السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

كورونا "ينغل" في المدارس وإقفال أقسام أو بشكل كامل... هل الفيروس هو السبب الوحيد؟

المصدر: النهار
تفشي فيروس كورونا في المدارس. (النهار)
تفشي فيروس كورونا في المدارس. (النهار)
A+ A-
لا يُخفى على أحد أن كورونا يتوغل في لبنان بشكل صامت وكبير، ما زالت الأرقام مرتفعة، حيث سجل لبنان منذ خمسة أيام حوالى 10 آلاف إصابة وهي أعلى حصيلة منذ انتشار الفيروس في لبنان.
 
هذه العدوى المنتشرة دفعت بمدارس عدة إلى اتخاذ قرار بالإقفال الكامل أو الجزئي لبعض أقسامها، بعد اكتشاف حالات ايجابية بين الطلاب والأساتذة، في حين لا تصرح مدارس أخرى عن الحالات الإيجابية وتواصل عامها الدراسي كأن شيئاً لم يكن.
 
لا يُخفى على أحد أن التفشي المجتمعي للفيروس لن يكون بمنأى عن القطاع التربوي، بعض المدارس الكبرى في بيروت والمتن اضطرت إلى الإقفال بشكل كامل للحد من هذا التفشي، في حين اعتمدت مدارس أخرى على إقفال صفوف فقط، في حين أبقت مدارس أخرى أبوابها أمام طلابها من دون مصارحة الأهالي أو الطلاب بما يجري.
 
في رحلة البحث عن الأجوية مع عدد من المدارس الكبرى في بيروت والمتن لم تلقَ اتصالاتنا أي تجاوب، الكل وعد بمعاودة الاتصال بنا ولم يصدُق. مع العلم أن الجميع يعرف أن الكورونا تضرب المدارس كما المجتمع ولا داعي للإنكار "كالنعامة التي تخفي رأسها في الرمل".
 
صحيح أن التفشي الوبائي متوقع في ظل الإصابات اليومية، إلا أن ارتفاع الحالات لا يدعو إلى القلق أو الهلع كما كان سابقاً، بل هناك تطمينات من أنّ "هذا الوضع لا يزال تحت السيطرة كونه مستمرّاً على حاله منذ بضعة أسابيع".
 
وفي موضوع المدارس، أوضح الأبيض أن "عدد الإصابات بلغ 1238 خلال فترة الأسبوعين الماضيين، علما أن الأسبوع الأخير سجل 157 إصابة فقط"، لافتاً إلى أنّ "وزارة الصحة العامة مستمرة بالتعاون مع وزارة التربية في تنفيذ الإجراءات لناحية إقفال صفوف أو طوابق أو مدارس بحسب الإصابات المسجلة".
 
لكن ما هو صادم ومخيف أن تتلطى بعض المدارس وراء "شبح كورونا" للتهرب من فتح أبوابها. وقد علمت "النهار" أن "هناك بعض المدارس الكبرى التي تلطّت وراء فيروس كورونا لتلجأ إلى الإقفال تهرباً من كلفة التدفئة التي ستتكبدها المدرسة في ظل العاصفة التي ضربت لبنان."
 
 
في المقابل، يتفاجأ الأهالي بوصول رسالة تعلمهم بتسجيل إصابات في أحد الصفوف وضرورة إقفال الصف المعني والحجر لمدة 10 أيام. هذه الرسالة وصلت إلى كثيرين من مختلف المدارس لإبلاغهم بحقيقة الوضع الوبائي لديهم. بعض المدارس الكبرى أقفلت أبوابها منذ أسبوع، وبعضها نحو أسبوعين، وهذه الواقعة لا يمكن إخفاؤها، فالمدرسة جزء من المجتمع الذي يسجل يومياً آلاف الإصابات.
 
تكر السبحة والعدوى بين الطلاب والأساتذة والأهالي، وبينما يلتزم البعض في عدم ارسال أولادهم إلى المدرسة عند ظهور أي عارض، يقوم البعض الآخر بإعطائهم "الباندول" لتخفيض الحرارة وإرسالهم إلى الصف، قبل أن ترتفع حرارتهم من جديد بعد ساعتين واتصال ادارة المدرسة لأخذهم إلى المنزل.
 
تؤكد مديرة الإرشاد والتوجيه في وزارة التربية هيلدا خوري لـ"النهار" أنه " ثبتت إصابة 1275 إصابة منذ 2022/1/23 لغاية الأمس، وقد ثبتت إصابة 265 شخصاً منذ 2022/1/30 حتى مساء أمس. في حين أن المعدل اليومي للحالات الايجابية في الأيام الـ14 الماضية بلغ 80.5، واحتلت بيروت المرتبة الأولى بتسجيل 364 إصابة تليها كسروان 235 إصابة، ثم المتن 220 إصابة ومن بعدها بعبدا 84 إصابة ومن ثم عاليه 53 إصابة والكورة 40 إصابة... واللافت أن أكثر الإصابات تعود للفئة ما دون 10 أعوام بنسبة 32.34% يليها الفئة بين 10-12 بنسبة 17.57% وأخيراً بين 15-18 عاماً بنسبة 14.95%.
 
وعليه، ان نسبة الإصابة في المدارس تراقبها وزارة التربية من خلال منصة dashboard حيث تعرض الحالات في كل مدرسة أو محافظة.
 
 
هل كل المدارس تصارح وزارة التربية وتبلغ عن عدد إصاباتها ؟
تشير خوري إلى أن "اغلب المدارس تبلغ عن الإصابات ولكن هناك بعض المدارس لا تقوم بذلك. لدى وزارة التربية ووزارة الصحة طريقة لمعرفة الإصابات التي لم يبلغ عنها من خلال التعاون بين الخط الساخن للوزارتين بالتنسيق مع الصليب الأحمر اللبناني. كما أن الخط الساخن لوزارة التربية يتابع كل الشكاوى التي ترده بهذا الخصوص."

ما هي معايير إغلاق المدارس في حال وجود إصابات كوفيد؟
تتحدث مديرة الإرشاد والتوجيه في وزارة التربية أن هناك بروتوكولاً صحياً وُضع ليكون دليلاً للمدارس، والذي يفيد أنه عند ظهور إصابات بعدوى كوفيد يتم تحديد جميع المخالطين المباشرين ذوي الخطورة العالية وابلاع الخط الساخن التابع لوزارة التربية والتعليم العالي، وبناءً عليه سيتمّ الأخذ بالاعتبار المعايير الواردة لإغلاق الصف أو الطابق وتتخذ وزارة التربية قرار الإغلاق الذي يصدر من وزارة التربية بعد دراسة كل حالة .

وحالياً عدّلنا فترة الحجر حسب المذكرة الأخيرة الصادرة عن وزير الصحة بهذا الخصوص.
المؤشرات لإغلاق:

* الصف:
يتمّ إغلاق الصف لمدة 7 أيام في حال:
- ظهور 3 حالات أو أكثر في الوقت نفسه أو خلال فترة تمتد لأسبوعين كحد أقصى 14 يوماً.
 - أو بلوغ نسبة المخالطين أكثر من 50%
 
* طابق:
 
- يتم اغلاق طابق لمدة 7 أيام في حال تم اغلاق صفين أو أكثر في الطابق نفسه

* مبنى أو مدرسة
يتمّ اغلاق مبنى في حال كان هناك أكثر من مبنى في المدرسة، أو مدرسة في 7 أيام في حال تمّ اغلاق طابقين أو أكثر في المبنى نفسه أو في المدرسة.
 
 
هل يمكن العودة إلى التعليم عن بعد، خصوصاً بعد أن سجل لبنان في الآونة الأخيرة  ١٠ آلاف إصابة، حيث بلغ لبنان أعلى حصيلة منذ انتشار الوباء؟
تشرح خوري أن "اللجنة المكلفة متابعة كورونا في مجلس الوزراء برئاسة معالي وزير الصحة هي التي تتابع موضوع الإقفال في البلد وحتى الآن لا إقفال. كما أن جميع مقومات التعلم عن بعد غائبة في لبنان، إذ لا كهرباء ولا إنترنت جيد … بالإضافة إلى أن جميع دول العالم عادت إلى التعلم الحضوري لأن التعلم عن بعد لا يعوض عن التعلم الحضوري".
 
من جهته، يعترف الأمين العام للمدارس الكاثوليكية في لبنان الأب يوسف نصر في اتصاله مع "النهار" أن "هناك نسبة مرتفعة من التفشي الوبائي وقد اضطرت مدارس عدة كبيرة إلى إقفال أقسام أو حتى أبوابها بشكل كامل لمدة أسبوع وحتى أسبوعين نتيجة تسجيل إصابات كثيرة في صفوفها. وعليه، نشهد حالياً إقفال مدارس بسبب ارتفاع الحالات خصوصاً المدارس الكبرى".
 
وأشار إلى أنه "حسب الإصابات يُتخذ القرار، فإذا كان مثلاً هناك 3 حالات ايجابية في الصف يٌقفل الصف ويحجر الطلاب لمدة 10 أيام، أما في حال كان هناك إصابات في أكثر من صف يُقفل الـcycle  في حين يُتخذ قرار إقفال المدرسة بكاملها عندما نشهد إصابات متفرقة وعديدة ما يعني أنه يصعب السيطرة على الحالات الإيجابية. وهذا ما نشهد حالياً حيث تلجأ المدارس إلى الإقفال الجزئي او الكامل لمدة أسبوع أو أكثر حسب الحالات المبلغ عنها والمعطيات لديها خصوصاً أن الإصابات تطال الطلاب كما الكادر التعليمي".
 
وعن كلفة التدفئة التي تتكبدها المدرسة في هذا الفصل والطقس العاصف، يوضح أنه لا يمكن تعميم الأمر ويعود لكل مدرسة وحجم المولد لديها. تشغيل كل مولد لمدة ساعة يحتاج حوالى 30 ليتراً من المازوت، وفي عملية حسابية يكلف حوالى 800 $ يومياً وفي الشهر حوالى 300 مليون $. الكلفة تختلف بين مدرسة وأخرى وعدد المولدات لديها ومدة تشغيلها."

وبغض النظر عن الأسباب الحقيقية الكامنة وراء هذا الإغلاق المتفاوت، يبقى الخوف عند شريحة كبيرة من الأهالي في حين تواصل علائلات أخرى إرسال أولادهم حتى مع ظهور عوارض. المسؤولية مشتركة بين المدرسة والأهل، وأي خطوة ناقصة قد يدفع ثمنها طلاب وعائلات أخرى.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم