "إنّ مثل هذا التجاوب يعكس متانة العلاقات الخليجية المتأصّلة، وحجم التعاون والتفاهم بين المسؤولين القائمين على المؤسّسات الإعلاميّة في دول الخليج"، مؤكّدة "سعيها الداعم إلى تعزيز التعاون المشترك بين هذه المؤسّسات، بما يعود بالنفع على بلداننا ومواطنينا على الصعد كافّة".
"شاهد" تغرّد العمل
 
وعلى رغم ما صدر عن وزارة الإعلام، فإنّ العمل لم يتمّ حذفه، وهو لا يزال موجوداً على المنصّة بحلقات أربع. أمّا التغيير الذي لوحظ، فتمثّل بتعديل عنوان العمل الوثائقيّ ليصبح "كاظمة والجابريّة - أيّام الرعب"، فيما لم يصدر عن منصّة "شاهد" أيّ بيان توضيحيّ.
 
كما أعاد الحساب الرسميّ للمنصّة عبر "تويتر" تغريد العنوان الجديد للمسلسل، مرفقاً بتعليق جاء فيه: "وثائقيّ يعرض أحداثاً لم تُروَ بعد عن حادثتي اختطاف الطائرتين الكويتيّتين كاظمة والجابريّة".
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم