الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

بالفيديو: مشجّع أهلاوي كفيف يروي قصّة عشقه لكرة القدم

المصدر: "النهار"
المشجع الأهلاوي
المشجع الأهلاوي
A+ A-
لم تمنع الإعاقة البصرية إكرامي أحمد، مشجع النادي الأهلي المصري، من دعم ومؤازرة فريقه وسط الآلاف من مشجعي بطل أفريقيا في استاد المدينة التعليمية خلال منافسات كأس العالم للأندية، التي تستضيفها قطر للمرة الثانية على التوالي.

يصف إكرامي، الذي ولِد كفيفاً، نفسه بالأهلاوي منذ الطفولة، وقد نشأ في محافظة المنوفية إلى الشمال من العاصمة المصرية القاهرة، في فترة شهد خلالها النادي عصره الذهبي، وضم بين صفوفه عدداً من ألمع نجوم كرة القدم من بينهم محمد أبو تريكة، أسطورة أفريقيا، وأحد أفضل اللاعبين في تاريخ القارة، وحصد النادي آنذاك مجموعة كبيرة من الألقاب، ومن بينها عدد من ألقاب دوري أبطال أفريقيا.

يقيم إكرامي (31 عاماً) في الدوحة، وهو متزوج وأب لطفلين، ويعمل مشرفاً للبرامج في مركز قطر الاجتماعي والثقافي للمكفوفين. ولم تقف الإعاقة البصرية حاجزاً أمام شغفه بكرة القدم، الذي رافقه طوال حياته وجعل منه عاشقاً لهذه لرياضة على مر السنين، مستعيناً بصديق أو أحد أفراد العائلة لنقل مجريات المباريات للاستمتاع بالرياضة الأكثر شعبية في العالم، ومن ثم تولت زوجته إيمان مهمة وصف ما يجري على المستطيل الأخضر، فهي المرافق الشخصي والمعلق الرياضي الخاص به، والتي تنقل له صورة حيّة مفصلة لأحداث المباراة.

يقول إكرامي، وهو يشق طريقه بمساعدة زوجته إلى استاد المدينة التعليمية لحضور مباراة الأهلي أمام الدحيل في بطولة كأس العالم للأندية 2020، إن كثيراً من الأشخاص يعبرون عن دهشتهم واستغرابهم: كيف لشخص كفيف أن يهتم برياضة كرة القدم دون أن يرى الاستاد واللاعبين؟

ويرد: "نعم يمكن لشخص كفيف الاستمتاع بحضور مباراة كرة قدم مثل شخص مبصر على حد سواء. ما لا يعرفه البعض أن للكفيف عالمه الخاص، ولديه مهارة فريدة في تسخير الحواس الأخرى لرسم صورة نابضة بالحياة في مخيلته، ما يجعله قادراً على قضاء وقت ممتع مليء بالحماس والتفاعل مع اللعبة، ولهذا السبب نجد الكثير من المشجعين من ذوي الإعاقة البصرية متحمسين لرياضة كرة القدم".

لم يسبق لإكرامي حضور مباراة للنادي الأهلي في الاستاد قبل مونديال الأندية بالدوحة، وقد كان يكتفي بمتابعة مباريات الفريق عبر شاشة التلفزيون، كما تابع الكثير من المباريات ومن بينها منافسات النسخة السابقة من مونديال الأندية التي أقيمت أيضاً في قطر، وكذلك مباريات كأس العالم روسيا 2018.

وكما هو حال ملايين المشجعين المكفوفين حول العالم، يعتمد إكرامي على شخص آخر لوصف أحداث المباراة، بدءاً من تشكيلة الفريقين والتكتيكات المتبعة لكل منهما، وانتهاءً بوصف الملعب والمدرجات وحتى اللافتات في أرجاء الاستاد.

وخلال المباراة التي جمعت الأهلي والدحيل في استاد المدينة التعليمية، كانت برفقة إكرامي زوجته إيمان، واحتفلا معاً بفوز الأهلي بهدف واحد دون رد. ووسط أجواء احتفالية على مدرجات الاستاد التي ضجت بالهتافات من كل جانب، أمضى الزوجان وقتاً ممتعاً وسط الجمهور الذي أبدى درجة كبيرة من الوعي بالتزامه بإجراءات التباعد الجسدي وغيرها من تدابير السلامة، تماشياً مع توجيهات وزارة الصحة العامة في قطر للوقاية من فيروس كوفيد- 19.

وحول الدور الفاعل لزوجته، يضيف إكرامي: "على الرغم من أن إيمان ليست مشجعة متحمسة لرياضة كرة القدم، إلا أن طبيعة حياتنا اليومية وخصوصية العلاقة التي تجمعني بها كزوج كفيف، جعلتها تدرك جيداً كيف تصف لي أحداث المباراة بدقة تامة وبأسلوب تفاعلي، لتنقل لي صورة واضحة لمجريات المباراة وما يرافقها من أجواء حماسية، فهي تساعدني ببراعة على تصور مشهد متكامل للأحداث في مخيلتي".

إكرامي، الذي عبّر عن سعادته بوجوده في مدرجات الاستاد بين المشجعين، أكد أن حضور المباريات تجربة لا تُضاهى بالنسبة له ويفضلها على متابعة المباريات عبر التلفزيون، مضيفاً: "تغمرني مشاعر السعادة بدءاً من اللحظة التي أغادر بها المنزل متجهاً إلى الاستاد، ويتصاعد الحماس أثناء وجودي بين المشجعين الذين أتابع ردود أفعالهم من أصوات وهتافات، سواء كانت مرحبة بقرار الحكم ومجريات المباراة أو معترضة عليها، فهي تساعدني على معرفة ما يدور بالتحديد على أرضية الملعب".

ومع بقاء أقل من عامين على انطلاق منافسات بطولة كأس العالم 2022 للمرة الأولى في العالم العربي والشرق الأوسط، تواصل اللجنة العليا للمشاريع والإرث جهودها الرامية إلى تهيئة مرافق البطولة بحيث تلبي كافة احتياجات ذوي الإعاقة، وتوفر لهم تجربة استثنائية تضمن سهولة الوصول والحركة في جميع مرافق واستادات المونديال.

وفي هذا الإطار، أطلقت اللجنة العليا منذ سنوات منتدى التمكين، الذي يضم أفراداً من ذوي الإعاقة وعدداً من الخبراء، لتقييم خططها وطرح آرائهم حول تحسين التجربة المقدمة لذوي الإعاقة في مرافق المونديال.

واختتم المشجع العاشق للنادي الأهلي حديثه بالتأكيد على المشاعر الخاصة التي يكنّها لكرة القدم، والتي يراها رياضة رائعة يكمن تميزها في عنصر المفاجأة الذي كثيراً ما يشكل مصدر سعادة للجماهير.

وأضاف: ينبع جمال كرة القدم من أنها خارج التوقعات، فقد تتغير نتيجة المباراة في لحظة. أعشق هذه الرياضة التي تجمع الملايين تحت مظلتها، وتعزز أواصر العلاقة بين المشجعين من جهة والأندية واللاعبين من جهة أخرى، وتنسج علاقات رائعة بين أفراد المجتمع من خلال التنافس بروح رياضية نزيهة. هكذا توحّدنا الساحرة المستديرة، وما أحوجنا إلى هذه الوحدة، خاصة في ظل التحديات الراهنة التي يواجهها عالمنا جراء الجائحة".
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم