الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

من يوقف طوفان "العملاق البافاري" بعد إطاحة "الأمراء"؟

المصدر: "النهار"
بايرن.
بايرن.
A+ A-
دحض بايرن ميونيخ الألماني كل الترشيحات التي منحت خصمه باريس سان جيرمان الفرنسي الأفضلية لدى سحب قرعة الدور الثاني لدوري أبطال أوروبا لكرة القدم، وأكد "العملاق البافاري" مرة أخرى أنه الرقم الأصعب في نسخة هذا الموسم بعدما أطاح نادي "الأمراء" بالفوز عليه 2-0 في إياب ثمن النهائي، ليخرج منتصراً من المواجهة بنتيجة إجمالية 3-0.

وعلى الرغم من تواجده في ما سُمي مجموعة الموت بجانب العملاقين الإسباني برشلونة والإيطالي إنتر، خرج بايرن منتصراً من جميع مبارياته في دور المجموعات ذهاباً وإياباً ووصل الى فوزه الثامن من أصل ثماني مباريات خاضها في طريقه الى ربع النهائي، بسجل هجومي رائع (21 هدفاً) ودفاعي أروع (اهتزت شباكه مرتين فقط).

واستناداً الى ما شاهده من فريقه حتى الآن ورغم أنه بعيدٌ كل البعد عن تشكيلتي ثلاثية عامي 2013 و2020، قال المدرب يوليان ناغلسمان بعد إنهاء حلم سان جرمان بلقبه الأول في المسابقة القارية الأم إن بايرن قادر على تحقيق ما يشاء إذا تمتع بالتعطش والشغف اللذين يتوافقان مع النوعية الموجودة في النادي البافاري.

وقال ناغلسمان "رددت الأمر 20 مرة، إذا نجحنا خلال اللعب في الجمع بين التعطش والمشاعر بأقصى حدودها لتلتقي مع النوعية التي نتمتع بها، فحينها بإمكاننا أن نحقق أي شيء".

وتبدو تصريحات ناغلسمان بعد المباراة لشبكة "دازون" الألمانية وكأنها المديح الطموح المعتاد الذي يدلي به المدربون بعد فوز مهم، لكنه لم يعف لاعبيه من الانتقادات هذا الموسم في ظل الأداء المتأرجح في الدوري المحلي.

عادة وبحلول شهر آذار، يكون بطل "بوندسليغا" في 32 مناسبة متقدماً برقم مزدوج على أقرب منافسيه وفي طريقه للفوز باللقب لموسم آخر. لكن هذا الموسم، خسر بايرن النقاط على أرضه وخارجها أمام عدد من الأندية المتعثرة ويتصدر الآن الترتيب بفارق الأهداف فقط عن غريمه بوروسيا دورتموند.

ويدرك ناغلسمان جيداً أن بايرن يملك أفضل فريق في الدوري بفارق هائل عن أقرب منافسيه، لكن اللاعبين لا يأتون في بعض الأحيان الى المباريات بالسلوك المناسب، لاسيما على الصعيد المحلي.

وقال المدرب إن مكانة بايرن في ألمانيا تعني أن الفرق المنافسة تواجهه بشغف وتصميم مضاعفين على أمل حصد نقطة أو أكثر ضد العملاق البافاري، مما يعني أن فريقه يحتاج الى فعل الشيء نفسه.

وبعد التخلص من عقبة سان جرمان، ينتقل تركيز بايرن الى معركة الدوري المحلي حيث يلعب السبت على أرضه ضد جاره البافاري أوغسبورغ القابع في المركز الثالث عشر بفارق ثلاث نقاط فقط عن منطقة الهبوط.وكان أوغسبورغ إحدى الهوات التي سقط فيها بايرن في الدوري بخسارته 0-1 ذهاباً في أيلول، ما جعله يتراجع في حينها الى المركز الخامس في أدنى ترتيب له هذا الموسم.

الحلم تحول كابوساً؟

كان باريس سان جرمان مؤمنًا بأن إقناع كيليان مبابي بالبقاء في العاصمة سيحقق له أخيرًا المجد الذي طال انتظاره في دوري الأبطال، لكن الفشل في بناء فريق قوي بما يكفي حول النجم الفرنسي ساهم في خروج مبكر آخر من أوروبا.

أدت الخسارة 0-2 أمام العملاق البافاري الى خروج النادي المملوك قطريًا وتوديع البطولة من هذا الدور للمرة الخامسة في آخر سبعة مواسم.يبدو الآن مشوار باريس سان جرمان إلى نهائي 2020 أشبه بإنجاز غريب، بعد أن أتى في موسم تفشى فيه وباء فيروس كورونا عندما تحول دوري أبطال أوروبا إلى بطولة مصغرة خلف أبواب مغلقة.

كانت هناك احتفالات في أيار الماضي عندما وافق مبابي على تجديد عقده لمدة ثلاث سنوات للبقاء مع الارجنتيني ليونيل ميسي والبرازيلي نيمار في العاصمة الفرنسية بدلاً من الانضمام إلى ريال مدريد الاسباني.كان من المفترض أن يتبع تعيين الكشاف البرتغالي لويس كامبوس مديرًا رياضيًا وكريستوف غالتييه مدربًا خلفًا للارجنتيني ماوريسيو بوكيتينو، بناء فريق جديد ومثير.

من الصعب المجادلة بأن سان جرمان أقوى الآن مع أمثال البرتغالي فيتينيا والاسباني فابيان رويس مما كان عليه مع الارجنتينيين أنخل دي ماريا ولياندرو باريديس العام الماضي.

قال غالتييه الأربعاء "الأمر لا يتعلق ببناء الفريق. إنها مجرد قصة الموسم. افتقدنا لاعبين مهمين. الفريق ضعف (جراء خسارة عناصر) في المواجهتين" ضد بايرن.

وضع باريس سان جرمان الأمل في مبابي وميسي في قلب المواجهة في ميونيخ، لكن الارجنتيني لم يكن له تأثير يذكر بينما لمس الفرنسي الكرة 32 مرة فقط.

اعترف مبابي الذي سيصبح مستقبله مرة أخرى موضوع تكهنات متزايدة "كما قلت في أول مؤتمر صحافي لي في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم، إننا سنبذل قصارى جهدنا. الحقيقة هي أن هذا هو أقصى ما لدينا".

أحد الأسباب التي جعلت باريس سان جرمان غير قادر على بناء الفريق الذي يريد، حتى مع ثروة مالكيه القطريين، هو المال.مع إنفاق الكثير على صفقة مبابي الجديدة والحاجة إلى احترام قواعد اللعب المالي النظيف للاتحاد الأوروبي لكرة القدم، فشلوا في التوقيع مع قلب دفاع كانوا في أمس الحاجة إليه.

ينتهي عقد ميسي هذا الموسم وكانت هناك محادثات حول تمديده، لكن سيكون قد بلغ عامه الـ36 في حزيران وسيكون من الحكمة استثمار الأموال المطلوبة في مكان آخر.

قد تكون هناك شكوك أيضًا حول مستقبل غالتييه نفسه، إذ يدرك المدرب أن الفوز بلقب الدوري وحده قد لا يكون كافيًا.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم