عندما تُستخدم الموجات فوق الصوتية لمعالجة الألم

 

شهد الطب تطوراً لافتاً وسريعاً. وما كان في الماضي مستحيلاً أصبح اليوم متاحاً وحقيقة يمكن اللجوء إليها لمساعدة المرضى والتخفيف عنهم. جميعنا نعرف عن أجهزة الإيكو واللجوء إليها لتصوير الكسور أو معرفة سبب الألم، لكن اليوم أصبحت هذه الأجهزة تساعد في العلاج وخصوصاً في طب الألم؟ كيف؟

 

يعرّف مؤسس عيادات طب الألم في بيروت الدكتور علي مغنية عن فوائد استخدام أجهزة الإيكو، فالموجات فوق الصوتية، والمعروفة أيضاً باسم التصوير فوق الصوتي، هي طريقة تصوير تستخدم موجات صوتية عالية التردد لإنتاج صور ديناميكية في الوقت الحقيقي للجسم. يتم استخدام الموجات فوق الصوتية بشكل متزايد لمساعدة أطباء الطب الرياضي وطب الألم في إجراء التقييمات والحقن لمختلف العضلات والأوتار والأربطة والمفاصل.

مع تقدم هذه التكنولوجيا، أصبحت أجهزة الموجات فوق الصوتية أصغر حجماً وأكثر قابلية للحمل. وقد أتاح ذلك للأطباء المعالجين أن يكونوا قادرين على استخدام الموجات فوق الصوتية في الوقت الحقيقي للمساعدة في تشخيص وعلاج مرضاهم.
يمكن أن تكون الحقن مفيدة للتشخيص والعلاج لمجموعة متنوعة من الأوجاع. يتم استخدام الحقن في إدارة الحالات الالتهابية والتنكسية والقضاء على الألم من مصدره عندما تفشل الراحة والأدوية المضادة للالتهابات والعلاجات الأخرى في توفير الراحة الكافية.
يحسّن استخدام الموجات فوق الصوتية دقة حقن العلاجات مثل البلازما الغنية بالصفائح الدموية أو العلاج بالتردد الحراري أو الخلايا الجذعية، أو الأدوية الستيروئيدية. أخيراً، يمكن استخدام الحقن الموجهة للتشخيص للمساعدة في تحديد المصدر الذي يسبب ألماً للمريض.

تسمح الحقن الموجهة بالموجات فوق الصوتية للممارس بتصور الإبرة في الوقت الفعلي وهي تدخل الجسم وتنتقل إلى الموقع المطلوب. هذا يضمن أن الدواء يتم حقنه بدقة في الموقع المقصود. لأنّه حتى في الأيدي الأكثر خبرة، فإن الحقن العمياء (الحقن التي يتم إجراؤها بدون تصوير) ليست دقيقة بنسبة 100% وفي بعض المفاصل تصل الدقة إلى 30%-40%. أما مع التوجيه بالموجات فوق الصوتية، تتجاوز دقة كل حقن مفصل 90% وتقترب من 100% في كثير من الحالات.
بالإضافة إلى ذلك، تبين أن الحقن الموجهة بالموجات فوق الصوتية أقل إيلاماً من الحقن العمياء. على الرغم من وجود العديد من أنواع التصوير المختلفة التي يمكن استخدامها للمساعدة في الحقن، إلا أن الموجات فوق الصوتية لها بعض المزايا :
1- الموجات فوق الصوتية لا تحتوي على الأشعة السينية الموجودة في التصوير الفلوروسكوبي.
2- التصوير بالأشعة السينية، لا يستطيع تصوير الأنسجة الرخوة المحيطة بالهدف بما قد يؤدي إلى زيادة الألم أو مضاعفات أخرى من الحقن.
3- تسمح لنا الموجات فوق الصوتية بتصوير مسار الإبرة وتجنب أي مضاعفات غير مرغوب فيها قبل حدوثها.