الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

حالة نادرة: تلسكوب "هابل" يرصد اللحظات الأخيرة لنجم ابتلعه ثقب أسود (فيديو)

المصدر: "النهار"
"ناسا".
"ناسا".
A+ A-

بينما تصل بعض النجوم إلى نهاية حياتها بانفجار فتتحوّل إلى مستعرٍ أعظم (Supernova)، ينتهي بعضها الآخر بالتخلّص من موادّه قبل أن تتقلّص وتبرد وتنطفئ. ولكنّها نادراً ما تعاني من مصير أكثر خطورة، حين يلتهمها ثقب أسود "جائع".

 

يحدث مثل هذا الأمر عدّة مرات فقط كلّ 100 ألف عام في مجرّة، تحوي في مركزها ثقباً أسود خامداً. وقد تمّ اكتشاف أحدها في الآونة الأخيرة، بوساطة تلسكوب "هابل" الفضائيّ. فقد لاحظ الباحثون المرحلة الأخيرة من حياة نجمٍ مرّ بالقرب من ثقب أسود، كان يبعد نحو 300 مليون سنة ضوئيّة، وجرى التهامه، وقد أرسل ضوءاً في حدث سمّي "AT2022dsb"، وفقاً لموقع "ذا فيرج".

 

 

يُطلق على تمزيق النجم بوساطة الثقب الأسود "حدث اضطراب المدّ والجزر" (Tidal Distribution Event وينجم عن قوى الجاذبية الهائلة لثقب أسود فائق الكتلة. تكمن هذه الثقوب السوداء الضخمة في مراكز المجرات، ويمكنها سحب طبقات من الغاز من أيّ نجم يقترب منها أكثر من اللازم، ليتم في النهاية تمزيق النجم تماماً وسحب بقاياه إلى قرص حول الثقب الأسود يسمّى "قرص التراكم"، الذي يتغذّى منه الثقب الأسود.

 

وفي اجتماع الجمعية الفلكية الأميركية يوم الخميس الماضي، قالت الباحثة إميلي إنغلثالر من مركز هارفارد وسميثسونيان للفيزياء الفلكية: "الثقوب السوداء أكلة فوضوية للغاية. إنهم يأكلون قرص التراكم هذا - هذا الشيء على شكل كعكة الدونات - من الداخل، وهم يأكلون كثيراً ويطلقون الإشعاع أثناء قيامهم بذلك، ممّا يجعل قرص التراكم هذا ينتفخ إلى كعكة لطيفة كبيرة".

 

 

هذا، واستخدم الباحثون تلسكوب "هابل" للنظر في الأشعة فوق البنفسجية الآتية من النجم، مستعينين بتقنية تٌُسمّى التحليل الطيفيّ لتقسيم هذا الضوء ومعرفة ما تمّ ابتلاعه. يُتيح لهم ذلك معرفة نوع العناصر الموجودة، وبناء أدلّة حول ما يحدث داخل الفوضى الموجودة حول الثقب الأسود.

 

لا يتم عادةً ملاحظة مثل هذه الأحداث، لأنّ الأشعة فوق البنفسجيّة لا تمرّ بسهولة في الغلاف الجوّي؛ وبالتالي، يصعب جمع البيانات عنه. لذلك تُشير إنغلثالر إلى أنّه يجب استخدام تلسكوب خارج الغلاف الجويّ لتسجيل ودراسة هذا الحدث النادر.

 

أراد الباحثون معرفة كيف تغيّر النجم والثقب الأسود بمرور الوقت، لذلك قاموا بسلسلة من المراقبات على مدار عدة أشهر، فوجدوا أن درجات الحرارة في القرص انخفضت بمرور الوقت، وأن الرياح النجميّة ابتعدت عن الحدث، حيث كانت تسافر بسرعات هائلة تبلغ 20 مليون ميل في السّاعة، أو 3 في المئة من سرعة الضوء.

 

ومع ذلك، فإن الأطياف التي جمعها الباحثون لم تكن مستقرّة، بل اختلفت بشكل كبير بمرور الوقت. يمكن أن يكون هذا ببساطة بسبب بُعد المصدر قيد الدراسة؛ لذا أصبحت الإشارة مخفية بين الضوضاء. أو يمكن أن تكون المادة الدائرية حول الثقب الأسود أرقّ، وانخفضت كميّة الموادّ التي يسحبها الثقب الأسود.

 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم