السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

هل يستجيب الجسم بالطريقة نفسها بين الإصابة الطبيعية والتلقيح؟

المصدر: النهار
بين الإصابة والتلقيح ما هي المناعة الأفضل؟
بين الإصابة والتلقيح ما هي المناعة الأفضل؟
A+ A-
هل تستجيب أجسامنا بالطريقة نفسها بعد الإصابة بالفيروس أو عند تلقّي جرعات من اللقاح؟ هل تكون المناعة الطبيعية بعد الإصابة أقوى من المناعة المكتسبة بعد التلقيح؟
 
تعود هذه الأسئلة من جديد إلى الواجهة خصوصاً بعد الإصابة مرة أخرى بالفيروس، سواء عند الأشخاص الذين أصيبوا سابقاً أو عند الملقّحين بعد تعرّضهم للفيروس.
نحن أمام تساؤلات كثيرة وآراء متباينة حول هذه المناعة ومدّتها وفاعليّتها. فبينما أظهرت بعض الدراسات أن مناعة التلقيح أقوى وتدوم لمدّة أطول من المناعة الطبيعية، أشارت دراسات أخرى إلى أن المناعة الطبيعيّة المكتسبة بعد الإصابة بالفيروس قد تكون أقوى من اللقاح. وبقدر المناعة التي تتمتّع بها المناعة الطبيعية، يبقى السؤال الأهمّ ما هي المتانة مقارنة بمتانة اللقاح؟

فقد كشفت الـCDC في وقت سابق تقريراً علميّاً مفصّلاً مفنّدة مراجع ودراسات عمليّة عديدة (90 دراسة تقريباً) أن كلّاً من المناعة المكتسبة من التطعيم أو من الإصابة الطبيعية تدوم على الأقلّ لمدّة ستة أشهر، إلا ان #مناعة التطعيم توفّر أجساماً مضادّة أكثر، وحماية أكبر عند الأشخاص الذين أصيبوا سابقاً.
 
في المقابل، أظهرت نتائج دراسة طبيّة أن القدرة المناعيّة التي طوّرها المصابون سابقاً بمتحوّرة دلتا كانت أقوى من المناعة المكتسبة التي حصل عليها أولئك الذين تمّ تطعيمهم في الولايات المتحدة. وشملت الدراسة مصابي كوفيد-19 في ولايتي نيويورك وكاليفورنيا بين 30 أيار و 30 تشرين الثاني 2021.
 
وفي هذا الصدد، تشرح الأستاذة في علم الفيروسات في مستشفى جامعة ليون، وعضو المجلس العلمي، لينا برونو، فقتول إننا "نعرف جيّداً أن الإصابة بالفيروس تسمح بتطوير أجسام مضادّة ضدّ الفيروس قادرة على حمايتنا من عدوى أخرى لبعض الوقت، ولكن هل تكون هذه المناعة الطبيعية أقوى من تلك المكتسبة من التلقيح الكامل؟"، ثم تُجيب بالقول: "قبل كلّ شيء، علينا أن نعترف أن كلا المناعتين تحميان من دون شك، ولكن لا يمكن المقارنة بينهما لأننا لا نتحدّث عن الشيء نفسه"، وفق ما نشر موقع topsante.
 
 
ما فائدة المناعة المكتسبة من التلقيح؟
باختصار، وفق قول برونو، "يمكن متابعته طبيّاً لأننا نعرف متى وأين حصل على الجرعة، وكيف كوّن مناعته. على سبيل المثال: تُظهر البيانات مع متحوّر أوميكرون أنه بعد مرور شهرين على الجرعة الثالثة تحصل على حماية عالية بنسبة 90% لمختلف الأعمار ضدّ الإصابة الشديدة وبين 70-80% ضد العدوى.
 
ومع ذلك، تنخفض هذه الحماية مع مرور الوقت بشكل تدريجيّ، خصوصاً بمسألة العدوى حيث تنخفض الحماية إلى 60-70% بعد مرور 4 أشهر، ولكن تبقى الحماية من الإصابة بمرض شديد أكبر مؤمنة بنسبة 85-90%".

المناعة الطبيعية مرتبطة بحدة الإصابة؟

إذا كانت مستويات الحماية المكتسبة من الإصابة الطبيعية ضدّ الأشكال الحادّة شبيهة بالمناعة المكتسبة بعد التلقيح، فإن جودة المناعة ضد عدوى جديدة تعتمد على حدة العوارض التي تظهر على الشخص. وعليه، إذا كانت الإصابة خفيفة فستكون المناعة المكتسبة أقلّ من الأشخاص الذين عانوا من عوارض شديدة أو اضطرّوا إلى دخول المستشفى.
 
لذلك وجد العلماء أن الأشخاص الذين أصيبوا بعوارض خفيفة نتيجة الإصابة بالفيروس كانوا عرضة للإصابة مرّة ثانية في الموجة التالية، لأنّه من النادر الإصابة بالعدوى مرّة ثانية في الموجة نفسها. لكن ما نعرفه حتى السّاعة أن المناعة المكتسبة من اللقاح قلّلت جداً من نسبة الوفيات ومن الإصابة بعوارض شديدة، وهذا ما يُفسّر فائدة المناعة المكتسبة من التلقيح على الصعيد الشخصيّ والمجتمعيّ.

 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم