الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

ممرضة في مستشفى مشغرة أنقذت مريضاً من الموت: قمتُ بواجبي وأصبت بالعدوى... والوباء ليس كذبة!

المصدر: النهار
ليلي جرجس
ليلي جرجس
الممرضة مروى عباس بيز
الممرضة مروى عباس بيز
A+ A-
 
لم يكن مستشفى مشغرة مهيأً بما يكفي لعلاج مرضى كوفيد-19 في العناية الفائقة، يواجه بإمكانياته المحدودة هذا الوباء، ولكن ما جرى في أروقته يكشف عن أوجه أخرى غير مكتوبة في كتب الطب والنظريات. لم تسأل الممرضة مروى عباس بيز عن نفسها، لم تفكر بكل الأخطار التي ستدفع ثمنها لاحقاً. كل ما كان يهمها إنقاذ المريض من الموت بعد ما ساءت حالته كثيراً. إنهم الجنود البيض الذين يقفون في الخطوط الأمامية في معركة كورونا، دفع بعضهم حياته ثمناً لتفانيه برسالته الإنسانية. لا يمكن أن ننسى الشهيد الأول الطبيب لؤي اسماعيل والممرضة زينب حيدر اللذين توفيا نتيجة اصابتهما بالفيروس بعد انقاذهما مرضى كورونا في المستشفى.
 
كانت مروى في مناوبتها عندما عانى أحد مرضى كورونا من مضاعفات صحية، كان وضعه صعباً ويصارع الموت. لم تفكر في شيء سوى إنقاذه، دخلت إلى غرفته وحاولت جاهدة مع زملائها ضخ الأوكسجين في رئتيه وإسعافه.
 
تروي مروى لـ"النهار" تفاصيل ما جرى معها منذ أسبوع قائلةً، "لا يوجد في المستشفى غرف عناية فائقة خاصة بمرضى كورونا، ولكن نتيجة تدهور حالة مريضين قدما إلى مستشفى مشغرة الحكومي بعد رفض المستشفيات الأخرى استقبالهما، وبعد ان كانت حالة أحد المرضى مستقرة، عانى فجأة من تدهور سريع في حالته ولم يعدّ يستطيع التنفس وانخفضت نسبة الأوكسجين بسرعة. وفي العادة نرتدي الزي الخاص لكورونا في مناوبتنا حتى نكون على جهوزية عند أي حالة طارئة".
 
"دخلتُ إلى غرفته مع زميلين لي في القسم التمريضي، ووضعناه على جهاز الإنعاش وقمتُ بالضغط على ظهره حتى نساعده في السعال والتنفس بطريقة صحيحة. بقينا في غرفته حوالى 9 ساعات، إلا انه بسبب عدم وجود ضغط سلبي للغرفة إلتقطتُ العدوى منه قبل أن أكتشف ذلك بعد يومين. كنتُ ارتدي ماسك N95 والكفوف والثياب ولكني لم أكن أرتدي القناع الذي نرتديه فوق الماسك على الوجه لتأمين حماية أكبر".
 
تتابع مروى، "بعد يومين، بدأت تظهر علي بعض العوارض، علمتُ فوراً أنني مصابة بالفيروس واتخذت احتياطاتي كاملة إلى حين صدور النتيجة. كنتُ أعاني من حرارة في الجسم وسعالاً وألماً في الرأس والحنجرة، وفي اليوم التالي جاءت نتيجة فحصي إيجابية. اليوم أحجر نفسي في المنزل وكما أتعامل مع مرضى كوفيد في المستشفى، علمتُ والديّ كيفية التعامل معي. أما بالنسبة إلى المريضن فقد تحسنت حالته، ونسبة الأوكسجين في جسمه في تحسن أيضاً".
 
برأي مروى، "ما يهمني أنني قمتُ بواجبي وضميري مرتاح، ولأنني ساعدتُ مريضاً، الله لم يتركني، ولذلك لا أعاني من عوارض قوية نتيجة الفيروس. ما نواجهه اليوم هو خطر من الأخطار التي يتعرض لها الطاقم الطبي والتمريضي ليس فقط في كورونا وانما في أمراض أخرى. ومن المهم أن يحافظ مريض الكورونا الذي يكون معزولاً لأيام على قوته ومعنوياته، لأن العامل النفسي يؤدي دوراً كبير في محاربة الفيروس. ولقد لمست ذلك مع أكثر من مريض كانوا يسترجعون قوتهم لمحاربة الفيروس".
 
وتختم بالقول: "لكل من لا يصدق أن الفيروس موجود وهو مجرد كذبة، أقول له إن الفيروس خطير ونحن نرى المرضى كيف يحاربون للبقاء على قيد الحياة، ونخسر بعضهم نتيجة مضاعفات الفيروس خصوصاً الذين يعانون من أمراض مزمنة. الوقاية واجب والمسألة لا تحتاج سوى إلى ارتداء كمامة والانتباه. خسارة من تحب موجعة وقاسية، ولن تعرف صعوبة ما تمرّ به إلا بعد أن تمرّ بتجربة الموت والحداد، ارتدوا الكمامة واحموا أنفسكم ومن تحبون، فالفيروس لا ينتظر!".
 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم