الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

مارادونا اليساري..."تشي الرياضة" و"ابن كاسترو" و"جندي مادورو"

المصدر: "أ ف ب"
إضاءة شموع تخليداً لذكرى مارادونا (أ ف ب).
إضاءة شموع تخليداً لذكرى مارادونا (أ ف ب).
A+ A-
أطلق عليه الزعيم الكوبي و"والده الثاني" فيدل كاسترو لقب "تشي الرياضة" تيّمناً بالزعيم الأرجنتيني تشي غيفارا، وهو يعتبر نفسه "عاشقاً" للرئيس الفنزويلي السابق هوغو تشافيس و"جنديّاً" للحالي نيكولاس مادورو؛ لم يخفِ دييغو مارادونا يوماً ميوله السياسية اليسارية.

عندما تواجد الرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش في مدينة "مار ديل بلاتا" في مقاطعة بوينوس أيرس عام 2005 لحضور "قمة الأميركيتين" للدفاع عن مشروع منطقة التجارة الحرة على صعيد القارة، كان مارادونا حاضراً.

دعاه تشافيس حينها للصعود إلى المنصة، فما كان من أيقونة كرة القدم العالمية إلّا أن طالب الحشود بـ"طرد" بوش من الأرجنتين، تبعتها موجة من الترحيب.

كان مارادونا قد أعد الأرضية، طالباً "إلقاء هذه الحثالة البشرية بوش" في القطار الذي نقله إلى "مار ديل بلاتا" إلى جانب 150 شخصية، من بينهم الرئيس البوليفي المستقبلي إيفو موراليس (2006-2019) والمخرج الصربي إمير كوستوريكا الذين أخرج لاحقًا وثائقيًا عن حياة الارجنتيني المثير للجدل.

نعى موراليس، الذي خاض سابقاً مباراة ودية مع مارادونا في العاصمة "لا باز"، صديقه متحسّراً على موت "أخيه"، واصفاً إيّاه بالشخص "الذي أصغى وكافح من أجل المتواضعين"، فيما اعتبر خليفته الرئيس الحالي لبوليفا لويس أرسي على تويتر أن "العالم يبكي خسارةً لا تعوّض".

في العام 2019، حين كان مدرّباً لفريق دورادوس دي سينالوا في الدرجة الثانية المكسيكية، شنّ مارادونا هجوماً لاذعاً على الرئيس الأميركي دونالد ترامب بقوله: "يعتقد شرطيو العالم هؤلاء الأميركيون أنهم يستطيعون أن يحكموننا لأن لديهم أكبر قنبلة في العالم. لكن لا، ليس نحن. هذه الدمية التي يمتلكونها كرئيس لا تستطيع شراءنا".

هذا النفور تجاه الولايات المتحدة متجذرٌ بعمق في الطفل الذي نشأ في فيا فيوريتو، إحدى البلدات الفقيرة في ضواحي بوينوس أيرس.

فيدل كاسترو وتشي غيفارا... على جسده
 
لم ينسَ "بيبي دي اورو" (الفتى الذهبي) جذوره ولم يخفِ يوماً حبّه لمثاله الأعلى في الحياة. وهو يختلف كليّاً عن الاسطورة الاخرى، البرازيلي بيليه الذي لطالما كان اسمه ومارادونا في النقاش عن الاعظم في التاريخ، الذي شغل منصب وزير الرياضة في بلاده ويعتبر قريباً من المؤسسات بما فيها الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) ويعتبر أكثر ديبلوماسية من الارجنتيني.

في العام 1987، بعد سنة على هدف "يد الله" وتتويجه بلقب كأس العالم في المكسيك، زار مارادونا الزعيم الشيوعي فيدل كاسترو في كوبا للمرة الاولى.

عندما اقترب من الموت في عامي 2000 و2004 بسبب إدمانه على الكوكايين ومعاناته من البدانة المفرطة منذ نهاية مسيرته في الملاعب عام 1997، لجأ الى الجزيرة للخضوع الى العلاج.

في عام 2005، بعد أن أصبح مقدم برامج تلفزيونية ناجحاً، أجرى مقابلة مع كاسترو في هافانا عبر برنامجه "لا نوتشي دل دييس" (أمسية الرقم عشرة).

وكان وقع إعلان وفاة كاسترو في العام 2016 مأسوياً على مارادونا الذي أسف لفقدان "الأب الثاني" وبكى قائلاً: "أشعر أنني كوبي".


جسّد حرفيّاً هذا الرابط العاطفي بوشم لوجه كاسترو على ربلة ساقه اليسرى، إضافة الى شخصية أخرى في الثورة الكوبية، الأرجنتيني تشي غيفارا المتواجد وشمه على زنده الأيمن.

وشاءت الصدفة أن يرحل مارادونا في اليوم ذاته على رحيل والده الثاني كاسترو الذي توفي ايضًا في 25 تشرين الثاني، حيث غرّد وزير الخارجية الكوبي برونو رودريغيس "شاء التاريخ أن يرحلا في اليوم ذاته".

تشافيس "العملاق"
 
قال مارادونا في حديث بعد مأدبة غذاء جمعته بتشافيس في العام 2005 "تعرفت إلى فيدل كاسترو، (الرئيس الليبي) معمّر القذافي، والآن أتعرف على عملاق كتشافيس"، حيث وصف مشاعره إثر لقائه به بأنها "أقوى ربما" من تلك التي تراوده عقب الفوز بكأس العالم.

واعتبر لاعب نابولي الإيطالي السابق أنّه "مع كاسترو، تشافيس، لولا وكيرشنير (رئيسا البرازيل والارجنتين تواليًا في حينها)، أعتقد أنه بإمكاننا تشكيل تحالف جيد ضد الفقر والفساد وقطع العلاقة مع الولايات المتحدة".

في العام 2013 ومن ثم 2018، قدّم مارادونا نفسه "جنديّاً" لنيكولاس مادورو، خليفة تشافيس، حيث حضر اجتماعات حملته الانتخابية.

وغرّد مادورو عقب رحيل لاعب برشلونة الاسباني السابق: "أشعر بالكثير من الحزن، لقد غادرنا أسطورة كرة القدم، الاخ والصديق الوفي لفنزويلا... ستبقى في قلبي وذهني. لا أملك الكلمات في الوقت الراهن لأعبّر عمّا أشعر به. الى اللقاء بيبي (فتى) أميركا".

في بلاده أيضاً، اعتنق مارادونا السلطة عندما كانت يسارية. عندما توفي نيستور كيرشنير في عام 2010 الذي كان رئيسًا للبلاد بين عامي 2003 و2007 كتب اللاعب الملقب بـ "ديوس" (الله في الاسبانية) أن "الأرجنتين فقدت مصارعًا". في عام 2015، أرسل الورود لكريستينا كيرشنير، زوجة نيستور، التي خلفته في منصب الرئاسة وذلك لنهاية فترة ولايتها.

وكتب رئيس نيكاراغوا دانيال أورتيغا، الأربعاء، أنّ "عملاقاً آخر يغادرنا، إنه الأخ اللامتناهي لجميع الشعوب الحرة في العالم".

وكانت أبرز المواقف أيضاً لمارادونا عندما التقى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في مونديال روسيا 2018 وقال له "أنا فلسطيني"، وأضاف: "قلبي فلسطيني".
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم