السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

وفاة باولو روسي... أسطورة صنعته كذبة بيرزوت

المصدر: النهار
وفاة باولو روسي... أسطورة صنعته كذبة بيرزوت
وفاة باولو روسي... أسطورة صنعته كذبة بيرزوت
A+ A-
 
تواصل غياب أساطير كرة القدم في 2020، فبعد الأرجنتيني دييغو أرماندو مارادونا، غيب الموت الايطالي بولو روسي أحد أبطال ملحكمة إيطاليا في نهائيات كأس العالم 1982 في اسبانيا، حينها ساهم روسي بنيل "الآزوري" لقبه العالمي الثالث، غداة خروجه من السجن.
 
ولم يحتج  روسّي لأكثر من أربع ساعات لينصّب نفسه على عرش كرة القدم العالمية، وبطلا لايطاليا، ففي 241 دقيقة بين 5 و11 تموز 1982، أحدث ضجة في تاريخ الكرة في بلده باهدافه الستة التي سجلها والتي جعلت منه أحد اقوى الهدافين الذين عرفتهم الكرة الايطالية، وصارت حناجر ابناء بلده كلها تنادي باسمه. اكتشفه مسؤولو يوفنتوس في أحد الفرق الصغيرة في ضواحي مدينة فلورنسا، فلم يفوّتوا الفرصة وضمّوه بسرعة إلى النادي بعد العروض التي قدّمها والمستوى الجيد الذي اظهره مبشّرا بقدوم هداف من الطراز الرفيع. غير أن انتقال روسي إلى يوفنتوس لم يكن موفقا، وسرعان ما تحوّل الحلم إلى كابوس، فأصيب بكسر في المعصم، ثم خضع لثلاث عمليات جراحية في الغضروف ليجد نفسه في صيف عام 1975 على لائحة اللاعبين الذين يريد النادي التخلص منهم. وأخيرا تمت إعارته إلى نادي كومو الذي لعب معه اول مباراة في 5 تشرين الثاني 1975. وكما كانت البداية غير موفقة في هذه المباراة التي خسرها، كان كذلك الموسم الذي قضى معظم اوقاته في عيادة الفريق. وفي صيف العام التالي، تم تحويله الى نادي فيتشنتسا المتواضع الذي يلعب ضمن أندية الدرجة الثانية. وبعيدا عن أضواء الدوري وجاذبيته، تفجّرت مواهب روسي وسجل 21 هدفا في الموسم 1976-1977، وسمح لفريقه بالصعود الى دوري الاضواء. في الموسم التالي، قاد فريقه إلى المركز الثاني خلف يوفنتوس محدثا المفاجأة، بل وتوّج هدافا للبطولة برصيد 24 هدفا متقدما على ألمع النجوم، ليضمن هذا الأمر مكانه في تشكيلة مدرب المنتخب إنزو بيرزوت في مونديال 1978، حيث سجل 3 أهداف وحلت إيطاليا رابعة. وبعد فشله في انقاذ فريقه فيتشنتسا من الهبوط إلى الدرجة الثانية في الموسم 1978-1979، طلب النادي مبلغ 5 مليارات ليرة مقابل التخلي عنه وهو ثمن عجز حتى يوفنتوس عن تسديده. تجدّدت قصّة هداف إيطاليا مع الاعارات وانتقل الى بيروجيا وهنا بدأت رحلته نحو الجحيم. في شباط 1980، اندلعت الفضيحة المعروفة باسم "توتونيرو" الخاصة بالمراهنات الرياضية التي تورطت فيها شركتان وأحد اكبر المراهنين، إذ كان اسم روسي بين المتورطين في ترتيب نتيجة مباراة فريقه ضد أفيلينو. تمّت معاقبته بالابعاد لمدة ثلاثة اعوام، ثم خُفّضت العقوبة إلى سنتين بعد الاستئناف. قال روسي مدافعا عن نفسه: "كان يجب أن يدفع الثمن شخص مهم، وفهمت بسرعة انني الضحية التي تم تعيينها... كنت كبش فداء لمنع أزمة أخطر وأعمق".
 
وفي صيف عام 1981، عرض يوفنتوس مليارات الليرات لشراء روسي وهو ما تم فعلا، لكن روسي غيّر ألوان الفريق دون أن يحملها، ولم يلعب الا قبل نهاية الدوري بثلاث مباريات في 18 نيسان 1982. برغم ذلك، قرّر بيرزوت ضمّ روسي الذي بدأ مسيرته كجناح قبل أن يتحوّل الى رأس حربة، إلى المنتخب الذي سيشارك في مونديال اسبانيا. وبعد دور أول متواضع، جردت ايطاليا الأرجنتين من لقبها العالمي بأداء باهت، لتضرب موعداً مع منتخب "الأحلام" البرازيلي بقيادة زيكو، حيث سطع روسي بثلاثية تاريخية أجهضت مسعى "السيليساو" لنيل لقبه العالمي الرابع بأفضل تشكيلة في تاريخه، ونصّب نفسه ملكا على التشكيلة الايطالية ورمزا لجماهير بلاده. واصل روسي تألقه في مباراة الدور نصف النهائي أمام بولندا (2-0)، وسجّل الهدفين وأهل منتخب بلاده الى المباراة النهائية أمام ألمانيا الغريبة وسجل هدفا في النهائي. هكذا وفي ظرف 241 دقيقة، ومن سبع لمسات للكرة صار "بابليتو" حديث الشارع الرياضي، ووسائل الاعلام المحلية والعالمية، والأهم من ذلك قلب كل التكهنات وأهدى بلده كأسا عالمية غالية على نفوس الايطاليين. بعد المونديال ونيله جائزة الكرة الذهبية في 1982، شكّل ثلاثيا رائعا في يوفنتوس مع الفرنسي ميشال بلاتيني والبولندي زبيغنييف بونييك، توّجه باحراز كأس اوروبا للاندية البطلة 1985. تنقل بين ميلان وفيرونا، واعتزال بسن 31.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم