الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

إليان الحاج تروي لـ"النهار" رحلة مواجهتها كورونا: أحصي المرات التي أتنفّس فيها

المصدر: "النهار"
إسراء حسن
إسراء حسن
الزميلة إليان الحاج.
الزميلة إليان الحاج.
A+ A-
أجرت الزميلة إليان الحاج فحص PCR، كاجراء روتيني قبل مغادرتها لبنان متوجهة إلى مصر لحضور فعاليات مهرجان الجونة السينمائي، وكانت النتيجة ايجابية، لتدخل بعدها في رحلة العلاج من كورونا. 
 
أتت النتيجة خارج توقعات الحاج التي توضح لـ"النهار": "بدأتُ أشعر بالعوارض تزامناً مع اكتشاف نتيجة الفحص، ولا زلت في مرحلة المواجهة الأولى لعوارض الفيروس، ولا أخفي أن الأيام الثلاثة الأولى كانت صعبة جداً من الناحية النفسية أكثر من الجسدية".
 
ما أثار استغراب الحاج أنها أصيبت بالفيروس في المرحلة الأقل نشاطاً مقارنة بمرحلة العمل التي سبقتها. ففي بداية مرحلة انتشار الفيروس كانت موجودة خارج لبنان، تتابع عملها في مواقع تصوير مختلفة لعدد من المسلسلات، وكانت أكثر عرضة للاصابة بالفيروس من هذه المرحلة التي كانت فيها أقل حركة على الصعيد المهني، وتؤكد أنّها لا تعلم حتى الساعة كيف أصيبت: "الأشخاص الذين أقابلهم لا يتخطوا عدد أصابع اليد الواحدة".
 
مشاعر مختلفة راودت الحاج في المرحلة الأولى: "لم أذق طعم النوم في الليالي الثلاث الأولى. لم يكن الأمر بسبب الضيق في التنفّس أو الوجع فحسب، بل هي فكرة الإصابة بالفيروس تعيد إلى الأذهان أرقام المتوفين هذا العام، فالأمر مقلق ويسيطر الخوف على يومياتي. خفت على نفسي وعلى عائلتي والأشخاص الذين خالطّهم، خفت أن أكون سبباً في تعريض حياتهم للخطر".
 
انتشار هذا الوباء فرض تغييرات جذرية على العالم وعلى حياة كل فرد. وعلى الرغم من كل السوداوية التي أحاطت هذه الفيروس الذي حصد وما زال يحصد آلاف الارواح، بقيت الحاج مصرّة على البحث عن الدرس وراء هذه الجائحة حتى لو كانت "مفتعلة". توضح: "اليوم وبعد إصابتي بالفيروس، أرى أنّه علمنى أن أثق بطاقتي، إذ لفت نظري إلى أنّ أصعب الظروف في الحياة نختبرها ونعيشها وحدنا على الرغم من وجود عشرات الأشخاص حولنا. لقد منعنا هذا الفيروس من أبسط الأمور كالمصافحة أو أن نحتضن شخصاً نحبه. أي حرمنا تبادل طاقتنا وهو أمر أساسي للشعور بالآخر".
 
حجرت الحاج نفسها في المنزل: "موجودة في منزلي لوحدي ولا أريد أن تمرّ هذا التجربة مرور الكرام.  أحاول تخطّي الألم والخوف، وأشدد كثيراً على كلمة خوف. أراقب العوارض الغريبة التي سمعت عنها طوال الفترة التي مضت من دون التفكير بها. أنا اليوم أختبرها. ليس سهلاً ان تشعر بكل نفس تأخذه. أصبحت أحسب عدد المرات التي أتنفّس فيها، بسبب المجهود والالم. فقدت حاسة الشم والتذوّق وباتت هذه التفاصيل المجانية في يومياتي مهمة".
 
وجّهت الحاج تحيّة لزميلها فراس حليمة الموجود في المستشفى بعد إصابته بفيروس كورونا: "تبلّغت بدخول الغالي فراس حليمة المستشفى في اللحظة التي تلقيت فيها نبأ إصابتي بالفيروس. بكيت كثيراً. اتمنى له الصحة، وأقول لكل شخص يمرّ بالتجربة نفسها أن يثق بقوته الداخلية ويغلب الخوف ليتمكن من العبور".
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم