الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

نظريات المؤامرة "المضللة" عن المناخ عبر الانترنت... ما التأثير الذي تركه إيلون ماسك؟

المصدر: "النهار"
إيلون ماسك (تصميم ديما قصاص).
إيلون ماسك (تصميم ديما قصاص).
A+ A-
يعيد باحثون انتشار المعلومات المضللة عن التغير المناخي عبر الإنترنت خلال عام 2022، إلى التأثير الذي أحدثه استحواذ ايلون ماسك على تويتر، وما أعقب ذلك من إعادة تفعيل لحسابات كانت محظورة.

وقالت جيني كينغ من معهد "ستراتيجيك دايلوغ" الذي يضم مجموعة من الخبراء ويتخذ من لندن مقراً، إن "ما فاجأنا بالفعل هذه السنة هو عودة ظهور لغة كانت منتشرة خلال فترة الثمانينات من القرن الماضي، كتعابير "خدعة المناخ" و"فضيحة المناخ"، تنكر وجود ظاهرة التغير المناخي".

ومن بين الادعاءات المضللة الأكثر انتشاراً، تلك التي تلفت إلى أنّ ثاني أوكسيد الكربون لا يؤدي دوراً في التغير المناخي أو أنّ الاحترار المناخي ليس ناجماً عن الأنشطة البشرية، على ما ذكر تقرير لـ"كلايمت أكشن اغينست ديسنفورمايشن"، وهو اتحاد من الجمعيات.

وأحصى تحليل لتغريدات تويتر أجراه متخصصان في المعلوماتية من جامعة "سيتي يونيفرسيتي" في لندن لصالح وكالة فرانس برس، 1,1 مليون تغريدة أو إعادة نشر تغريدة تحوي مصطلحات تنطوي على شكوك في مسألة المناخ، كُتبت في المنصة عام 2022.

ويوازي عدد هذه التغريدات قرابة ضعف ما نُشر في السياق نفسه عام 2021، وفق الباحثين.ولاحظ ماكس فلكنبرغ وأندريا بارونكيلي أنّ انتشار المعلومات المضللة عن التغير المناخي بلغ معدلات مرتفعة جداً في كانون الأول الماضي، بعد شهر من قمة "كوب27" واستحواذ الملياردير إيلون ماسك على تويتر.

وعزت مجموعة "سنتر فور كاونترينغ ديدجيتال هايت" الأميركية هذا الانتشار الواسع للمعلومات المضللة إلى إيلون ماسك، لإعادته تفعيل حسابات كثيرة كانت محظورة في تويتر، وإطلاقه ميزة تتيح للمستخدم الحصول على علامة توثيق الحساب مقابل دفع مبلغ مالي.

ورأى المسؤول عن البحوث في "سنتر فور كاونترينغ ديدجيتال هايت" كالوم هود، "أن قرار إيلون ماسك بترك منصته مفتوحة أمام الكراهية والمعلومات المضللة، قد تسبب بانتشار كبير لكل ما هو خاطئ عن موضوع المناخ". مع أنّ الملياردير الأميركي أطلق تحذيراً في آب 2022 من مخاطر الاحترار المناخي الذي وصفه بـ"الخطر الكبير".

إلى ذلك، شهد وسم #كلايمت سكام #ClimateScam أو "خدعة المناخ" انتشاراً كبيراً في تويتر اعتباراً من تموز 2022، على ما أظهرت تحليلات لكل من "كلايمت أكشن اغنست ديسنفورمايشن" و"سنتر فور كاونترينغ ديدجيتال هايت".

وفي أسابيع قليلة، أصبح هذا الوسم بين أكثر النتائج المقترحة أمام المستخدمين عندما يكتبون كلمة "مناخ".

وكانت ربع التغريدات التي تنطوي على شكوك في ما يخص المناخ، منشورة من عشر حسابات فقط، بينها حساب زعيم الحزب الشعبوي الكندي اليميني ماكسيم بيرنييه ورئيس تحرير موقع "إنفو وورز" المتخصص بنظريات المؤامرة بول جوزف واتسون.

ولم تسلم المنصات الاجتماعية الأخرى من انتشار المعلومات المضللة عن المناخ.

عبر تيك توك، زادت معدلات مشاهدة مقاطع الفيديو المصحوبة بوسوم مرتبطة بإنكار التغير المناخي بمقدار 4,9 ملايين مشاهدة، بحسب جمعية "أدفنس ديموكراسي".

وغالباً ما أدّى البحث عن مقاطع الفيديو إلى إظهار إعلانات لمواد تشكك في المسائل المناخية.

وأوضحت الناطقة باسم يوتيوب إيلينا هيرنانديز لوكالة فرانس برس أنّ هذه الإعلانات حُذفت لاحقاً.

أما عبر فايسبوك، فلاحظت "أدفنس ديموكراسي" أنّ كمية المنشورات المضللة في شأن المناخ انخفضت مقارنة بما كان يُنشر عام 2021.

وأشارت "كلايمت أكشن اغنست ديسنفورمايشن" في تقريرها إلى أن المحتوى الذي يبدي شكوكاً حول المواضيع المناخية مرتبط بمعلومات مضللة أخرى، كتلك المتمحورة مثلاً على التزوير في الانتخابات واللقاحات وجائحة كوفيد-19 وعمليات الهجرة.

وقالت جيني كينغ، "نشهد بالتأكيد انتشاراً كبيراً لنظريات المؤامرة"، مشيرة إلى أن "المناخ هو الموضوع الجديد الخلافي في مناقشة الأفكار".

وتُجمِع الغالبية العظمى من العلماء في العالم على أنّ البشرية تتسبب في ارتفاع درجة حرارة الأرض من خلال استخدامها الوقود الأحفوري.


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم