الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

مع الإنجاز الإماراتي... استعادة التجربة الصاروخية اللبنانية والحسرة الدائمة!

المصدر: "النهار"
الصاروخ اللبناني "الأرز 4"
الصاروخ اللبناني "الأرز 4"
A+ A-
وصل مسبار الأمل الإماراتي إلى مدار كوكب المريخ، إذ تخطى المرحلة الدقيقة المقبلة ليكون أول مهمة ناجحة من أصل ثلاث تهدف لاستكشاف الكوكب الأحمر هذا الشهر.
 
يُعدّ هذا الحدث إنجازاً لدولة الإمارات العربية بشكلٍ خاص والدول العربية بشكلٍ عام، مؤكداً أنّ الاستثمار في الطاقات يؤتي ثماره ولا ينقصنا شيء للإبداع والتنافس في كل المجالات العلمية.
 
هذا الإنجاز العربي الفريد يُذكّرنا بالتجربة الصاروخية اللبنانية المغمورة في ستينيات القرن الماضي التي يجهل تفاصيلها أغلب اللبنانيين، تفاصيل تدعو للفخر والشعور بالخزي في آنٍ معاً لنجد أنفسنا أكثر تطوّراً وطموحاً قبل 60 عاماً مما نحن عليه اليوم.
 
انطلق المشروع اللبناني للفضاء عام 1962 كفكرة للدكتور مانوغ مانوغيان، وهو أستاذ عمل في جامعة هايغازيان في بيروت في بداية الستينيات، وعمل مع طلابه على إجراء أبحاث لمحاولة تصنيع صواريخ بعيدة المدى قادرة على اختراق الغلاف الجوي للأرض نحو الفضاء، وقد بدأت التجارب بصواريخ صغيرة، ثم بدأ يتطوّر المشروع تدريجياً مع دعم الدولة اللبنانية.
 
ويقول صاحب المشروع في فيلم وثائقي بعنوان "النادي اللبناني للصواريخ"، إن بلدنا كان رائداً في الدراسات العلمية حول الصواريخ، وأجرى اختبارات لم يسبقه اليها بلد عربي. 
 
أطلق لبنان صاروخ "الأرز 4" في عيد الإستقلال عام 1963،ولم تنحصر التجارب بجامعة "هايغازيان" بل قام طلّاب من الجامعة الأميركية في بيروت بمحاولة إطلاق صاروخ "هنيبعل" لكنّها باءت بالفشل. 
 
وتحوّل المشروع ليصبح في عهدة الجيش اللبناني بالكامل بعد انفجار كبير في مختبر جامعة هايغازيان أثناء تحضير وقود الصواريخ، ويضيف أحد الضُبّاط المسؤولين عن التنسيق بين النادي والجيش بأنّ أهداف المشروع كانت علميّة بحتة لكنّ الضُبّاط كانوا يتناقشون في ما بينهم على إمكانية تطويرها لأهدافٍ عسكرية.
 
ويُقال بأنّ المشروع توقف عام 1969 بعد تدخلٍ خارجي واعتراض إسرائيلي. 
 
لم تكن تفاصيل هذه الأحداث لتخرج إلى العلن لولا الفيلم الوثائقي "النادي اللبناني للصواريخ" الّذي صدر عام 2012 بعد سنوات طويلة من البحث عن الحقائق وجهود كلّ من جوانا حاجي توما وخليل جريج.
 
اليوم، ومع وصول دولة الإمارات العربية إلى إنجازٍ جديد في مجال الفضاء، لا يمكننا إلّا أن نتساءل عن سبب دفن قدراتنا وعن سياسة الدولة الخاضعة تاريخياً، مُدمرةً قدرات الشباب اللبناني الّذي لطالما أثبت أنّهُ سبّاق للإبداع وتحقيق الإنجازات.
مسبار الأمل الإماراتي دليل بأنّ دعم الدولة هو العامل الأول في نجاح شباب الوطن ومؤشر لنجاحاتٍ كثيرة قادمة تُشرّف كل الوطن العربي، فهل من مغيّر للأحوال في وطننا؟
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم