بروتوكول طبي لعوارض ما بعد التلقيح... التنسيق مع الطبيب هو القاعدة الأساسية

 

بروتوكول طبيّ لعوارض ما بعد التلقيح... التنسيق مع الطبيب هو القاعدة الأساسية


يختلف تفاعل كلّ جسم مع اللقاح باختلاف الأجسام، إذ يأتي التفاعل كما لو كانت الإصابة تمّت في أوضاع طبيعية، حين يعاني البعض من عوارض بسيطة أو متوسّطة، فيما يُعاني البعض الآخر من مضاعفات أكبر.
حُكي في بداية حملات التلقيح عن نصائح غذائيّة وصحيّة ترافق الشخص، قبل وبعد تلقّيه اللقاح، أهمّها عدم أخذ أيّ جرعة في حال كان الفرد يعاني أيّاً من العوارض، سواء أكان رشحاً عادياً أم كورونا.
صحيح أن البيانات، التي تُرافق الأشخاص الملقّحين، ما زالت تُتابع من قبل الجهات الصحيّة في كلّ دولة، ونرى من وقت لآخر تسجيل حالات نادرة من الجلطات أو الشّلل، إلا أن أغلبيّة العوارض، التي تمّ الإبلاغ عنها، لا تتعدّى الـ48 ساعة، وهي خفيفة إلى متوسطة.
وعن أكثر العوارض الشائعة بعد التلقيح:
* ألم في موضع الحقنة
* ألم في الجسم والعضلات
* صداع
* حرارة
* تعب
* عدم تركيز.

 

ولكن كيف يمكن التخفيف من هذه العوارض والشعور بحال أفضل بعد تلقّي اللقاح؟ وهل من بروتوكول طبيّ يساعد على استرجاع النشاط والشّعور بشكل جيّد؟

يوضح الصيدلاني العياديّ، والاختصاصي في العلاج الطبّي للأمراض، والحائز على البورد الأميركي، والمتمرّس في العناية الحرجة، الدكتور بيار رزق في حديثه لـ"النهار" بأنّ عوارض ما بعد التلقيح تتشابه مع متلازمة ما بعد التعافي من كورونا (متلازمة كوفيد طويلة الأمد)، إذ يأخذ الشخص الملقّح كميّة من الفيروس من دون الإصابة به، ويخوّل البروتين الشوكيّ الموجود في اللقاح جزءاً من الجسم القدرة على معرفة الفيروس. وعليه، يقوم الجسم بردة فعل جزئية، ولا يدخل إلى كلّ الخلايا، بعكس الإصابة الطبيعية حيث يلتحم الفيروس بخلايا الجسم. وتكون الوحيدات، أو ما يعرف بالـmonocytes، مسؤولة عن الالتهابات الناتجة عن البروتين الشوكيّ في اللقاح؛ وهذه الالتهابات هي ردة فعلٍ، في حين تفرز الخلايا الليمفاوية ب (B Cells) الأجسام الحيويّة التي تُحارب الفيروسات والبكتيريا.

وعليه، في حال تناول الشّخص أيّ دواء موجود في البروتوكول، الذي سنتحدّث عنه، فإن الدواء لا يؤثر في مناعة الجسم المكتسبة من اللّقاح. وحسب مسار الفيروس ومدّة الالتهابات الناتجة في مرحلة ما بعد الإصابة بكوفيد، استند العلماء إلى مسار المرض والالتهابات الناتجة عن الإصابة والآثار الجانبية التي قد يُسبّبها اللقاح، وتوصّلوا إلى نتائج جيّدة.
ويوضح رزق بأن هذا البروتوكول يشمل كلّ الأشخاص الذين تلقّوا الجرعة الأولى أو الثانية أو حتى الجرعة التعزيزية؛ والبعض لم يشعر بشيء عند تلقّيه الجرعة الأولى، وإنّما شعر بعوارض في الجرعة الثانية. في المقابل، هناك أشخاص أظهروا عوارض منذ تلقّيهم الجرعة الأولى. وبالتالي، يبقى كلّ جسم ومناعته مختلفة عن الآخر، ولا يُمكن تعميم أي حالة أو قاعدة أساسيّة.

ويتحدث رزق عن أن "متلازمة ما بعد التعافي قد تكون صعبة عند الشباب، في حين أن الإصابة بكوفيد-19 تكون أخطر عند كبار السنّ، لأنهم يعانون من ضعف المناعة. كذلك قد يتأثر البعض بالتلقيح، فيما يبدو الشباب أكثر عرضة للإصابة من كبار السنّ".

 

فما هو العلاج الذي يمكن إعطاؤه؟
برأي رزق، وحسب البروتوكل المعتمد، يُمكن للشخص الذي يعاني من العوارض المذكورة نتيجة التلقيح أن يأخذ:
* دواء الإيفرمكتين: يُمكن إعطاء جرعة واحدة بمقدار 0.2-0.4 ملغ / كلغ خلال مدّة تتراوح ما بين 3 إلى 5 أيام أثناء تناول الطعام. أمّا إذا كان الشخص يعاني الغثيان والإسهال وفقدان الشهية، فبالإمكان تناول الدواء على معدة فارغة.
ولكن يُنصح قبل المضي في هذا البروتوكول التواصل مع الطبيب الشّخصي، والبحث في إمكانية اعتماده، لأنّ كلّ حالة تُصنّف فرديّة، ولا يُمكن تعميمها على الجميع.
واستناداً إلى البروتوكول، وإلى تجربته الشخصيّة، يُحدّثنا رزق عن معاناته ألماً في المفاصل والعضلات بعد تلقّيه الجرعة الثالثة. لكنّه بعد تناوله دواء الأيفرمكتين، وفق المقدار المُوصى به، لم يعد يشعر بشيء، وتمكّن من مزاولة أنشطته الرياضيّة وحياته بشكل طبيعيّ.
* دواء الـ Prednison: نلجأ إلى هذا الدواء إذا لم يتجاوب الشخص مع دواء الإيفرمكتين لتخفيف ومعالجة العوارض ما بعد التلقيح. ونعطي الدواء وفق جرعات متناقصة تباعاً، ابتداءً من جرعة لخمسة أيّام، وصولاً حتى نصف جرعة لخمسة أيّام، لغاية ربع جرعة قبل إيقافه نهائياً.

* أدوية للحساسية للتخفيف من هذه العارض
يبقى الأهمّ وفق رزق أن "يتواصل الشّخص مع طبيبه. ففي كثير من الأحيان، لا يحتاج الشخص إلى شيء، أو تقتصر حاجته على حبّة باندول لمعالجة الصداع. أما إذا استمرّت العوارض ليومين أو أكثر، فعندها يُمكن مراجعة الطبيب، والبحث في إمكانية اعتماد هذا البروتوكول."

لمن يرغب في الاطلاع على هذا البروتوكول، بإمكانه الضغط على هذا الرابط: