الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

هل يُسكِت "إنستغرام" صوت الفلسطينيين؟

المصدر: "النهار"
ابراهيم مخزوم
ابراهيم مخزوم
تعبيرية (أ.ف.ب.)
تعبيرية (أ.ف.ب.)
A+ A-
تطوّرت الأحداث خلال الأيام الأخيرة في الأراضي المحتلة لتصل إلى أوجها بعدما أمطر الجيش الاسرائيلي قطاع غزة بمئات الصواريخ الجوية قاتلاً الأبرياء والأطفال. ومع هذا التصعيد، أصبحت فلسطين محط أنظار، ولفتت إنتباه الملايين حول العالم، فلجأ الشعب المسكين إلى مواقع التواصل الاجتماعي لإيصال صوته ومشاركة معاناته، لعلّه يحصد تعاطف المجتمع الدولي ويضغط على العدو لوقف الابادة الجماعية ليتفاجأ أنّ صوته مكتوم على بعض وسائل التواصل.

انتشرت أنباء خلال الأيام الماضية عن حجب وسم #الأقصى في موقع التواصل "إنستغرام" الّذي تملكه شركة "فايسبوك"، وهو الوسم الّذي كان ينتشر بسرعة ويوثق الاضطهاد الّذي يتعرض له هذا الشعب.

ولتوضيح هذا الأمر، اعتذرت الشركة عن ما حدث خلال أحداث حي الشيخ جرّاح في القدس المحتلّة، ونَسبته إلى خطأ تقني غير مقصود أثّر على الملايين حول العالم، مدعيةً أنّ الخلل طال كولومبيا، الولايات المتحدة، وكندا كذلك.

وبعد أيام عدة من هذا الاعتذار، لا يزال الناشطون الفلسطينيون يشكون مسح منشوراتهم المتعلقة بالأحداث الراهنة في الموقع في ما اعتبروه تقييداً لحرية التعبير، وعملية تعتيم إعلامي تصب في مصلحة إسرائيل.
وأشارت الناشطة الفلسطينية مريم عفيفي، في بثٍ مباشر مع "النّهار"، إلى أنّهم إستخدموا وسائل التواصل بشكلٍ فعّال لإيصال الصوت "وأصبحت سلاحاً لصالحنا، قبل أن تبدأ هذه الشركات بمحاربتنا. الشركة قالت إنّه خطأ تقني، لكنّها لا تزال تحذف المنشورات وحسابات الناشطين الّذين يتكلمون باسمنا".

وأتى في رسالة داخلية للشركة، اطّلع عليها موقع BuzzFeed News، أنّ موقع إنستغرام حذف وقيد المنشورات المتعلقة بالمسجد الأقصى في القدس بعدما خلط مديروه بين المسجد وبين جماعة مصنفة على أنها منظمة إرهابية. ووصف قائد فريق سياسة المنظمات والأفراد الخطرة بالشركة عمليات الإزالة على أنّها "أخطاء في الإنفاذ".

وبعد كل هذا، تكثر التساؤلات حول ما يحدث فعلاً. هل نقتنع أنّ أحد أبرز تطبيقات التواصل الاجتماعي لم يلحظ الفرق بين المنشورات حول مطالب الفلسطينيين والمحتوى الارهابي على خلفية لغطٍ لغوي؟ وهل فعلاً غفلت الشركة عن خلل كهذا في ظل الاهتمام العالمي بالتطوّرات في البلاد؟ وهل من الصدفة أنّ أحد مدراء التطبيق، هو رجل أعمال أميركي إسرائيلي؟ تساؤلات بالجملة، والحقائق مشوّشة، لكنّ الحقيقة الوحيدة المؤكدة هي أنّ أطفال فلسطين يعانون بما فيه الكفاية، "وخنق أصواتهم"، إن صحّ، يمثّل تعدياً على الانسانية.
 


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم