النهار

النهار

"بين السطور" حالة دراميّة شغلت الجمهور... مُخرجه ومُؤلفته يكشفان لـ"النهار" تفاصيل صناعتها
شيماء مصطفى
شيماء مصطفى
المصدر: "النهار"
"بين السطور" حالة دراميّة شغلت الجمهور... مُخرجه ومُؤلفته يكشفان لـ"النهار" تفاصيل صناعتها
مسلسل بين السطور
A+   A-
"بين السطور" هو عنوان المسلسل المصري الجديد للفنانة الأردنية صبا مبارك، والذي تتعاون فيه مع عدد كبير من الفنانين في مقدمتهم أحمد فهمي ومحمد علاء، وبالتزامن مع عرض أولى حلقاته، نجح في أن يثير حالة من الجدل عبر مواقع التواصل، ويتساءل الجمهور عن تفاصيله ومواعيد عرضه، ليتعمقوا بعد ذلك في متابعتهم أحداثه، ويتبادلوا الحديث حول الشخصيات ويحاولوا التنبؤ بما سيحدث خلال الحلقات الحديدة.
 
صبا مبارك، تلعب خلال المسلسل شخصية مقدمة برامج تُدعى هند سالم، متزوجة من محامٍ - أحمد فهمي- تنجح في إجراء مقابلة مع لاعب رماية مصري أميركي، ويجسد شخصيته محمد علاء، على الرغم من رفضه إجراء أي مقابلات إعلامية، لكن نظراً لعلاقة حب قديمة بينهما يقبل بمحاورتها له، ويكتشفان أنه رغم مرور سنوات على فراقهما وزواج كل منهما بآخر، لكن مشاعرهما تجاه بعضهما لا تزال حيّة، وعقب إتمام تلك المقابلة، يتعرض لحادث يودي بحياته، وتشير أصابع الاتهام إلى تورطها في تدبير الحادث وأنه ليس قضاء وقدراً.

المسلسل يعتمد على واحدة من أصعب طرق السرد السينمائي والدرامي وهي "الفلاش باك"، فأثناء التحقيق مع صبا، تسترجع ذكرياتها مع القتيل، وتفاصيل حياتها الخاصّة، ما يضع المشاهد أمام وجبة درامية متنوعة ما بين الاجتماعي والرومنسي والبوليسي.
 

خلطة صناعة المسلسل... بداية الفكرة

المسلسل هو معالجة درامية لمسلسل كوري، صنعتها الكاتبة المصرية نجلاء الحديني، التي تألقت الفترة الأخيرة بالعديد من الأعمال الدرامية، فكشفت خلال حديث خاص لـ"النهار" عن أنها أعجبت بالفكرة، وصنعت منه عملاً فنياً مصرياً خالصاً بامتياز، فلم يشعر المشاهد بأن أحداثه وقصته منتمية لثقافة أخرى غير ثقافته، وهذا كان التحدي الكبير أمامها، وعن خلطتها السحرية التي استخدمتها قالت إنها أضفت بعض التوسعات والخبرات الحياتية على الشخصيات والأحداث، كي تتناسب مع طبيعة المتلقي العربي، وبالتالي يشعر بأنه أمام أحداث حقيقة من الوارد أن تحدث في المجتمع.

ومن ناحية مخرج المسلسل وائل فرج، الذي كانت له تجارب سابقة مع اقتباس أفكار أجنبية وتحويلها مسلسلاً مصرياً من بينها "الآنسة فرح"، تحدث إلينا عن بداية الفكرة، إذ أوضح أن الجهة المنتجة تواصلت معه وعرضت عليه النسخة الأولى التي أعدتها الحديني، وانجذب نحوها بشكل أثار استفزازه، فالقصة تحمل العديد من الصراعات والأحداث وتشابكاً كبيراً في العلاقات، ما يتيح له الفرصة بأن يستعرض إمكانياته كمخرج له موهبته المميزة.
 

كشف أيضاً عن أن من بين العناصر التي حمسته لقبول العمل، هو اختيار شركة الإنتاج للفنانة صبا مبارك، فكان يرغب في التعاون معها لموهبتها الفنية الكبيرة، ورغبته في صناعة حالة فنية مختلفة لها، كما شعر أيضاً بأن الشخصية وكأنها صُنعت لها بهيئتها وحضورها الجذاب على الشاشة.

ما يميز "بين السطور"

أوضح المخرج أنه أخرج مسلسلات معرّبة لكن تم تحويلها من عمل أجنبي إلى مصري شرقي، لكن ما حدث في "بين السطور" يُعد مختلفاً ومميزاً، حيث تم اقتباس الفكرة فقط، لكن مع إضافة وحذف تفاصيل جديدة ومعالجتها بشكل مختلف، فنشعر كأننا أمام عمل جديد يعرض للمرة الأولى على الشاشة.
 


"الفلاش بلاك"... الرهان الصعب

الحديني، أوضحت أنها أثناء كتابة هذه النوعية من المشاهد كانت تتعامل بدقة وحذر شديدين، حتى لا تتسبب في تشتيت انتباه المشاهد، إذ حرصت على اختيار أماكن هذه المشاهد بطريقة صحيحة لتحقيق هدفين الأول عدم تعطيل تدفق الأحداث والثاني هو خلق حالة شعورية بين الجمهور وما يعرض أمامه.

أما وائل فرج، فأكد أنه تعمّد أن يكون السرد بطريقة الفلاش باك، لخطف انتباه المشاهد، وتحويل دوره من متفرج متلقٍّ فقط إلى عنصر فعّال في العمل، فيشغل عقله باستمرار، ويربط بين الأحداث، كما أن هذه الطريقة تطلب أن يصب المشاهد تركيزه بشكل كامل أثناء المتابعة، وعلى الرغم من توقعه انزعاج البعض من هذه الطريقة إلا أنهم بدأوا ينجذبون نحوها.
 

ثلاثون حلقة... أم أقل؟

الحديني، أكدت أنّ العمل به العديد من الأحداث والصراعات المتشابكة ما بين الخط البوليسي وخطوط علاقات الشخصيات التي تتقاطع مع بعضها بعضاً وكأنه قطع متناثرة كما قمنا بتركيب قطعة بجوار أخرى تتكون الصورة بشكل أوضح.

أمّا وائل فرج، فطالب الجمهور بعدم الحكم على على العمل إلا بعد انتهاء الثلاثين حلقة، لأن الرد على هذا الاقتراح سيكون من خلال الأحداث التي سيكتشفون أنّ عدد الحلقات مناسب تماماً لضخامة الأحداث.