الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

طلاب الجامعة اللبنانية يتعاونون مع "غوغل"

المصدر: "النهار"
ابراهيم مخزوم
ابراهيم مخزوم
نادي الطلبة المطوّرين في الجامعة اللبنانية
نادي الطلبة المطوّرين في الجامعة اللبنانية
A+ A-
 
تشكّل الأندية الطالبية في الجامعات عامل قوة في المجتمعات حول العالم، وهي مثال عن الفئة الشبابية في الوطن وطموحاتها للمستقبل. هذه الأندية بدأت بالتطور في السنوات الأخيرة في لبنان لتصبح عموداً فقرياً لرؤية الشباب المستقبلية التي تبتعد كل البعد عن الواقع الأليم الّذي نعيشه في وطننا اليوم.
 
لطالما كان الشباب اللبناني مندفعاً للنجاح ومواكبة التطوّر، وفي عالم التكنولوجيا، الآفاق واسعة جداً والإمكانات ضئيلة لدينا، ويشكّل نادي الطلبة المطوّرين في الجامعة اللبنانية بادرة أمل لغدٍ أفضل في المجال. فما هو هذا النادي؟ ما الهدف منه؟ وكيف يمكننا تطوير إمكاناته؟
 
نشأ نادي الطلبة المطوّرين في كلية العلوم-الفرع الأول في الجامعة اللبنانية تحت إطار برنامج "Developers Student Club-DSC" من شركة غوغل العالمية في كانون الأول 2019. هذا النادي كان الأول من نوعه في لبنان وبدأ كفكرة بين مجموعة طلّاب صغيرة وجدت سوق العمل في المجالات التكنولوجية مختلفاً جداّ عما يتعلمونه في الجامعة وسرعان ما شُكّلت أندية شبيهة له في عدد من الجامعات الخاصة.
 
"يهدف النادي إلى تقليص الفجوة بين متطلبات سوق العمل في المجال التكنولوجي وبين ما يكتسبه الطالب في الجامعة فعلياً"، يقول هادي شاهين، أحد مؤسسي النادي في لبنان، مضيفاً: "حاولنا أن نقوم بمبادرة لتغيير واقع القطاع ونرفع من قدراتنا في المجال وندخل سوق العمل العالمي".
 
ويضيف شاهين في حديثه لـ "النّهار" بأنّ النادي يساعد في تجهيز الطلّاب لسوق العمل ويغطي جزءاً من الخلل في المناهج الدراسية التي أهملت الجانب التطبيقي من العملية التعليمية.
 
وسعياً منه لتحقيق هذا الهدف، يجري النادي بنشاطاتٍ عدّة فاق عدد المشاركين فيها المئة، آخرها نشاط أُقيم عن بعد يوم الجمعة الفائت بعنوان "إبدأ مشوارك كمطوّر ناجح"، وسبق أن أقام النادي ورشات عمل لتعليم تقنيات منها "جام ستاك" و "دجانغو" ويمكن الاطلّاع على النشاطات القادمة من خلال صفحة النادي في فايسبوك "DSC LEB".
 
أمّا عن الارتباط بشركة "غوغل"، فيؤكد عبد الرحمن مصري عتّال، المسؤول التنفيذي في "DSC-LU" بأنّ مركز الشركة في دبي يبقى على تواصل معهم ويقدم لهم النصائح والمقترحات للنشاطات المقبلة إلّا أنّ ذلك لا يتعارض مع استقلاليتهم وإقامة النشاطات التي يرونها مناسبة نظراً إلى الرؤية المشتركة مع الشركة الأميركية العملاقة.
 
ويشير عتّال، الّذي لعب دوراً في تأسيس النادي، إلى أنّ "غوغل" تهتم بمدى التفاعل مع نشاطات النادي في لبنان، وتركّز خصيصاً على مشاركة النساء في المجال التكنولوجي بعد إطلاق برنامج "Women Techmakers Google" حول العالم.
 
هذا وتوفر "غوغل" بعض خدماتها مجاناً للنادي في حال تم الطلب لتسهيل أيّ من النشاطات، ويؤكد المعنيون بأنّ الموارد البشرية متوافرة وأغلب العاملين في المجال في لبنان "متعاونون للغاية" ويشاركون في الندوات والنشاطات من دون مقابل.
 
عالم التكنولوجيا اليوم خدمة محترفة يستطيع أن يقدمها الشباب اللبناني على أكمل وجه إذا ساهمنا في تطوير إمكانياته، والسبيل لهذا الهدف يبدأ بتعديل سياسة الدولة والجامعات في لبنان لتصبح أكثر تقديراً للخبرة العملية في المجال عوضاً من الإكتفاء بالجانب النظري.
 
الموقع الّذي أنشأته الدولة مؤخراً لتقديم طلبات التلقيح لفايروس كورونا مشروع عملي كان من الممكن أن يدخل ضمن الجانب التطبيقي لسياسة تعليمية ناجحة بمساعدة مطوّر محترف بحسب شاهين الّذي يرى بأنّ "الطلاّب سلعة تصديرية في لبنان، ونريد أن نغيّر ذلك الواقع ونجعل الفرد منتجاً في المجتمع اللبناني".
 
إذاً، تطوير إمكانيات هذه النوادي يبدأ من تغيير النظرة العامة لها، وخلق الفرص لتكون فاعلة في نمط حياتنا اليومي من أبسط المتطلبات إلى أكثرها تعقيداً.
 
نوادي الطلبة في لبنان تجسد واقع بلد يؤمن به شبابه رغم قلّة ما يُقدمه لهم، يحاولون تطويره في حين يدمرهم، ويسعون لإنقاذه، غافلين عن فرضية غرقهم معه. الشباب اللبناني فرصة لوطن أفضل، ألم يحن الوقت لنؤمن بهم ونعوّل على قدراتهم؟
 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم