الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

ما هي نسبة الإصابة بكورونا بعد التطعيم؟

المصدر: النهار
ليلي جرجس
ليلي جرجس
تعبيرية (نبيل إسماعيل).
تعبيرية (نبيل إسماعيل).
A+ A-
تتوالى البيانات، كما الدراسات، حول التطعيم ونسبة الحماية، وتوصيات المصابين بجرعة واحدة أو الاكتفاء بالمناعة المكتسبة من الإصابة الطبيعية. وتتضارب الآراء بين الخبراء، بين مَن يرى التطعيم للمصابين غير ضروري، لأنّ المناعة الطبيعية تؤمن الحماية اللازمة، وبين مَن ينصح بتعزيز هذه المناعة بجرعة أو جرعتين بحسب الأسباب.

وأمام هذا الكمّ الهائل من المعطيات والمستجدّات، ظهرت وقائع جديدة تكشف إصابة الملقَّحين والحماية التي يُفترَض أن يؤمّنها اللقاح. فماذا تعني الإصابة بعد التطعيم؟ وهل تحمي اللقاحات من مضاعفات المرض لا من الإصابة؟

وفق دراسة نُشرت في مجلة "لانسيت" العلمية، فإنّ خطر الإصابة بالفيروس مرة أخرى ينخفض لمدة 10 شهور بعد الإصابة الأولى. وتستند هذه الدراسة التي أجراها باحثون في جامعة لندن على الأجسام المضادّة للأشخاص المصابين بالفيروس، مقارنة بأشخاص غير مصابين.
كما أظهرت دراسة أجريت في كليفلاند كلينك على العاملين الصحّيين، أنّ الملحقين أو الذين أُصيبوا بالفيروس لديهم نسبة خطر الإصابة بالفيروس مرة أخرى بالنسبة نفسها. بمعنى آخر، نسبة التعرّض للإصابة المتكررة هي نفسها عند فئة الملحقين وفئة المصابين بالفيروس.
 
وقد أظهرت الموجة الثانية من كوفيد - 19 عودة حالات الإصابة المتكررة. وقد توصلت دراسة قادتها AIIMS Delhi إلى أنّ الإصابة بعد التطعيم الجزئي أو الكامل بالفيروس، تؤكد أنّ التطعيم يمنع الإصابة بمضاعفات خطيرة للمرض، ولكنه لا يحمي من الإصابة بالفيروس.
 
فماذا يقول الطبّ عن هذه المعطيات الصحّية؟
 
 
تؤكّد رئيسة قسم الأمراض الجرثومية في مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت، الدكتورة سهى كنج لـ"النهار"، أنّ "كل الدراسات التي نُشرت أظهرت أنّ لقاحات الحمض النووي الريبوزي المرسال أي "موديرنا" و"فايزر"، تؤمن حماية بنسبة 64% لخطر الإصابة بأحد متحوّرات فيروس كورونا. إلّا أنها في المقابل، تحمي بنسبة 94% من حدوث مضاعفات حادّة أو إصابة خطيرة تستدعي دخول المستشفى. وهذا ما يهمّنا بالفعل؛ أن نخفّف من وطأة الإصابة على الشخص ونقلّل الخطر على صحّته، بالرغم من أنه لا يمنع نقل العدوى إلى الآخرين. وإذاً قد تكون أعراض الملقّح الذي أُصيب بالفيروس بسيطة وخفيفة، إلّا أنه قادر على نقل العدوى إلى الآخرين".

وعن تفاوت الآراء حول إعطاء جرعة واحدة أو عدم ضرورة التطعيم للمصابين بالفيروس سابقاً، توضح كنج أنّه "لا أدلّة واضحة كفيلة في إصدار توصيات نهائية حول ضرورة إعطاء أو عدم ضرورة التطعيم لهذه الفئة. لكن ما هو مؤكد ومثبت أنّ تكوين المناعة الطبيعية عند الأشخاص الذين أصيبوا سابقاً بالفيروس تدوم بين 8 شهور حتى سنة. ويجب أن نعرف أنّ معدل الأجسام المضادّة لا يعدّ المؤشر الوحيد للتأكد من تكوين مناعة ضد الفيروس، لأنّ هناك ما يُعرف أيضاً بالـT-Cells وهي تدوم طويلاً".
 
 
وفي هذا الصدد، تستند كنج إلى دراسة أُجريت من كليفلاند كلينك وستصدر قريباً، أظهرت أنّ المصابين بالفيروس سابقاً لديهم حماية من الإصابة مرة جديدة لمدة تدوم أقلّه 8 شهور. فيما لا يمكن تكوين أجسام مضادّة عند الأشخاص الذين يعانون من سرطان أو ضعف في المناعة أو أمراض صحّية.

وتلفت إلى أنّ "المصابين سابقاً بالفيروس وتلقّوا اللقاح قد يكونون أكثر عرضة للأعراض الجانبية مقارنة بالذين لم يصابوا بالفيروس أبداً. وعليه، يوصي الأطبّاء في الدول الأوروبية والأميركية بإعطاء جرعة واحدة كفيلة بتمديد المناعة المكتسبة لفترة أطول. وهناك بعض الدول التي نادت بإعطاء جرعتين حتى تسمح بالسفر إليها وتفادي الحجر. وعليه، لا مشكلة في تلقّي الجرعتين، ولكن لا تعدّان ضروريتين للأشخاص الذين أصيبوا سابقاً بالفيروس. لذلك نترك الأفضلية للأشخاص الذين لم يصابوا بالفيروس للتطعيم أولاً. وإذا كان لا بدّ من تطعيم هؤلاء، تعدّ الجرعة الواحدة كافية (إلا إذا تطلّب تلقّي جرعتين بدواعي السفر)".

أما الحديث عن حاجة جرعة ثالثة لتعزيز المناعة، برأي كنج أنه "سابق لأوانه ومن المبكر الحديث عنه. لغاية الساعة لا شيء يؤكد أو يشير إلى ضرورة تلقّي جرعة ثالثة من اللقاح. وما نعرفه حالياً أنّ اللقاحات تؤمّن مناعة تدوم 6 أشهر على الأقل، إلّا أننا لم نُجرِ فحصاً على T-Cells التي تُشكّل ذاكرة مناعية، والتي تحتاج إلى فحوص في مختبرات الأبحاث. ومع ذلك، يبقى الانتباه والتحذير من أن تتحوّل هذه الشائعات كحفيزة لربح تجاريّ".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم