الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

كرة القدم اللبنانية في 2022 "راوح مكانك"... السبب الرئيسي "الأندية المتآكلة"!

المصدر: "النهار"
أحمد محي الدين
الدوري اللبناني.
الدوري اللبناني.
A+ A-
راوحت كرة القدم اللبنانية مكانها في العام 2022، وطفت الى السطح مشاكل جمّة يعود السبب فيها الى بنية اللعبة المتعلقة بالأندية قبل أي شيء.

بعد ثمانية أيام فقط من بداية العام 2022، افتعل نادي النجمة صاحب الشعبية الأكبر إشكالاً من دون أي مبرر عندما أعلن انسحابه عن المباراة ضد غريمه العهد، ثم توسع مسلسل الاشكالات على غرار أشهر سلسلة تلفزيونية في التسعينيات "العاصفة تهب مرتين"، حيث شهد هذا المسلسل إعادة صياعة السيناريو بتدخلات سياسية وحقوقية الى تحركات شعبوية فاقمت الأزمة من خلال شعاراتها، فضلاً عن لجان الاتحاد المتباينة في قراراتها الى أن اختتم بقرار من مجلس التحكيم الرياضي التابع للجنة الأولمبية اللبنانية بعد الاستماع لكافة الأطراف، وبهذا أكمل الفريق النبيذي الموسم بعيداً عن القمة واللقب الذي آل الى نادي العهد، فيما حظي النجمة بتعويض من خلال إحراز كأس لبنان وهو كان أول لقب رسمي للنادي بعد 6 أعوام عجاف، قبل ان يشهد تغييراً إدارياً قضى بتولي مازن الزعني رئاسة النادي بدلاً من أسعد الصقال.

حوادث عكست تماماً ماهية اللعبة في لبنان، والتي ترزح تحت وابل من الأزمات ولا سيما الإقتصادية منها وعدم وجود التمويل المؤسساتي من خلال عوائد بطاقات الجماهير والإعلانات والنقل التلفزيوني على النحو الكافي، ومرد هذه الأزمات هو طبيعة هذه الأندية التي "تسترزق" من متمول سياسي أو بلدي، وعند أي تعثر يصبح الاتحاد هو المسؤول الأول والأخير وهذا عدّه الكثيرون "تهرب من المسؤولية".

يسهل على الكثير من مسؤولي الأندية اللبنانية اتهام رأس هرم اللعبة بالفساد، متناسين ان الاتحاد هو نتاج الأندية من خلال جمعيات عمومية مدونة ومصورة، كما أن غالبية أعضاء الاتحاد اللبناني لكرة القدم مشهود لهم في المناصب التي يتولونها في الهيئات الخارجية مثل الاتحاد الآسيوي أو الاتحادات الإقليمية، حيث يشيد الجميع بعملهم ومناقبيتهم وحرصهم على رفع إسم لبنان.

اللعبة في وادٍ سحيق، أندية متآكلة مسيسة تعيش على "المساعدات" السياسية والبلدية وفي بعض الأحيان الطائفية، لاعبون بمعظمهم دون أي إحترافية، إداريون همّهم الشهرة من خلال إثارة الجدل ولا سيما مع انتشار مواقع التواصل الاجتماعي، ملاعب عشبية "منقرضة" وإجراء المسابقات الرسمية "بالتي هي أحسن"، علماً أن الفضل في تعشيب الملاعب المتاحة حالياً قام بها إتحاد اللعبة من خلال الاستفادة من برامج الاتحادين الدولي والآسيوي، والأمر الأكثر ضرراً هو شغب الجمهور في بعض المباريات الذي تسبب في رفض العديد من إدارات المنشآت إستضافة فريق بعينه أو أكثر نتيجة الأضرار اتي لحقت بالمرافق العامة في كل ملعب.

يندر ايجاد ناد يعتمد على التمويل الذاتي، لا بل يكاد الأمر يبدو مستحيلاً، وعند أول تعثر أو مطب يصبح الاتحاد مسؤولاً وهو الفاشل والفاسد!

اللعبة الشعبية الأولى في لبنان تنظر بحسرة الى "شقيقتها" كرة السلة، التي سطرت في العام الذي نودعه إنجازات متتالية، وهذا يعود الى عمل الاتحاد، إنما الفضل يعود أيضاً الى الأندية التي تهتم بكيفية النجاح من خلال الاستثمار في اللاعبين الصغار أولاً، حيث ان المنتخبات التي وصلت الى العالمية في الكرة البرتقالية هي نتاج الأندية وأكاديمياتها وفئاتها العمرية، وهذا الأمر لا ينسحب على كرة القدم لأسباب تتعلق بالأندية ومواردها الضعيفة وإتكاليتها على "المحسنين".

وبالانتقال الى منتخب كرة القدم الوطني، فإن العام 2023 سيكون عام الاستعداد لخوض نهائيات كأس الأمم الآسيوية التي تحتضنها قطر مطلع العام 2024، علماً أن الاتحاد لم يقصر برغم إمكاناته التي تكاد لا تذكر بالمقارنة مع الدول المجاورة، هذه البلدان تتوفر فيها بنيات تحتية رياضية تؤمنها الجهات الرسمية، في حين لا يتوفر لبنان حالياً على ملعب واحد لإستضافة المباريات الدولية لأسباب تعدد ذكرها تتعلق بهيكلة الدولة لقطاع المنشآت وإهمال البعض الآخر أو تحويلها الى صروح غير رياضية، وعندما حاول الاتحاد إيجاد الحلول إصطدم بالروتين الإداري للدولة!

وإزاء هذا الواقع، فإن كرة القدم اللبنانية "تجود بالموجود"، وتحتاج الى إعادة "صياغة" على مستوى الأندية أولاً وتغيير مفهومها من خلال السير على طريق "المأسسة" لأن الواقع الحالي لا يبشر بتحقيق انجازات كبيرة كالتي تحققت عربياً في مونديال قطر الأخير سواء تنظيميا أو على صعيد النتائج وحتى الاستفادة من إرث الإمارة العنابية، إذ ثمة الكثير من الأفكار ينبغي ان تطرح وتنفذ والبداية من التخلص من التبعية والبدء بتطبيق الإحتراف.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم