الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

أوميكرون ينتشر في لبنان... هل إقفال البلاد ضروري؟

المصدر: النهار
كارين اليان
كارين اليان
من أرشيف "النهار".
من أرشيف "النهار".
A+ A-

مع تسجيل عشرات الإصابات بمتحوّر أوميكرون السريع الانتشار، يعود إلى الواجهة سيناريو العام الماضي، حين تزايدت الضغوط على القطاع الطبيّ في مختلف الدول، وبشكل خاص في لبنان، حيث تخطّت المستشفيات قدراتها الاستيعابيّة، وباتت عاجزة عن استقبال أعداد المرضى المتزايدة. احتمال إقفال البلاد مطروح اليوم، ويكثر الحديث عنه في الأسبوعين الأخيرين في مواجهة هذ الخطر الجديد، إنّما لا يخفى على أحدٍ أنه لا يخلو من التداعيات على مخلتف الأصعدة، ولا بدّ من أن تكون هذه الخطوة محاطة بكافة التدابير اللازمة، إن اتُخذت.

 
حول موضوع الإقفال والوضع الحالي في البلاد مع انتشار متحوّر أوميكرون، تحدّثت رئيسة قسم الأمراض الجرثومية في المركز الطبي للجامعة اللبنانية الأميركية - مستشفى رزق الدكتورة رولا حصني سماحة، مشيرةً إلى أن إقفال البلاد ليس أوّل الحلول المطروحة في المرحلة الحالية.
 


كيف يُمكن تقويم الوضع الحالي لجهة معدّلات الإصابة بفيروس كورونا في البلاد؟
 
يبدو واضحاً أنه بعد مرحلة السيطرة على الوباء والانخفاض في معدّل الإصابات في الأشهر الماضية، نشهد ارتفاعاً غير مسبوق في معدّلات الإصابة، التي تُقارب 2000 إصابة يومياً، وهي زيادة كبيرة وسريعة. أما الأسباب فعديدة - بحسب سماحة - وفي مقدّمتها عدم التزام المواطنين بالإجراءات الوقائية، لا بل التهاون التامّ باستخدام الكمامة، والاكتظاظ والمخالطة في أماكن العمل ووسائط النقل وخلال المناسبات...
 
من جهة أخرى، قد يكون معدّل انتشار أوميكرون في البلاد أعلى ممّا يجري الحديث عنه. فبطبيعة الحال، لا يجرى الفحص الخاصّ للكشف عن المتحوّر لكلّ مصاب إنما للوافدين عبر المطار فقط، خصوصاً أن أوميكرون سريع الانتشار. وتماماً كما حصل مع دلتا، ما دام المتحور الجديد قد دخل إلى البلاد، فمن المتوقّع أن تُصبح الإصابات كافة بسبب متحور أوميكرون.
 
 
 

هل الإصابات بأوميكرون في لبنان تُصنّف خطيرة؟

حتى اللحظة تعتبر الإصابات بأوميكرون عموماً بسيطة، وتقتصر على زكام خفيف، ولا تتجاوز الألم في الحنجرة. فلا تسجّل حالات التهاب رئويّ كما في سلالات كورونا السّابقة، بالرغم من أن أوميكرون سريع الانتشار فعلاً. وبالتالي، تعتبر سماحة أن هذا الواقع ذو ميزة إيجابية ومطمئنة. أمّا على صعيد وضع المسستشفى ومعدّل الإشغال، فصحيح أن الطابق ليس ممتلئاً بشكل تام، إلا انه يمتلئ، وما أن يخرج مريض حتى يأتي آخر محلّه؛ فالإشغال يحصل حالياً بوتيرة سريعة. والأسوأ أن أسرّة العناية الفائقة تكاد تكون ممتلئة بسبب زيادة الإصابات الخطيرة، لا لأن الإصابات خطيرة في الأصل، بل لأن المرضى يحضرون إلى المستشفى بعد أن تكون الحالة قد بلغت مستويات متقدّمة، بعكس ما كان يحصل في السابق، حين كان المريض يحضر خلال الأيام الخمسة الأولى من الإصابة. وقد يكون الوضع المعيشي المتأزم السبب وراء هذا التأخير في الحضور إلى المستشفى.

من جهة أخرى، تصرّح سماحة بأن معظم المرضى الذين في المستشفى هم من غير الملقّحين أو أنهم يعانون نقصاً في المناعة بسبب الإصابة بالسرطان أو بسبب زرع كلية أو لأسباب أخرى تؤدي إلى نقص المناعة.

 

ما الإجراءات التي من المفترض اتخاذها اليوم مع انتشار متحور أوميكرون في البلاد؟

يعتبر التوسع في حملة التلقيح الإجراء الأساسي والأول، الذي من المفترض اللجوء إليه في البلاد. فلا يجب تخصيص فئات معينة لتلقي اللقاح، بل يجب أن تطال عملية التلقيح كافة الراغبين بتلقّيه عن طريق الـwalk in أو بأية حملات يمكن اللجوء إليها لتلقيح أكبر عدد ممكن من المواطنين، علماً بأنه يتوافر حالياً في لبنان 6 ملايين جرعة، يمكن أن تُعطى لأيّ كان، سواء لمن تلقّى الجرعة الأولى أو الثانية أو الثالثة، إذا توافرت الشروط التي تسمح بذلك.

 

يُشار إلى أن نسبة الملقّحين بلغت 35 في المئة، ومن تلقحوا جزيئاً بلغت نسبتهم الـ40 في المئة، فيما وصلت نسبة المسجّلين على المنصّة إلى 60 في المئة.


أما الإجراء الثاني الذي يجب التركيز عليه في هذه المرحلة أكثر من أي وقت مضى، فهو التشدّد في استخدام الكمامات من قبل كافة المواطنين. فلم يعد احتمال التجمع في المساحات الخارجية مطروحاً في الشتاء، ومن الطبيعي أن يتواجد الكلّ في الأماكن المغلقة، ما يدعو إلى الالتزام أكثر بعد باستخدام الكمامة. وتنصح سماحة بالحدّ من المخالطة والتجمعات، فيما من المتوقع أن تخفف العطلة المدرسية من الضغوط مع إقفال المدارس. أما بالنسبة إلى إقفال البلاد أو إقفال المطار، فلا تعتبره من الحلول المطروحة لاعتبار أن هذا يشلّ البلاد أكثر بعد، ويزيد من الضغوط الاقتصادية عليها أكثر. وحتى في حال الإقفال، من المتوقع أن تحصل تجمعّات في المنازل في فترة الأعياد. لذلك، من الأفضل التركيز على التلقيح والالتزام باستخدام الكمامات، وقد يكون هذا كافياً لمواجهة الخطر حتى تمرّ هذه المرحلة بالحدّ الأدنى من الأضرار.

أما في المتاجر الكبرى، حيث يحصل اكتظاظ كبير، خاصة في فترة الأعياد، فمن الضروري أن تحرص على التهوية قدر الإمكان بمختلف الوسائل المتاحة، ومنها فتح المداخل.

 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم