الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

"ناسا" ترسل جهازاً لدراسة الغبار في الغلاف الجوّيّ... ما علاقته بتغيُّر المناخ؟

المصدر: "النهار"
رسم توضيحيّ للجهاز.
رسم توضيحيّ للجهاز.
A+ A-

أطلقت "ناسا" أداةً – باسم "EMIT" - قد تساعد الباحثين في محطّة الفضاء الدولية على حلّ لغز مناخيّ حيّر العلماء، إذ ستساعد بالتحقيق في مصدر الغبار المعدنيّ لسطح الأرض، وجرى إطلاقها على متن مركبة فضائية "سبايس إكس" "دراغون" ليلة الخميس من مركز كينيدي للفضاء.

 

يعتبر الغبار قوّة هائلة في الغلاف الجويّ، ولهذا السبب عزمت "ناسا" على فهمه بشكل أفضل، فهذه الجزيئات الصغيرة الآتية من الصحارى والمناطق القاحلة الأخرى يمكن أن يكون لها تأثير تبريد أو تدفئة على كوكبنا، بالاعتماد على العديد من العوامل المختلفة أيضاً.

 

 

الغبار يؤثّر في تغيّر المناخ؟

قال روبرت غرين، الباحث الرئيسي في المشروع وكبير الباحثين في مختبر الدفع النفاث، خلال مؤتمر صحافيّ يوم 13 تمّوز: "تدرس الأداة الغبار المعدني لأنّه عنصر غير معروف حاليّاً. ولن تدرس فقط مقدار الحرارة أو البرودة، ولكن ما إذا كان الغبار يسخّن أو يبرّد، وهو لا يزال أمراً غير مؤكّد".

 

أحد أسباب كون الغبار لغزاً هو أنّ جزيئات الغبار تأتي بألوان مختلفة، قد يكون أحمرَ غامقاً لأنّه يحتوي على الحديد. من ناحية أخرى، عادة ما تكون جزيئات الغبار التي تحتوي على الطين أفتح في اللون.

 

وذكر موقع "ذا فيرج" أنّ جزيئات الغبار الأفتح تعكس ضوء الشمس، ما يساعد على تبريد الكوكب، بينما تمتصّ جزيئات الغبار الداكنة بالفعل طاقة الشمس ويكون لها تأثير معاكس، ما قد يؤثّر سلباً على تغيّر المناخ على الأرض، فيريد العلماء معرفة ما إذا كان الغبار يساعد أو يضرّ بالجهود المبذولة لتثبيت درجات الحرارة العالمية.

 

كيف ستساعد "EMIT" "ناسا"؟

ستُستخدم أداة تسمى مطياف التصوير المتقدّم لجمع أكثر من مليار مقياس خلال العام المقبل، وتسجيل تكوين الغبار حول العالم. للقيام بذلك، ستقوم الأداة في الواقع بقياس طيف الضوء المنعكس من سطح كوكبنا، ما سيخبر العلماء عن مقدار الغبار في الغلاف الجوّي الذي يأتي من المعادن الداكنة أو المعادن الخفيفة، على أمل أن يحلّ هذا أخيراً لغز التأثير التراكمي للغبار على الكوكب، بالإضافة إلى تأثيرات التدفئة أو التبريد التي قد تحدث من منطقة إلى أخرى.

 

وتُعدّ الإجابة عن هذه الأسئلة أمراً بالغ الأهمية لبناء نماذج مناخية أفضل، يستخدمها الباحثون لمحاولة فهم ما قد يخبئه لنا تغير المناخ في المستقبل.

 

وأضاف غرين: "أردنا إرسال "EMIT" بسبب فجوة في معرفتنا، يتعلّق الأمر بالمناخ الآن وفي المستقبل، وهذا سيسمح لنا بالحصول على معلومات أفضل للتكيّف مع تغيّر المناخ".

 

بالإضافة إلى تغيّر المناخ، سيتمّ استخدام بيانات "EMIT" أيضاً لدراسة الظواهر الأخرى على الأرض المتأثرة بالغبار، حيث يمكن للغبار السفر آلاف الأميال من شمال أفريقيا إلى غابات الأمازون المطيرة، حيث يوفّر العناصر الغذائية للنباتات. يلعب الغبار أيضاً دوراً في تكوين السحب وجودة الهواء وحتى توفّر المياه. فعندما يهبط على الجليد، يمكنه تسريع ذوبانه.

 

يعتبر مدار محطة الفضاء الدولية حول الكوكب مثاليّاً لقياس الغبار، لأنّه يدور حول بعض أكثر مناطق الأرض القاحلة، فإنّ الصحارى هي مصدر معظم الغبار المتنقّل حول العالم.

 

من المقرّر وصول "EMIT" إلى محطة الفضاء الدولية اليوم السبت، 16 تمّوز، في نحو الساعة 6:20 عصراً بتوقيت بيروت، ويجب أن يكون جاهزاً لبدء جمع البيانات بحلول نهاية الشهر، والذي تتوقّع "ناسا" أن تبدأ مشاركته علناً في غضون شهرين تقريباً.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم