الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

إنجاز لبناني: اختيار إحدى سلالات الإنفلونزا المعزولة من CDC لتطوير اللقاح المقبل!

المصدر: "النهار"
ليلي جرجس
ليلي جرجس
اختيار احدى سلالات الانفلونزا المعزولة لتطوير لقاح للسنة المقبلة
اختيار احدى سلالات الانفلونزا المعزولة لتطوير لقاح للسنة المقبلة
A+ A-
على رغم كل الأزمات التي يرزح لبنان تحتها، بريق أمل يلمع في الأفق بفضل أطباء وعلماء وباحثين يخطون بأعمالهم انجازات علمية بصمت ودون ضجة كبيرة. مرّت التغريدة مرور الكرام عند البعض، لم يتوقف عليها كثيرون لكنها تستحق أكثر من ذلك. في تلك المختبرات المغلقة تعمل مجموعة من الخبراء بعيداً من الأضواء، دراسات وتجارب وترصد وبائي انتهت في اختيار إحدى سلالات الإنفلونزا المعزولة في المركز الوطني للانفلونزا من مركز السيطرة على الأمراض CDC في أميركا لاستخدامها في تطوير لقاح الانفلونزا المقبل. 
 
ماذا في التفاصيل؟ تؤكد مسؤولة المختبر في المركز الوطني للانفلونزا التابع لمستشفى الحريري الجامعي وطبيبة مختبر في مستشفى الحريري الدكتورة منى البعيني أنه "حتى الساعة لم يُسجل أي حالة ايجابية من الانفلونزا في لبنان أو حالة انفلونزا وكورونا في آن واحد. ونتابع في المركز الوطني للإنفلونزا التابع لمستشفى الحريري والذي يعمل منذ العام 2005 الفيروسات السارية التي تصيب الجهاز التنفسي. عادة نرسل عينات من فيروسات أو فيروسات يتم تربيتها في المركز الوطني للانفلونزا إلى مراكز السيطرة على الأمراض في أميركا وأتلانتا ومنظمة الصحة العالمية. وعليه، نشارك هذه الفيروسات في أوقات محددة حيث يعمل عليها وتناقش ضمن اجتماعات علمية متخصصة لتطوير اللقاح. بعد المناقشات والاجتماعات يتم اختيار الفيروسات لتطوير اللقاح، والجديد اليوم اختيار أحد هذه السلالات من لبنان، ولكن ماذا يعني ذلك؟ 
 
برأي البعيني انه "عند اجراء التسلسل الوراثي لهذه السلالة، تصبح مرجعاً علمياً عالمياً وليس فقط على الصعيد المحلي لمقارنتها بكل انواع السلالة الفيروسية نفسها. ويسمح بروتوكول ناغويا (دخل لبنان فيه منذ العام 2011) في المشاركة والاستفادة من المعلومات. 
 
وعادة يؤدي فيروس الانفلونزا (العدوى التنفسية الحادة والشديدة) إلى ارتفاع في الحرارة لأكثر من 10 أيام، السعال وتستدعي حالة المريض إلى دخول المستشفى. 
 
وتضيف أنه "بعدما عصفت #الجائحة بالعالم كله وبما فيها لبنان، أصبحت الأولوية لفيروس كورونا ومتابعته وترصد المجموعات الوبائية. وقد شاركنا في هذه المعركة من خلال اجراء فحوصات الـPCR . ومنذ تموز حتى تشرين الأول استقبل المركز حملات التوعية والفحوصات التي قامت بها وزارة الصحة (من أطباء أقضية وفريق الترصد الوبائي) في كل المناطق اللبنانية وبلغ عدد الفحوص التي أجريناها خلال 3 أشهر 11 ألفاً و500 عينة. واليوم نرصد أي حالة انفلونزا أو كورونا أو الاثنين معاً.
 
 
وتشير البعيني إلى أن "موسم الانفلونزا لم يبدأ بعد في لبنان وهذا التأخير يطال كل الدول في جنوب الكرة الأرضية. وبما أن هذه السنة تعتبر استثنائية نتيجة وباء كورونا، طلبت منظمة الصحة العالمية عبر برنامج الشبكة العالمية لترصد الانفلونزا بالإبلاغ عن أي حالة انفلونزا حتى لو كانت الحالة وحيدة ومشاركة هذه العينة بشكل فوري بسبب عدم تسجيل اي حالة حتى الساعة".

وتؤكد البعيني على  أنه "في علم الوبائيات عندما يتفشى فيروس واحد ويكون في فورته، يصبح الفيروس الثاني أو الفيروسات الأخرى شبه غائبة او غير موجودة. ونعمل اليوم مع قطاع الترصد الوبائي في الوزارة على تدريب المناطق حول كيفية ارسال العينات، ولكن لغاية الساعة لم نُسجل أي حالة انفلونزا في لبنان. علماً أن أعراض كورونا متعددة مثل فقدان حاستيّ الشم والتذوق والحرارة والسعال وألم في الجسم واسهال وألم الرأس وضيق التنفس... في حين أن اعراض الانفلونزا (العدوى التنفسية الحادة) أكثر حدّية وشديدة مثل ارتفاع في الحرارة والسعال والحاجة إلى الدخول إلى المستشفى. نحن نراقب هذه الحالات ونرصدها وليس كل حالات الانفلونزا. 
 
ويمكن القول أن موسم الانفلونزا لم يبدأ بعد في لبنان وفي معظم الدول نتيجة تفشي #كورونا، ومن المتوقع أن نشهد حالات انفلونزا في أواخر كانون الثاني او شباط في حال انخفاض حالات كورونا. علينا أن نعرف أنه كلما ارتفعت الاصابات بكورونا يصعب على فيروس الانفلونزا الظهور أو الإنتشار. ومع ذلك نقوم بالترصد الوبائي لكورونا والانفلونزا منذ شهرين ولكن لم يُسجل حتى الساعة سوى حالات كورونا".
 
 
في المقابل، تشدد الاختصاصية في الأمراض الجرثومية الدكتورة اسيمة دبوني لـ"النهار" على أن "الاعراض تتشابه جداً بين كورونا والانفلونزا والتي تُصيب الجهاز التنفسي ولا يمكن تشخيصها من الفحص السريري وانما من فحص المخبري سواء الـPCR أو الخاص بالـH1N1 . وتتمثل الأعراض بحرارة وصداع وألم في الجسم وتعب واسهال والسعال وإلتهاب الرئتين، وكل الفيروسات التي تصيب الجهاز التنفسي تكون أعراضها متشابهة. 
 
أما بالنسبة إلى حالات الانفلونزا هذا العام، فالحديث عن تأخر أو تسجيل حالات بسيطة جداً في مختلف أنحاء العالم ويعود سبب ذلك إلى استخدام الإجراءات الوقائية التي تحمي من الانفلونزا من ارتداء كمامة إلى غسل اليدين والتباعد الاجتماعي. ولأن طريقة العدوى نفسها سواء بالرذاذ أو اللمس، لا تختلف سبل الوقاية بينها وبين فيروس كورونا. كما أن إقبال الناس هذه السنة على تلقي لقاح الأنفلونزا ساعد في التحصين والحماية مقارنة بالسنوات السابقة".
 
وعن خطر إلتقاط الفيروسين معاً (الانفلونزا والكورونا)، تشير دبوني إلى أن "الجهاز المناعي سيقاوم أكثر وسيكون بمواجهة فيروسين وبالتالي سيتعب الجسم أكثر وسيعاني من أعراض عديدة وستكون التأثيرات أقوى مقارنة بشخص مصاب بفيروس واحد. 
 
وعلى رغم من أن فيروس #كورونا يتسبب بدخول المستشفى أو العناية الفائقة، إلا أن ذلك لا يلغي أيضاً مضاعفات الانفلونزا على بعض الفئات وتصل نسبة الوفيات به إلى 0.1%. كذلك إن الإصابة بانفلونزا حادة يؤدي إلى مضاعفات صحية والحاجة إلى العناية الفائقة وقد يؤدي أيضاً إلى الوفاة، وبالتالي لا يمكن الاستهانة به خصوصاً عند كبار السن والحوامل والأشخاص الذين يعانون من مشاكل تنفسية.
 
هل يساعد لقاح الانفلونزا في تقوية الجهاز المناعي ضد كورونا؟ تشدد دبوني أن "لا علاقة للقاح الانفلونزا بالحماية من كورونا، وكل لقاح يهدف إلى الوقاية من الفيروس نفسه ولا يشمل كل الفيروسات التي تصيب الجهاز التنفسي. 
وكما يختلف اللقاح يختلف العلاج لمواجهة هذين الفيروسين، وحتى الساعة وفق دبوني لا "يوجد علاج قد أثبت فاعليته 100% لمعالجة كورونا في حين يوجد علاج مثبت للإنفلونزا والذي نعالج فيه المرضى". 
 
حتى الإصابة بفيروس الانفلونزا يختلف بين شخص وآخر قد تكون الإصابة بسيطة أو متوسطة في حين قد تستدعي أحياناً الدخول إلى المستشفى كما هي الحال مع #كورونا، وتؤدي عوامل كثيرة دوراً في كيفية تفاعل الفيروس في جسم المريض مثل عمره ومناعته والمشاكل الصحية التي قد يعانيها الشخص.
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم