الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

دراسة هامة… ما هو تأثير "أوميكرون" على الرئتين؟

المصدر: النهار
تعبيرية.
تعبيرية.
A+ A-

بات واضحاً أن متحور "أوميكرون" هو أقل خطورة من المتحورات السابقة. وفق ما تبيّن في دراسة جديدة أجريت على الحيوان أن معدّل الخطورة المنخفض هذا يعود إلى كونه يسبب أضراراً أقل للرئتين.


أجريت الدراسة على الحيوان في المختبر وعلى أنسجة الإنسان وقد تبيّن على أثرها السبب الأساسي الذي يجعل من "أوميكرون" متحوراً قليل الخطورة بالمقارنة مع باقي المتحورات السابقة. وفي الدراسة على الفئران وحيوان الهامستر، تسبّب "أوميكرون" بالتهابات أقل خطورة اقتصرت في معظم الأحيان على الجزء الأعلى من المجاري التنفسية أيّ الأنف والبلعوم والقصبة الهوائية. أمّا في الرئتين فقد تسبّب المتحور بأضرار أقل بكثير، فيما كانت المتحورات السابقة تسبب مشاكل خطيرة في التنفس وصعوبات. هذا ما يدل على أن النظرة إلى المرض يمكن أن تتغير فيما يتركز أكثر على القسم الأعلى من الجهاز التنفسي.


في شهر تشرين الثاني، لم تكن هناك إلا تخمينات في التقرير الأول حول متحور "أميكرون" في جنوب أفريقيا، وحول معدل خطورته بالمقارنة مع باقي المتحورات. فلم يكن الباحثون يدركون فعلاً إلّا أن في المتحور الجديد أكثر من 50 طفرة جينية، ما أثار قلقهم عندها بحسب ما نشر في "نيويورك تايمس".

وكانت دراسات سابقة قد أظهرت أن هذه الطفرات كانت تسمح لفيروس كورونا بالدخول إلى الخلايا والتمسك بها، فيما كانت أخرى تسمح للفيروس بالتهرب من الأجسام الضدية التي تشكل خط الدفاع الأول للجسم في مواجهة الفيروس. في المقابل، بقي الغموض مخيّماً حول ما يمكن أن يفعله الفيروس في داخل الجسم، إذ لم يكن من الممكن توقع ذلك على أساس الطفرات فحسب.

في الشهر الماضي، أجريت دراسات كثيرة تمت فيها مراقبة الفيروس في المختبرات. هذا، فيما كان "أوميكرون" يحقّق انتشاراً أكبر بين الناس ومنهم من تلقوا اللقاح وأيضاً منهم من كانوا قد أصيبوا بالفيروس في وقت سابق. لكن في مقابل الارتفاع الكبير في معدل الإصابات بالمتحور الجديد، بدا واضحاً أن معدلات الدخول إلى المستشفيات لم ترتفع إلا بنسبة ضئيلة. فقد أظهرت الدراسات الأولية، كما بدا واضحاً، أن "أوميكرون" أقل خطورة بما ينتج عن من أعراض، خصوصاً بالنسبة إلى الملقحين. ومما تبيّن أيضاً أن "أوميكرون" أصاب الشباب أكثر وهم الذين يعتبرون أقل عرضة لمضاعفات كورونا أياً كان المتحور المعني. كما أن الكثير من الإصابات التي حصلت بـ"أوميكرون" أولاً كانت بين أشخاص يملكون المناعة اللازمة في مواجهة الفيروس إما بسبب تلقيهم اللقاح أو بسبب إصابة سابقة بالفيروس. فلم يكن واضحاً ما إذا كان "أوميكرون" قد يكون أقل خطورة أيضاً في حال أصاب شخصاً أكبر سناً لم يتلق اللقاح.

أمّا التجارب على الحيوان فقد استطاعت أن تخفف من هذا الغموض المحيط بالمتحور الجديد لاعتبار أنه من الممكن للباحثين أن يتتبعوا حالات الحيوانات في ظروف متماثلة. والنتائج التي أتت من أكثر من 6 دراسات كانت واحدة: "أوميكرون" أقل خطورة من "دلتا" ومن باقي متحورات كورونا. وقد تبيّن في تقرير واسع النطاق أجراه باحثون يابانيون وأميركيون أنه من الفئران التي تناولتها التجارب وقد أصابها بـ"أوميكرون" أو أحد المتحورات الأخرى، تلك التي أصيبت بـ"أوميكرون" تعرّضت إلى أضرار أقل في الرئتين وتعرّضت إلى انخفاض أقل في الوزن وكانت أقل عرضة لحصول وفاة. وقد ظهرت أعراض أخف بكثير بين الحيوانات المصابة بـ"أوميكرون". لكن ما بدا صادماً أكثر بعد أن النتيجة كانت مماثلة بين الفئران التي يعرف أنها كانت تتعرّض إلى حالات متقدمة من المرض لدى الإصابة بأي من المتحورات السابقة من كورونا.

في الختام، استنتج الباحثون أن الإصابة بـ"أوميكرون" تعتبر أخف لأسباب بنيوية. وقد لوحظ أن معدّلات "أوميكرون" كانت نفسها في أنوف الفئران المصابة بـ"أوميكرون" وتلك المصابة بأيّ من المتحورات الأخرى. إلّا ان معدّلات "أوميكرون" في الرئتين كانت أقل بمعدل العِشر بالمقارنة مع معدلات المتحورات الأخرى في حال الإصابة بها.

وفي دراسة أخرى أجريت في هونغ كونغ، تبين من الانسجة التي أخذت من القصبات الهوائية للإنسان أن "أوميكرون" ينمو ببطء شديد بمالقارنة مع دلتا وباقي المتحورات. ومن المفترض أن تجرى المزيد من الدراسات والاختبارات بع، وفي حال ثبتت هذه النتائج يمكن أن يفسر ذلك السبب وراء انخفاض معدلات دخول المستشفى للمصابين بمتحور أوميكرون بالمقارنة مع تلك المعدلات مع متحور "دلتا". مع الإشارة إلى أن الإصابة بمتحور "أوميكرون" تبدأ من الأنف أو ربما الفم وتنتقل باتجاه البلعوم فلا تتعدى ذلك في الحالات البسيطة. أما عندما يصيب فيروس كورونا الرئتين فيمكن أن يسبّب أضراراً خطيرة.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم