أوميكرون ينتشر في لبنان... هل إقفال البلاد ضروري؟
مع تسجيل عشرات الإصابات بمتحوّر أوميكرون السريع الانتشار، يعود إلى الواجهة سيناريو العام الماضي، حين تزايدت الضغوط على القطاع الطبيّ في مختلف الدول، وبشكل خاص في لبنان، حيث تخطّت المستشفيات قدراتها الاستيعابيّة، وباتت عاجزة عن استقبال أعداد المرضى المتزايدة. احتمال إقفال البلاد مطروح اليوم، ويكثر الحديث عنه في الأسبوعين الأخيرين في مواجهة هذ الخطر الجديد، إنّما لا يخفى على أحدٍ أنه لا يخلو من التداعيات على مخلتف الأصعدة، ولا بدّ من أن تكون هذه الخطوة محاطة بكافة التدابير اللازمة، إن اتُخذت.
هل الإصابات بأوميكرون في لبنان تُصنّف خطيرة؟
حتى اللحظة تعتبر الإصابات بأوميكرون عموماً بسيطة، وتقتصر على زكام خفيف، ولا تتجاوز الألم في الحنجرة. فلا تسجّل حالات التهاب رئويّ كما في سلالات كورونا السّابقة، بالرغم من أن أوميكرون سريع الانتشار فعلاً. وبالتالي، تعتبر سماحة أن هذا الواقع ذو ميزة إيجابية ومطمئنة. أمّا على صعيد وضع المسستشفى ومعدّل الإشغال، فصحيح أن الطابق ليس ممتلئاً بشكل تام، إلا انه يمتلئ، وما أن يخرج مريض حتى يأتي آخر محلّه؛ فالإشغال يحصل حالياً بوتيرة سريعة. والأسوأ أن أسرّة العناية الفائقة تكاد تكون ممتلئة بسبب زيادة الإصابات الخطيرة، لا لأن الإصابات خطيرة في الأصل، بل لأن المرضى يحضرون إلى المستشفى بعد أن تكون الحالة قد بلغت مستويات متقدّمة، بعكس ما كان يحصل في السابق، حين كان المريض يحضر خلال الأيام الخمسة الأولى من الإصابة. وقد يكون الوضع المعيشي المتأزم السبب وراء هذا التأخير في الحضور إلى المستشفى.
من جهة أخرى، تصرّح سماحة بأن معظم المرضى الذين في المستشفى هم من غير الملقّحين أو أنهم يعانون نقصاً في المناعة بسبب الإصابة بالسرطان أو بسبب زرع كلية أو لأسباب أخرى تؤدي إلى نقص المناعة.
ما الإجراءات التي من المفترض اتخاذها اليوم مع انتشار متحور أوميكرون في البلاد؟
يعتبر التوسع في حملة التلقيح الإجراء الأساسي والأول، الذي من المفترض اللجوء إليه في البلاد. فلا يجب تخصيص فئات معينة لتلقي اللقاح، بل يجب أن تطال عملية التلقيح كافة الراغبين بتلقّيه عن طريق الـwalk in أو بأية حملات يمكن اللجوء إليها لتلقيح أكبر عدد ممكن من المواطنين، علماً بأنه يتوافر حالياً في لبنان 6 ملايين جرعة، يمكن أن تُعطى لأيّ كان، سواء لمن تلقّى الجرعة الأولى أو الثانية أو الثالثة، إذا توافرت الشروط التي تسمح بذلك.
يُشار إلى أن نسبة الملقّحين بلغت 35 في المئة، ومن تلقحوا جزيئاً بلغت نسبتهم الـ40 في المئة، فيما وصلت نسبة المسجّلين على المنصّة إلى 60 في المئة.
أما الإجراء الثاني الذي يجب التركيز عليه في هذه المرحلة أكثر من أي وقت مضى، فهو التشدّد في استخدام الكمامات من قبل كافة المواطنين. فلم يعد احتمال التجمع في المساحات الخارجية مطروحاً في الشتاء، ومن الطبيعي أن يتواجد الكلّ في الأماكن المغلقة، ما يدعو إلى الالتزام أكثر بعد باستخدام الكمامة. وتنصح سماحة بالحدّ من المخالطة والتجمعات، فيما من المتوقع أن تخفف العطلة المدرسية من الضغوط مع إقفال المدارس. أما بالنسبة إلى إقفال البلاد أو إقفال المطار، فلا تعتبره من الحلول المطروحة لاعتبار أن هذا يشلّ البلاد أكثر بعد، ويزيد من الضغوط الاقتصادية عليها أكثر. وحتى في حال الإقفال، من المتوقع أن تحصل تجمعّات في المنازل في فترة الأعياد. لذلك، من الأفضل التركيز على التلقيح والالتزام باستخدام الكمامات، وقد يكون هذا كافياً لمواجهة الخطر حتى تمرّ هذه المرحلة بالحدّ الأدنى من الأضرار.
أما في المتاجر الكبرى، حيث يحصل اكتظاظ كبير، خاصة في فترة الأعياد، فمن الضروري أن تحرص على التهوية قدر الإمكان بمختلف الوسائل المتاحة، ومنها فتح المداخل.