عدّاد كورونا يواصل تحليقه: 23 وفاة و3095 حالة إيجابية طوابير اللبنانيين أمام السوبرماركت تزيد الإصابات وتفاقم الخطر

 

تركت الدولة الناس تتهافت على محال السوبرماركت والأفران للتبضع خوفاً من الإقفال، في مشهد يذكّر بأيام الحروب والمجاعة. هذا التهافت الجنونيّ على وقع التسريبات قبل اجتماع المجلس الاعلى للدفاع لإقرار توصيات لجنة كورونا الوزارية بالإقفال الشامل، سيؤدي حكماً إلى ارتفاع أعداد الإصابات بكورونا، إذ أن التجمعات بالمئات لا بل بالآلاف كفيلة وحدها بانتشار العدوى عبر التخالط. وهو يأتي في وقت يواصل فيروس كورونا تسجيل أرقام صادمة، إذ وصلت نسبة الفحوص المحلية الإيجابية أمس إلى 25%، وهي الأعلى في العالم. وينذر هذا الوضع بمزيد من الأخطار الصحية، حيث الطاقة الاستيعابية للمستشفيات بلغت ذروتها خصوصاً أسرة العناية المركزة، فيما يتمدد الوباء في المناطق في ظل العجز عن السيطرة على الوباء. 

وبينما أقر المجلس الاعلى للدفاع خطة الطوارئ الصحية، كان سبقه اجتماع اللجنة الوزارية لمتابعة ملف وباء كورونا، برئاسة رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، الذي قال إن كل المؤشرات حول تفشي وباء كورونا تشير بوضوح الى أننا قد دخلنا في مرحلة الخطر الشديد، أو بالحد الأدنى، فنحن على أبواب هذه المرحلة. أضاف إن صرخاتنا ونداءاتنا وتحذيراتنا كافة والإجراءات والتدابير التي اتخذناها لم تقنع عددا كبيرا من اللبنانيين بحجم خطر وباء كورون. الاستهتار أوصلنا إلى وضع صعب جدا، فإما أن نستدرك الوضع بإقفال تام وصارم وحازم للبلد، أو أن نكون أمام نموذج لبناني أخطر من النموذج الإيطالي.

وكان رفض وزير الصحة حمد حسن حضور الاجتماع اعتراضاً على القرار الذي اتخذته اللجنة قبل الأعياد. ثم عاد وطالب بعد حضوره بأخذ قرارات اللجنة العلمية في وزارة الصحّة على محمل الجدّ، بسبب مقاربتها الواقع في شكل دقيق للوصول إلى برّ الأمان والحدّ من انتشار جائحة كورونا.

وأعلنت وزارة الصحة العامة في تقريرها اليومي أمس عن تسجيل 3095 اصابة كورونا جديدة، إنقسمت بين 3090 محلية و5 وافدة، ليصبح العدد التراكمي للحالات الإيجابية المثبتة 222391 حالة. فيما بلغت حالات الشفاء المخبري التام 143616 حالة. وافاد التقرير عن تسجيل 23 حالة وفاة، رفعت العدد الإجمالي لوفيات كورونا في لبنان منذ 21 شباط الماضي إلى 1629 وفاة. وأوضح التقرير أن عدد فحوص كورونا PCR ليوم الاحد الماضي بلغت 12364 فحصاً بينها 11148 للمقيمين و1216 للوافدين عبر المطار. أما نسبة الفحوص المحلية الإيجابية، فبلغت 25%، وهي نسبة قياسية والأعلى في العالم. 

في السياق، أكّد مدير مستشفى الحريري الجامعي فراس أبيض، أنّ وضع كورونا في البلد ليس جيداً خصوصاً خلال الأسبوع الفائت، والقدرة الإستيعابية للمستشفيات أستنزفت. وقال في حديث، إننا نتوقع ضغطًا أكبر في الأيام والأسابيع المقبلة، والسلالة الجديدة سريعة الانتشار، ويمكن أن تزيد من عدد الإصابات اذا لم نتدارك الموضوع. وأشار إلى أنّ هناك أكثر من 100 مصاب بكورونا إحتاج الدخول إلى العناية الفائقة الأسبوع الماضي، وعلينا أن نقطع إنتقال العدوى لخفض عدد الإصابات وذلك من خلال الإغلاق العام وإرتداء الكمامة والتباعد الإجتماعي.

في تطورات الوباء، يستمر عدّاد “كورونا” بتسجيل اصابات يومية جديدة في المناطق. فقد سجّلت خلية الأزمة في بلدية شكا، 9 إصابات جديدة ليصبح مجموع الحالات الإيجابية 93 حالة. فيما أعلنت خلية الأزمة في حلبا تسجيل 6 حالات ايجابية جديدة في المدينة، وتمنت على المخالطين التزام الحجر. وأفادت خلية الأزمة في بلدة حرار عن تسجيل إصابة جديدة بفيروس كورونا لسيدة من أبناء البلدة وهي من أعلنت إصابتها بالفيروس والتزمت الحجر، وبذلك ارتفع عدد الإصابات التي تم تسجيلها منذ 17 الماضي إلى 55 إصابة وحالة وفاة. وسُجلت أيضاً 3 حالات إيجابية جديدة في الشيخ محمد من أبناء البلدة، وهم ملتزمون الحجر ليصبح مجموع الحالات الإيجابية في البلدة 21 حالة قيد المتابعة.

من جهتها أعلنت خلية الأزمة في القبيات أن العدد الإجمالي للحالات الإيجابية في البلدة هو 82 حالة قيد المتابعة والمعالجة، ولم يتم أمس تسجيل أي حالات إيجابية جديدة لمقيمين في البلدة أو خارجها. أما في كوسبا فأُعلن عن تسجيل 5 إصابات جديدة بفيروس كورونا في البلدة، ودعت أبناء البلدة من أطباء، تلامذة طب وممرضين الذين يرغبون بمساعدة أهلهم في كوسبا عبر تخصيص كل منهم وقتا لتلقي اتصالات من يحتاج للمساعدة الطبية.

وأفيد أيضاً عن تسجيل 5 إصابات في بلدة البابلية الجنوبية بكورونا، ليرتفع عدد الإصابات إلى 58 حالة إيجابية مثبتة.