الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

6 أيام فصلت بين وفاة الشقيقين رومل وروبير... شقيقهما لـ"النهار": "شو ناطرة الناس لتوعا"!

المصدر: النهار
ليلي جرجس
ليلي جرجس
رومل وروبير طوبيا.
رومل وروبير طوبيا.
A+ A-
6 أيام فصلت بين وفاة رومل وشقيقه روبير طوبيا نتيجة إصابتهما بفيروس #كورونا. كل الكلمات تعجز عن تخفيف هول هذه الفاجعة التي ألمّت بهذه العائلة. لم يتسنَّ لها أن تودع ابنها رومل (33 عاماً) حتى عادت لتدفن ابنها الثاني روبير (32 عاماً). لن تُخفف الدموع وقع هذا الحمل الثقيل. الألم كبير جداً ووفيات الشباب التي تزداد يوماً بعد يوم تؤكد "إنو هيدا الفيروس بعدو غامض كتير". 
 
ما جرى مع رومل وروبير طوبيا صادم، وبالرغم من تناقل بعض الأخبار إلا أن تفاصيل ما جرى معهما يؤكد أن هذا الفيروس لا يرحم، وأن الإنتكاسة قد تسلبك حياتك في لحظة دون أن تقوى على استيعاب ما حصل. سمعنا خبر وفاة الشقيقين رومل وروبير الذي هز الرأي العام، عائلة واحدة تدفن ولدَيها في أقل من أسبوع، خسارة تلو الأخرى والعدو واحد.
 
يصعب على شقيقهما رولان التعامل مع هذا الواقع الذي ألمّ بعائلته، متعب وصوته الخافت يختصر الوجع الذي يسكنه. قصة شقيقيه موجعة وقاسية، لكن ماذا جرى معهما حتى انتكست حالتهما بهذا الشكل الدراماتيكي؟
 
يستهل رولان بالحديث أولاً عن شقيقه الممرض رومل الذي أصيب بالعدوى. يروي لـ"النهار" تفاصيل فترة مرضه والاستشفاء بالقول: "يعاني رومل من ضغط وكولسترول ويأخذ دواء لهما ولكنه لا يعاني من مشاكل صحية أخرى. أُصيب بالكورونا وكان يتابع حالته في المنزل ويراقب الاوكسجين، وبدأ في تناول الفيتامينات والأدوية الخاصة بالفيروس. 3 أيام والأوكسجين يواصل انخفاضه فتوجه إلى المستشفى لمراقبة حالته الصحية أكثر ومعرفة السبب وراء انخفاض الأوكسجين، لم يبقَ أكثر من يوم واحد بعد أن تحسنت حالته كثيراً وشعر أنه بخير ونسبة الاوكسجين جيدة بالدم. لكنه ما لبث أن خرج من المستشفى حتى عاد إليها ليلاً نتيجة تقلبات نسبة الاوكسجين في جسمه، وبعد إجراء صورة الـCT Scan أخبرني أنه سيبقى في المستشفى لثلاثة أيام حتى يسترجع عافيته."
 
لم يكن هناك ما يدعو للقلق، لم تكن هناك مؤشرات سلبية، لكن بعد يومين ساءت حالته وتمّ تنويمه على بطنه لإراحة الرئتين. وبعد يوم واحد أي نهار السبت صباحاً تلقى رولان اتصالاً من المستشفى تُطلعه على سوء حالة رومل، يتذكر جيداً أنهم قالوا له: "لقد وضعناه على جهاز التنفس الإصطناعي، وهو في العناية الفائقة. بقي رومل على هذه الحالة في العناية لـ8 أيام، وعانى قبل يومين من احتباس الماء في جسمه ما دفع بالاطباء للجوء إلى غسل الكلى. ولكن انخفض ضغطه وتمت إعادته إلى العناية".
 
لم يعد رومل يتجاوب مع الاوكسجين بالرغم من الجهاز الموصول إليه، نسبة الاوكسيجن لم تتخط 60 وتدهورت حالته سريعاً. وما كان يخشاه رولان حصل "توقف قلب شقيقه بالرغم من كل المحاولات لإنقاذه إلا أنه لم يتجاوب".
 
 
 
ويستطرد قائلاً: "يصعب تصديق ما جرى، انتكس بسرعة وفارقنا بعد أن خذله جسمه وقلبه نتيجة الإصابة بكورونا. علماً أن نتيجة فحص الـPCR الأولى لرومل جاءت سلبية في مستشفى سرحال وانتظرنا يومين لصدورها. ولكن لم يكن رومل يشعر أنه بخير، فقرر إعادة الفحص مرة أخرى في مستشفى جبل لبنان حيث تبين أنه مصاب بالفيروس وأن نتيجته إيجابية. واليوم خسرناه ولم يقوَ على هذا الفيروس الذي خطفه منا".
 
انتهت معركة رومل بنهاية حزينة، وما عاشه رولان مع شقيقه جعله يكون أكثر حذراً على شقيقه الثاني روبير الذي تبين أنه مصاب أيضاً بالفيروس بعد أسبوع على إصابة شقيقه رومل الذي أوصاه بالاعتناء به والإسراع في تلقي العلاج. 
 
لدى رولان خبرة في التعامل مع الحالات نتيجة عمله لأكثر من عشر سنوات في قسم الدخول الى الطوارئ، وهذا ما جعله يتابع حالة شقيقه روبير في المنزل أولاً بأول سواء بمراقبة نسبة الاوكسجين او بإعطائه الأدوية. كانت حالته تتأرجح، "ساعة بكون منيح وساعة ما قادر يقوم من التخت"، ولكن نتيجة إصابته بالفيروس عانى من التهاب في غشاء الدماغ (Encephalitis). وبعد أسبوع على إصابته، لاحظنا أنه بدأ يعاني من الضياع وعدم الوعي، ارتعبتُ عندما رأيته على هذه الحالة وتوجهتُ به إلى المستشفى."
 
أُدخل روبير إلى المستشفى لمعالجته، لم يكن واعياً حيث انتزع الاوكسجين عدة مرات وكذلك المصل، لم يكن بحالة وعي وغير مدرك لما يجري من حوله. ونتيجة ما كان يحصل معه، وبعد اجراء صورة للتأكد من عدم وجود نزيف دماغي، ساءت حالته ليُعاد إدخاله إلى العناية ووضعه على جهاز التنفس الإصطناعي. بدأت تتحسن حالته رويداً رويداً، كنتُ على تواصل مع الطبيبة المتابعة لحالته التي أكدت لي أنه يتحسن وأن نسبة الاوكسجين أفضل وكذلك ضغطه."
 
 
لكن ما جرى مع روبير نادر وغريب، فبرغم من نتيجة فحصه السلبية لكورونا خلال يومين متتاليين، إلا ان الفيروس أبى أن يخرج منه. عانى روبير وفق ما يقول شقيقه " من ارتفاع في الحرارة بعد ان كان وضعه الصحي يتحسن، وفي الليلة نفسها تلقيتُ اتصالاً من المستشفى يُطلعني ان حالة شقيقي تتدهور، قبل أن أتلقى اتصالا ثانياً يخبروني به أن قلبه توقف". 
 
يصعب على رولان أن يستوعب ما جرى مع شقيقيه: "ما فهمنا شو صار مع روبير، أعرف جيداً ان رومل كانت حالته أكثر سوءاً، كانت رئته اليسرى متضررة بالكامل، ولم يكن يتجاوب كثيراً. إلا ان حالة روبير مختلفة، ولا أدري لماذا انتكست حالته بهذه الطريقة."
 
ويستطرد قائلاً: "شكلا السلالة الجديدة عم تفتك بالكل كبير وصغير، ما بعرف شكلا قوية لدرجة ما عم يتحملها الجسم. وبعدنا منشوف في ناس بتقول ما في كورونا وناس بتجتمع وناس زهقانة بدا تروح تسهر"، كيف يمكن للناس أن تعي وتفهم وتصدق ان هذا الفيروس خطير ولا أحد يعرف كيف يمكن أن يتفاعل جسمه معه، لقد خسرت شقيقيّ وشاهدتُ الوجع في المستشفيات التي تعالج بعض المرضى على أرصفة الطوارئ "لانو ما في تخت". نحن في كارثة صحية، وفي حال بقينا على هذه الحالة "ما رح نخلص منا، والله ما يجرب حدا، لأنو يلي عشناه بوجع كتير وأكبر من قدرتنا على التحمل".
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم